العدد 3070 - الإثنين 31 يناير 2011م الموافق 26 صفر 1432هـ

«توت عنخ آمون»

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مازال التاريخ المصري حافلاً بالكثير من كنوزه القديمة، وكما هو الشعب المصري شعب عظيم في كل مراحلة، إذ يحتفظ التاريخ بذكرى جميلة لأمير الشعراء أحمد شوقي عندما اكتشفت مقبرة الفرعون الصغير توت عنخ آمون (من أعظم الاكتشافات التاريخية المصرية وذلك في فبراير/ شباط 1923).

تولى توت عنخ آمون حكم مصر في سن التاسعة من عمرة، وحجز له الحكم وكرسية حتى يكبر ويمكنه تولي إدارة شئون السياسية والحكومة ومتطلباتها، وسبقه في ذلك تولي حاشية منافقين ومتنفعين يمكن تسميتهم بفريق «تسيير الأمور» حتى يصل توت عنخ آمون سن الحكم.

اعتبرت مقبرة توت عنخ آمون من أعظم ما كشف في تاريخ مصر لما تحتويه من كنوز أبهرت العالم بأسره، وملأت رفوف المتحف المصري بأروع مقتنياتها، كما كان للأدب المصري أروع ما يمكن أن يقال ويجسد لنا واقعنا

عندما اُعلن عن اكتشاف المقبرة العظيمة لتوت عنخ آمون بادر أمير الشعراء احمد شوقى بنشر قصيدة في هذه المناسبة، خاطب فيها فرعون الصغير ليؤكد له بأن زمانه ولى حتى وإن خرج من قبرة بعد آلاف السنين، وقال أمير الشعراء:

زمان الفرد يا فرعون ولَّى ودالت دولة المتجبرين

وأصبحت الرعاة بكل أرض على حكم الرعية نازلين

هذه رسالة أمير الشعراء لكل المتغطرسين بأن العالم يتغير، وأن زمن الفرد قد تغير وأصبح للشعوب كلمة تنخفض يوماً إلا أنها تعلو وتصدح.

رسالة أمير الشعراء كانت واقعية وواضحة قالها قبل تسعين عاماً، خاطب فيها «مومياء فرعونية» قاصداً فيها مومياءات عصرنا الحالية التي ما أن تمسك بكرسي الحكم حتى تتشبث فيها خوفاً عليه. لقد قال أمير الشعراء اليوم يوم شعوب وليست أيام أفراد، اليوم يوم إرادات.

وبالأمس كان لأبي القاسم الشابي التونسي كلمة عندما صدح قائلاً:

إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَاة فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَدَر

وَلا بُدَّ لِليلِ أنْ يَنْجَلِي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَنكَسِر

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3070 - الإثنين 31 يناير 2011م الموافق 26 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 2:59 م

      شهرزاد

      التعليق 4 ثورة فرنسا وايران اعجبتكم لاكن ثورة تونس ومصر لن تعجبكم وغدا لناظرية لقريب

    • زائر 4 | 7:02 ص

      ولكن .....

      ولكن هم حفاة ويفترشون الارض ويتلحفون العراء هكذا هم الاحرار وبالآخر ينتصرون لان الله معهم نعم مع الحفاة الاحرار الذين لا يبالون لترف الحياة من زمن فرعون ونمرود وصدام وشاه كل الثورات النصر لهم من ثورة فرنسا الى ثورة ايران الى تونس ومصر لان الله يريد ان يمن على الذين استضعفوا في الارض ويجعلهم ائمة ويجعلهم الوارثو ن ,,,,شهرزاد

    • زائر 3 | 1:17 ص

      جذبني عنوان المقال

      أعجبني الموضوع كثيرا لأنه لابد للحق ان ينتصر يوما ما مهما طال الزمن.

    • زائر 2 | 12:12 ص

      احسنت

      رحم الله شوقي الذي قال:
      زمان الفرد يا فرعون ولَّى ودالت دولة المتجبرين
      وأصبحت الرعاة بكل أرض على حكم الرعية نازلين
      هذا طبعا كان متفائل واجد، وكان بداية القرن العشرين، لكن في النصف الثاني من القرن عاد الجبابرة والفراعنة لحكم الامة من شرقها الى غربها. الله يغير اوضاع هذه الامة ويخلصها من الطغاة.

    • زائر 1 | 11:43 م

      الأيام دول

      صح لسانك أستاذ هاني
      ما أدري من وين هالشعراء ينزل عليهم الإلهام!!
      صدق الحديث القائل: إن من الشعر لحكمة.
      أدعو للشعب المصري بالنصر المؤزر.
      و كما قيل
      و للحرية الحمراء باب
      بكل يد مضرجة يُدقّ
      و عساك ع القوة

اقرأ ايضاً