العدد 3072 - الأربعاء 02 فبراير 2011م الموافق 28 صفر 1432هـ

معرض عودة ماء السماء

المنامة - محمود عبدالصاحب 

02 فبراير 2011

ليست ثمة بون شاسع ما بين ثيمة معرض ماء الأرض الثابت الـ 37 في دورته لمعرض البحرين للفنون التشكيلية بمتحف البحرين الوطني ومعرض ماء السماء المتحرك «الأعمال المستبعدة» والذي اقيم بصالة مركز السنابس الثقافي، البتة، غير الهالة الإعلامية المصاحبة ليس إلا.

إن ثيمة الماء قد انشطرت باستبعاد بعض أعمال روادها تماماً؛ كانشطار جزيء الماء، ذرة الأوكسجين عن ذرتي الهيدروجين، فبقى الثابت بمصدره الأرضي، وجاء الأخير المتحول مع زخات المطر العائد من السماء إلى الأرض ليحط رحاله بمركز السنابس الثقافي الذي افتتح في يوم تساقط المطر حيث أعاد للأرض رونقها.

ولأن المعرض بشقيه الثابت الأرضي والمتحول السماوي بموضوعه أكسير الحياة «و جعلنا من الماء كل شيء حي» آية محكمة، وعند القدماء مجّد الدلمونون إلهة المياه أنكي، فلقد تناول معرض السماء ثيمات وتلاوين المياه المتعددة بمصادره فلم يغفل عن تجسيد الحالة الدينية في توصيف الموضوع أو المرور على آلهة المياه عند القدماء موجهاً رسالة للحفاظ على البيئة والطبيعة من التلوث والمحافظة على الثروة المائية.

في معرض ماء السماء استعرض 16 فناناً غلبت أعمالهم اتجاهات متعددة كالانطباعية في محاولة لتسليط الضوء عندما ينعكس على الماء، لتصوير الطبيعة مباشرة، لإظهار كيف تتغير الألوان والصفات السطحية في الأوقات المختلفة ببراعة فائقة في رسم الطبيعة تحت الضوء الدافئ وخاصة التغيرات الدقيقة في المناخ وتأثير ضوء الشمس على المياه مع إظهار فهم وتقدير للألوان بكل ثرائها وشدتها اللونية، وبألوان نظيفة نقية صافية هي: البنفسجي، والأزرق والأخضر والأصفر والبرتقالي والأحمر. عنيت بتسجيل إحساس الفنان في الزمكان مشاهداته وانطباعاته.

والبعض اتخذ النهج التعبيري من خلال التركيز على تبسيط الخطوط والألوان مع إظهار تعابير الوجوه والأحاسيس النفسية، في حين شارك البعض بدراسة لعمل تكعيبي الذي اتخذ من الشكل الهندسي أساسا لبناء العمل الفني.

كما غلب على المعرض أعمال المدرسة التجريدية من خلال الاهتمام بالأصل الطبيعي، للسعي إلى البحث عن جوهر الأشياء والتعبير عنها في أشكال موجزة تحمل في داخلها الخبرات الفنية.

وتطرق بعضهم في أعمالهم للسيريالية من خلال إطلاق الأفكار المكبوتة والتصورات الخيالية، في لوحات تلقائية فنية ونفسية، تعتمد على التعبير بالألوان عن الأفكار اللاشعورية التقليدية. اهتماماً بالمضمون وليس بالشكل. ولهذا تبدو لوحاتهم غامضة ومعقدة، لكنها أكثر صدقاً وإحساساً.

وبرز جانب جديد في المعرض باتجاه المدرسة الوحشية والذي اهتم فيها الفنان بالضوء المتجانس والبناء المسطح فكانت سطوح ألوانهم تتألف دون استخدام الظل والنور، أي دون استخدام القيم اللونية، فقد اعتمد على الشدة اللونية الحارة مع أسلوب التبسيط في الاشكال، فكانت أشبه بالرسم البدائي إلى حد ما.

لذا إنه من المؤمل أن تلاقي كل الأعمال التي تُسلم القبول والعرض في المعرض القادم الـ 38 للفنون وأن تكون ثيمة واحدة لا انشطار بينها.

العدد 3072 - الأربعاء 02 فبراير 2011م الموافق 28 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً