العدد 3072 - الأربعاء 02 فبراير 2011م الموافق 28 صفر 1432هـ

نادية الملاح: للنثر هيبته... وللشعر موسيقاه التي لا تنفك عنه أبدا

بعد أن وصلت إلى مرحلة العشرين شاعرا في برنامج أمير الشعراء

قال لها صلاح فضل وأعتقد أن طموحك لأن تكوني أميرة الأحلام يسانده حس شعري مرهف، ومشاعر رومانسية تتجلى في أبياتك، ومن الطبيعي أن تكون آيات الشعر النسوي في مقتبل الشباب بهذا القدر من الرقة والرومانسية.

أما علي بن تميم فأشار في تعليقه على قراءتها هذا الشعر الحلال الزلال، على الرغم من أنك تجعلين الموسيقى في الصدارة، ولاسيما أنتِ غارقة في أحلام الموسيقى، إنه لنص جميل.

فيما ناداها عبد الملك مرتاض: أنت يانادية تشتغلين كثيرا على الموسيقى لديك حس موسيقي عارم، يضاف إلى ذلك، أن إلقاءك حقيقة جميل.

هكذا رحت أستمع للحكام الثلاثة قبل لقاء نادية الملاح غداة وصولها لمرحلة العشرين شاعرا في مسابقة أمير الشعراء في أبوظبي فكان هذا اللقاء.

متى بدأت رحلتك مع الشعر؟

- ربما تكون الرحلة قد بدأت باكراً جداً، وربما أيضاً كانت في بدايتها محض خواطر لا أكثر، حتى وصلت إلى المرحلة الإعدادية فلفت ذلك نظر معلمات اللغة العربية اللاتي لم يألن جهداً في التشجيع والتدريب، شجعني ذلك على الاهتمام بهذا الجانب أكثر، فكثفتُ قراءاتي وتوجهت إلى دراسة اللغة العربيّة، التي فتحت لي آفاقا واسعة ولاسيّما أن بعض المقررات حينها كانت تدعم هذا الميل أذكر منها على سبيل المثال مقرر علم العروض الذي درسته على يد الدكتور زيان الحاج إبراهيم رحمه الله، هذا الإنسان الذي أكنّ له كل الامتنان، إلى جانب مشاركاتي في بعض المسابقات في كتابة الشعر والإلقاء داخليّاً وخارجيّاً.

كيف بدأ لك أمير الشعراء قبل المشاركة فيه وبعدها؟

- أمير الشعراء لم يكن ضمن أجندتي أبداً، كنت أتابعه اهتماما بالشعر لا أكثر، أستمتع بما أسمع، أميل لهذا الشعر وأتحاشى ذاك، لم أحلم يوما أن أكون جزءاً منه، ولاسيما أنا بعدُ لم أشرع في إصدار خاص بكتاباتي، واقتصر النشر فقط على المواقع الإلكترونية، لكني أشهد بالفضل الكبير لرئيس مجلس إدارة ملتقى الحكايا الأدبي، أيهم سليمان الذي كان يشجعني بل ويدفعني دائما إلى مثل هذه المشاركات ولاسيما بعد مشاركتي في الملتقى السابع في دمشق خلال يوليو/ تموز 2010م، بعد هذا الملتقى شعرت أن ثمة عوالم عليّ خوضها إثراء للمعجم الإنساني من جهة، وإنضاجا للتجربة الكتابية الشعرية من جهة أخرى، اليوم وأنا أقف أمام الملايين في برنامج أمير الشعراء أجده يداً قادرة بالفعل على أن تخلّق الشعر وتنضج التجربة وتضيف الكثير إلى المشهد الثقافي العربي، ويدعّم هذه الفكرة ما تضعه المسابقة من شروط أو لنقل حيثيات تجعل من الشاعر إنساناً قبل أن يكون شاعراً.

كيف بدأت رحلتك مع أمير الشعراء؟

- كما ذكرتُ آنفا كان التشجيع من الأستاذ أيهم وبعض الشعراء الآخرين في الملتقى الذين أجمعوا على أن تجربة نادية تستحق أن تصل بصوتها إلى أبعد مما هي عليه، تقدمت بنصٍّ أحبه جدّا هو نص (أحبك جدّا) بعد إرسال النص لم أجهد نفسي بالتفكير كثيرا وخاصة حين أقرأ عن الأعداد الكبيرة التي تقدمت للمسابقة وكلهم شعراء تشهد لهم الساحة بالقوة والرصانة، حضرت التصفيات الأولى وسعدت برأي اللجنة، ومن ثم انتقلت إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة الارتجال، وكانت المفاجأة الأجمل هي إدراج اسمي ضمن قائمة العشرين، فكانت بالفعل تحدٍّ كبيرٍ لن أنكره على نفسي.

ما التحديات التي واجهتك أثناء مسابقة أمير الشعراء؟

- ربما يمكنني تصنيف هذه التحديات إلى ثلاثة أقسام، أولها كوني أمثل اسم بلدي لأنني البحرينية الوحيدة في المسابقة، فلا بدّ من تقديم صورة مشرفة عن البحرينية الشاعرة والمرأة القادرة على أن يصل صوتها إلى كل مكان، والثاني مزدوج فرعه الأول يتمثل في استشعار المحبة من الناس وهو الأمر الذي لم ولن أراهن عليه أبداً لأنه في نظري التتويج الحقيقي قبل إمارة الشعر وشقه الثاني تلك الانتقادات التي جاءت لاذعة أحيانا والتي لا تمس شعري بقدر ما تمس شخصي، أحمد الله أنني أملك القدرة الكبيرة على الصمت لأترك الفعل يثبت أنني هنا، أما التحدي الثالث فقد بدأ معي منذ انتقالي لمرحلة العشرين صار عليّ أن أثبت لنفسي أنني قادرة على تقديم الأفضل وأنني أملك قلما قادرا على التأثير بالهمس دون صراخ.

ماذا تقولين لزملائك الذين دخلوا أمير الشعراء معك؟

- زملائي كانوا ثلاثة وهم ناصر زين، زهراء المتغوي، مجتبى التتان، ومازالوا في قلبي واحداً لايتفرّع لأنهم الثلاثة بالنسبة لي الربح الأكبر كسبتهم أخوة وأحتفظ لأمير الشعراء بفضل تعرفي إليهم، ربما سأكرر هنا الجملة التي قلتها لأخي مجتبى حين تلقيت خبر الترشيح: لن أتردد في أن أنطق أمام الجميع بأنني هنا باسمنا جميعاً وليس باسم نادية فقط، وأي تقدم أحرزه سيكون لهم الفضل الكبير فيه بمساندتهم المعنوية لي.

كيف تجدين حظ المرأة في إمارة الشعر على مستوى برنامج أمير الشعراء؟

- أستغرب ما يشاع حول المسابقة من محاباة المرأة وتوفير حظٍّ أكبر لها في الوقت الذي لاتتواجد فيه أكثر من ثلاث نساء ضمن العشرين...! ثلاث في مقابل سبعة عشر رجلاً، قد يبدو حظ المرأة أقل لكنه يتضاعف أمام القدرات التي تحملها المرأة ومدى إصرارها على بلوغ الإمارة هدفاً، وربما هذا ما يدفعني إلى التفاؤل بتحقق ما يشرّف وطني وأهلي وذاتي، لأثبت للجميع بأن ماظهر من نادية في الحلقة الأولى لم يعبر عنها أبدا، لأن الناس تأخذ بالظاهر وتغفل عن الظروف والحيثيات التي تحيط بالأمر، فكوننا متواجدين في أبوظبي وفوجئنا بأمر ظهورنا في الحلقة الأولى هو أمرٌ كان له تأثيرٌ كبير في اختيار النص إلى جانب الوقت المحدود المعطى لنا لإلقاء النص كان له تأثيره أيضا في ظهورنا أو ظهوري بالشكل الذي لم يُرضِ البعض، تمنيتُ أن أنتقل إلى المرحلة القادمة لأثبت عكس ما قيل، خذلني فارق التصويت (1 في المئة) لكنه لم يكسرني بل زادني إصرارا على المضي والعمل بشكلٍ جاد.

ما تقييمك للمشهد الشعري الشبابي في البحرين؟

- المشهد الشعري البحريني بشكل عام له بصمته القوية على مستوى الخليج والوطن العربي، أما الشبابي على الخصوص فأراه في انقسامٍ بين الحداثة المفرطة وبين الكلاسيكية المذعنة، ومع احترامي الشديد لما يقدمه الشعراء والكتّاب إلا أنني مازلت أتحفظ كثيرا على ما يسمى بـ (قصيدة النثر)، أؤمن بالتطور الشعري حتما لكنني أيضا أؤمن بعدم الخلط بين فني الشعر والنثر، بالرغم من أنني أكتب النثر بفنونه المختلفة وأجد فيه مساحة واسعة للتعبير عن الذات لكنني لا أجرؤ أن ألصقه بالشعر بأي حالٍ من الأحوال، للنثر هيبته، وللشعر موسيقاه التي لا تنفك عنه أبداً.

ما تعليقك على إشارات لجنة التحكيم في نصوصك؟

- البعض قال: نادية كانت اللجنة مجحفة في حقك، لكني أرها كانت على حق إلى حدٍّ ما، فالدكتور صلاح فضل الذي أحترم صراحته وخبرته حين تقدمت في التصفية الأولى أشاد بالنص وفي هذه المرحلة لم يرُق له ما قدّمت وأنا معه في ذلك لأنه يؤمن أن لديّ ما هو أفضل وأن مسئولية التأهل إلى هذه المرحلة ليست أمراً يُستهان به، إلى جانب ما ساقه من اعتراض على بعض الصور أو الصياغة، يبقى له رأيه الذي أكن له التقدير، أما الدكتور علي بن تميم فقد رأى في مزجي للغتين القديمة والحديثة ما يعاب على النص وهو رأيه ناقدا ومختصا إلا أن الأمر قد يراه آخر أمرا محمودا، وأيضا أحتفظ باحترامي لرأيه فطالما أنني قد وافقت على المشاركة فحقهم عليّ أن أستمع لوجهات نظرهم وآخذها في عين الاعتبار، اختتم التعليق الدكتور عبد الملك مرتاض الذي وجد في النص توازنا إلى حدٍّ ما فهو ليس مبهرا ولا خافتا، إلى جانب إشارته إلى القدرة على تدوير النصّ وإغلاقه بشكل فنيٍّ جميل، فقال: لست أدري إن كنتِ واعية لذلك لكنني أظنكِ كنت واعية تماما لهذا الجانب الفنيّ، ثم أثنى على النص بقوله أنه نصٌّ جميل، وفي كلّ الأحوال أنا أعتز بتلك الملحوظات بالرغم من قسوة بعضها إلا أننا نحتاج أحيانا إلى بعض القسوة كي نمضي قُدُما.

بم تخاطبين جمهورك البحريني؟

- الجمهور البحريني، وغير البحريني أيضا لهم عليّ حق تشريفهم، وحقّ أن أبقى مدينة لهم بمحبةٍ لا تشبه إلا نفسها، أن أبقى ممتنة لهم لوقوفهم الجميل ومؤازرتهم المعنوية بالرغم من كل المنغصات، أقول لهم أصواتهم التي وهبوني إياها لن تضيع أبدا بل ستبقى أصداؤها في أفق الروح تدين لهم، وكما منحوني الثقة والدعم المعنوي الكبير، فسأمنحهم بإذن الله ما يشرفهم...

ماذا أضافت لك تجربة أمير الشعراء؟

- تجربة أمير الشعراء أضافت لنادية الكثير على مختلف الأصعدة والمستويات، فالتواجد وسط هذا الجو الحافل بشعراء من مختلف الأقطار والأنحاء يهب مزيجاً من ثقافات متعددة يضيفها كل شخص إلى رصيده الفكري والثقافي، وهي في جوهره المكسب الحقيقي لكل من يتواجد ضمن هذه المنظومة، سواء تأهل ضمن السبعين أو الأربعين أو العشرين أو لم يتأهل، فالنقاشات الجميلة والتبادل الفكري له أثر كبير، يتيح لكل شاعر الاطلاع على تجارب مختلفة وألوان متمايزة من الشعر. إلى جانب أمرٍ مهمٍّ بالنسبة لأي شخص يمتلك تجربة كتابية وهو أمر اكتساب الثقة والحضور أمام هذا الجمع الكبير من الناس، ولن أغفل أبدا عن المحبة الكبيرة التي تضاف إلى الرصيد الإنساني؛ فقد وهبتني الكثير وعلتني أشعر بأني موعودة بحالة من العطاء الكتابي بما يثبت للجميع أن لقلمي خصوصيته.

ما نصيحتك للشعراء البحرينيين الذين سيشاركون في العام القادم؟

- أنصح أي مشارك، سواء بحريني أو غير بحريني، بأن يجعل صقل التربة الشعرية في مقدمة أهدافه، وألا يأخذه الاعتزاز بما يكتب، فيصل إلى أمير الشعراء وهو على ثقة بأن العرش له دون سواه، لابد أن يكون على ثقة بأن الإنسان مهما وصل إلى مراتب عليا يبقى ناقصا وبحاجة إلى الكثير، كما لابد أن يكون في داخله احترام لأية تجربة شعرية وألا يقلل من شأن أحد معتدا بنفسه، محتقرا غيره، فربما يكون لهذا الآخر شأنٌ يفوقه، فتقييم التجربة من قبل الشخص نفسه لا يعطيها شيئا ولايضيف إليها بقدر ما ينقص منها ويقزّم من شأنه... وأسأل الله التوفيق للجميع بإذنه...

العدد 3072 - الأربعاء 02 فبراير 2011م الموافق 28 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 7:53 ص

      السيد

      احبك جداً والى الامام

    • زائر 2 | 3:19 ص

      اعجاب

      اللللله على كتاباتك الرائعه تعرفين ايتها المبدعه ناديه الملاح قصيده احبك جدا كلمات معبرة عن مشاعر امراه محبه فعلا قد وصفتي كل ما قد تحسه المراه العاشقه سطرتي كل انفعالاتها ومشاعرها واحاسيسها بطريقه لايمكن حتى ان تعرف كيف تصفها امحبه نفسها وانا اقول لك احبك جدا ياناديه

    • زائر 1 | 11:43 م

      كفو يا نادية

      إن شاء الله يا نادية تتوفقين في المرات القادمة إن لم تكوني اميرة الشعر فانت أميرة بطيبك واخلاقك وتواضعك والله يسدد خطاك آمين
      اختك زهرة جاسم النشيط

اقرأ ايضاً