العدد 3076 - الأحد 06 فبراير 2011م الموافق 03 ربيع الاول 1432هـ

مساعٍ لإقامة جمعية بحرينية تضم كبار أصحاب الأعمال لتشجيع مشروعات الشباب

المشاركون في ندوة «الوسط» من (اليمين):    عبدالله الصبياني، منصور الجمري، أمل الكوهجي وأحمد سالم (تصوير: عقيل الفردان
المشاركون في ندوة «الوسط» من (اليمين): عبدالله الصبياني، منصور الجمري، أمل الكوهجي وأحمد سالم (تصوير: عقيل الفردان

قالت مدير أول تنمية الثروة البشرية في «تمكين»، أمل إسحاق الكوهجي إن هناك مساعي لتأسيس جمعية تضم كبار أصحاب الأعمال بغرض دعم مشروعات الشباب.

وقالت الكوهجي خلال ندوة «الوسط» عن ريادة الأعمال وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي عقدت يوم الأربعاء (2 فبراير/ شباط 2011) بمقر الصحيفة أن وظيفة الجمعية ستكون «تقبل أفكار الشباب وعقد جلسة بين أصحاب الأعمال والشباب أصحاب الأفكار المتميزة، وعندما يعجب أحد أصحاب الأعمال بالفكرة فإنه سيدخل مع صاحب الفكرة كشريك، لاستثمار الفكرة، أو دعم صاحبها لتطبيقها».

وأشارت إلى أن «هناك محادثات مع أصحاب الأعمال الكبار في البحرين لإقناعهم بتأسيس هذه الجمعية، وذلك لمساعدة ومساندة الشباب واستثمار الأفكار الجديدة»، إذ تسعى «تمكين» إلى تقديم الجديد فيما يتعلق برأس المال المخاطر.


في ندوة «الوسط» عن ريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة

ريادة الأعمال في البحرين لا تنقصها الأفكار والتمويل ولكنها تحتاج إلى الإدارة

الوسط - عباس المغني

ذكر خبراء ومعنيون بشئون ريادة الأعمال ورأس المال المغامر في ندوة «الوسط» أن ريادة الأعمال في البحرين لا تنقصها الأفكار أو الإبداع ولا حتى التمويل ولكنها تفتقر إلى مهارات الإدارة السليمة.

ويعترف المشاركون في ندوة «الوسط» عن ريادة الأعمال وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أنه على الرغم من أن البحرين ركبت تيار ريادة الأعمال من خلال خلق «نموذج بحريني» وتعميمه على عدد من دول المنطقة عبر برامج تدريبية وتمويلية متكاملة بالتعاون مع مؤسسات دولية، إلا أن فكر الريادة لا يزال بحاجة إلى مزيد من الإحلال بين الشباب البحريني مع وجود مخزون من الأفكار ومساعي الحكومة التي يمكن أن تترجم إلى مشروعات ناجحة.

وأشار المشاركون في التي أقيمت يوم الأربعاء (2 فبراير/ شباط 2011) بمقر «الوسط» وكان ضيوفها رئيس الجمعية العربية للاقتصاد المعرفي عبدالله الصبياني ونائب الرئيس التنفيذي لبنك البحرين للتنمية أحمد جمعة سالم ومدير أول تنمية الثروة البشرية في تمكين أمل إسحاق الكوهجي محادثات مع رجال الأعمال الكبار في البحرين لإقناعهم في تشجيع ريادة الاعمال.

وناقشت الندوة طرق استثمار الشباب جهودهم وموهبتهم لأجل مستقبل أفضل لأنفسهم ومجتمعاتهم وبلدانهم مع التركيز على تجربة البحرين.

ريادة الأعمال تساعد في حل مشكلات اقتصادية

وأشار رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري في افتتاح جلسة النقاش ، إلى أن موضوع ريادة الأعمال وسيلة مهمة وناجحة لحل عدة مشكلات في المجتمع، والأخذ بأيدي الشباب نحو تحقيق أهدافهم وترجمة أفكارهم ومهاراتهم ومواهبهم إلى منتجات أو خدمات يتم تسويقها. وبذلك يكون الشاب صاحب عمل، وموفِّراً للوظائف بدلاً أن يكون باحثاً عن وظيفة.

وأوضح أن هناك مجالات واسعة لريادة الأعمال وفرص كبيرة متاحة للشباب فالكثير من الشباب يجهل مفاهيم أساسية في هذا المجال، وربما لو علم هذه المفاهيم سيجد نفسه أنه أحد رواد الأعمال الذين يمكنهم تحقيق النجاح في القطاع التجاري.

وعبر الجمري عن اعتقاده بوجود فرص لحل مشكلات اقتصادية وخلق طبقة متوسطة واعية مع وجود طبقة شبابية واعية تحل مشكلات المجتمع.

وتطرق الجمري إلى ضرورة تسليط الصحافة على رواد الأعمال وإظهار التجارب التي يمكن الاقتداء بها من قبل الشباب الراغب في توظيف أفكاره أو حتى تلافي الأخطاء، وقال « لو لاحظنا الصفحات الاقتصادية في الصحف المحلية، نجد أنها تركز على المصارف الكبيرة، وقطاع النفط، والصناعة، وبعض القضايا هنا وهناك، لكن لا تجد اهتمام عن قطاع ريادة الأعمال وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، على الرغم أنه القطاع الأوسع، وهذه الشركات تنمو وتكبر وتتوسع وفيها حركة».

وأضاف « في قطاع ريادة الأعمال هناك الكثير من قصص النجاح الشيقة والممتعة، كقصة شاب يأخذ رذاذ الألمنيوم ويقوم بتحويله إلى منتج، وكيف أنه بدأ من الصفر وأصبح رجل أعمال ناجح. وقصة امرأة غير متعلمة استطاعت أن تستثمر مهاراتها اليدوية وتحقق نجاح مبهر بإنشاء مشروع صغير».

وتابع « هناك أيضاً قصص لأشخاص لم يحققوا النجاح، لكن قصصهم تقدم لنا معلومات مهمة وحيوية لتجاوز الأخطاء، وتحويل الفشل إلى نجاح...نريد أن نركز على الشباب وكيفية استثمار مواهبهم وتحويلها إلى مشاريع منتجة، إلى جانب الاهتمام بالاقتصاد المعرفي، فالشركات إذا لم تدخل في هذا المجال فلن تستمر في السوق ولن تستطيع مجارات التطورات».

وشرح الجمري مفهوم الاقتصاد المعرفي معبراً عنه بأنه « كل شيء ينتج عن إبداع الفرد، ويحتاج إلى فهم وتقنية، وهذه التقنية ليست بالضرورة كمبيوتر، فالورد الهولندي متوافر في كل مكان وهو جزء من الاقتصاد المعرفي».

لكنه أشار في نفس الوقت إلى بعض المصطلحات المتداخله» لدينا في البحرين مصطلحات كثيرة، رواد أعمال مؤسسات صغيرة ومتوسطة، رأس المال الجريء، الاقتصاد المعرفي إلى جانب العديد من المصطلحات. كيف يمكننا أن نفعل هذه المصطلحات على أرض الواقع».

تجارب عربية في الاقتصاد المعرفي والاستثمار الجريء

عبدالله الصبياني: لدينا تجربة، وذلك من خلال إنشاء الجمعية العربية للاقتصاد المعرفي، والجمعية الخليجية للاستثمار الجريء.

هناك مصطلحات جديدة كالاقتصاد المعرفي ورأس المال الجريء، وقد واجهنا تحديات في ترويج المصطلحات، وقد بدأنا من خلال الجمعيات بندوات تعريفية، ومؤتمرات لتقديم المفهوم.

كانت هناك تساؤلات عن الفرق بين الاستثمار التقليدي، والاستثمار الجريء؟ فالاستثمار الجريء متخصص في استثمار الأفكار الجديدة، أي أن الاستثمار الذي يتعامل مع الأفكار يسمى استثمار جريء، إذ يتحمل رجل الأعمال مخاطرة بدخوله مع شاب صاحب فكرة يمتلك ورقة مكتوب فيها براءة اختراع، كما هو الحال مع فكرة غوغل ومايكروسوفت.

فالاستثمار في تحويل فكرة إلى منتج وتسويقها، يختلف عن الاستثمار التقليدي كاستثمار أرض بإنشاء عقار عليها، أو إنشاء مصنع بتروكيماويات، فهذا استثمار تقليدي متعارف عليه.

أما الاقتصاد المعرفي في شموليته يعتمد على المعرفة سواء كانت المعرفة قديمة أو جديدة، وتحويل المعرفة إلى منتج ملموس يمكن تسويقه على المستهلكين.

قد يكون لدينا في البحرين فكرة قديمة، لكن تحويلها إلى منتج ملموس يعتبر من الاقتصاد المعرفي، مثل الحلوة كانت قبل 30 سنة غير معروفة كانت فقط البحرين والمنطقة الشرقية، جاءت مجموعة من رجال الأعمال وترجموا هذه الأفكار بأساليب جديدة وحققوا نجاح كبير، مثل شويطر (حلويات شويطر) وآخرون.

فالاستثمار في الاقتصاد المعرفي ليس بالضرورة أن يكون لديك براءة اختراع، ومراكز أبحاث، تستطيع أن تحول الأفكار القديمة إلى منتج مبتكر، مثلاً الملابس الأردنية القديمة تباع بسعر 10 دنانير، وبعد أن قام رواد أعمال بتطويرها وعمل تسويق لها أصبح سعرها 150 ديناراً. فالاقتصاد المعرفي يشمل الأشياء القديمة والجديدة.

واجهنا إشكاليات كبيرة مع مسئولين كبار ورجال أعمال كبار، بخصوص التعريف بالاقتصاد المعرفي، لكن الحمد لله، هناك فهم ووعي أكبر الآن بالمفاهيم الجديدة.

دور تمكين

هل استطاعت تمكين أن تصنع موجة من رواد الأعمال في البحرين؟

أمل الكوهجي: هل أحدثنا موجة لرواد الأعمال؟ لا. ولكن نحن بدأنا المشوار، واستراتيجية تمكين الأولى خلال السنوات الأولى من تأسيسها، كانت تركز أكثر على خلق فرص عمل ووظائف، من خلال تدريب وتأهيل البحرينيين، وكذلك مساعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على النمو.

ولدى تمكين إستراتيجية جديدة للسنوات الأربع المقبلة، فيها محاور كبيرة، تركز على ريادة الأعمال.

«تمكين» تركز على فرعين، الفرع الأول يركز على الفرد البحريني، والفرع الثاني على الشركات والمؤسسات.

ولدى تمكين مشاريع كثيرة سنطرحها هذا العام والسنة المقبلة، لدعم الشباب البحريني عبر تعزيز قدراته واستثمار مهاراته، وتشجيعه على ريادة الأعمال.

وإذا أردنا الوصول إلى الاقتصاد، فنحن بحاجة إلى فكر معرفي فيه الإبداع والابتكار، فكر ايجابي يركز على إيجاد الحلول، وكيف يستطيع الشاب اقتناص الفرص الموجودة. وعلينا أن نبدأ بدخول الجامعات والمعاهد ونحاول تأطير المهارات الحياتية، ونساعد الفرد على فهم كيف يمكن أن يغير حياته إلى الأفضل. ومن ثم نساعد الفرد على كيفية تحويل أفكاره إلى منتجات قابلة للتسويق.

الطريق الآن ممهد ومفتوح أمام الشباب، هناك الكثير من البرامج لدى تمكين، لدعمهم. من دراسة الجدوى، فتمكين تقدم دعم للشاب في أول خطواته بدراسة الجدوى، وبعد أن يحصل على سجل تجاري تقدم له تمكين دعم أكبر وأشمل، من تمويل وأجهزة وشراء معدات وتكنولوجيا، عبر المشاركة، أي أن تمكين تدفع جزءاً ويتحمل الشاب الجزء الآخر.

نحن لاحظنا، أن المشكلة في ريادة الأعمال بالبحرين، لا تتعلق بالأفكار، فهي موجودة والتمويل موجود، ولكن المشكلة في الإدارة، فكثير من الشباب يفتحون محلات ويؤسسون شركات جديدة، لكن عدم فهمهم بالإدارة يؤدي إلى تعثرهم، فالفكر شيء، والإدارة شيء آخر. ولهذا وضعت تمكين العديد من البرامج لمساعدة الشباب في الإدارة، منها برنامج المحاسبة والتدقيق، وإذا تمكن الشباب من وضع محاسب ومدقق في شركته، فإنه سيكون مقبولاً لدى المصارف عند طلبه التمويل.

وتسعى تمكين إلى تقديم الجديد فيما يتعلق برأس المال المخاطر، إذ إن هناك مساعي لتأسيس جمعية من كبار رجال الأعمال، وهذه الجمعية وظيفتها تستقبل الشباب بأفكارهم، فتكون هناك جلسة بين رجال الأعمال والشاب صاحب الفكرة، وعندما يعجب أحد رجال الأعمال بالفكرة فإنه سيدخل معه كشريك، لاستثمار الفكرة، أو دعم الشاب لتطبيق الفكرة.

وهناك محادثات مع رجال الأعمال الكبار في البحرين لإقناعهم لتأسيس هذه الجمعية، وذلك لمساعدة ومساندة الشباب واستثمار الأفكار الجديدة.

أدوار المؤسسات البحرينية في ريادة الأعمال

نحن نسمع ونقرأ عن بنك البحرين للتنمية، والآن نسمع عن بنك الأسرة وبنك الإبداع، وعن حاضنات صناعية، والآن عمل حاضنات زراعية، وظهرت مؤخراً (شركة تنمو) من قبل مجلس التنمية، فربما هناك عدم فهم من قبل الناس بالأدوار، فما هو موقع بنك البحرين التنمية في دعم الشباب، وخصوصاً أن هناك دعم من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن خليفة آل خليفة للبنك، ومضاعفة رأس ماله؟.

- أحمد سالم: تأسس بنك البحرين للتنمية في 1992، هدفه الأساسي تنمية ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وفي الفترة الأخيرة ظهر على الساحة بنشاطات متنوعة لدعم أكبر عدد ممكن من الشباب.

يرتكز عمل البنك بنسبة 90 في المئة على دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتنمية ريادة الأعمال في البحرين، و10 في المئة على التنمية البشرية.

والبنك مملوك إلى حكومة مملكة البحرين، ويدار من قبل إدارة مستقلة، ويعتبر المؤسسة الوحيدة التي تدعم المؤسسات الناشئة، وأخذ يتوسع إذ أصبح له الآن 8 فروع في مختلف مناطق البحرين لتسهيل عملية الوصول للشباب، كما تم رفع رأس ماله من 10 ملايين دينار إلى 50 مليون دينار، وسيزداد في المستقبل بما يتماشى مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030.

ويقدم البنك الدعم لأي شاب بحريني لديه فكرة لإنشاء مشروع، مجرد عليه أن يزور أحد فروع البنك، ويقدم الفكرة، ويتم تقديم استشارات للشاب، لوضع دراسة لإنشاء المشروع. فالبنك لا يقدم تمويلاً فقط، فهناك استشارات، لدى البنك قسم استشارات فيه 8 موظفين، يقدمون خدمات استشارية لرواد الأعمال، لتنمية أفكارهم وتحويلها إلى مشروعات.

ولدى البنك علاقات حيوية، مع تمكين، وزارة الصناعة والتجارة، مجلس التنمية الاقتصادية، مكتب الأمم المتحدة لترويج الاستثمار الصناعي «اليونيدو»، مجلس الأعلى للمرأة وغيرها من الجهات، وذلك لتسهيل وتبسيط الأمور بشكل أكبر للشباب، وإزالة العوائق التي تقف في طريقهم. وأكبر شركة لبنك البحرين للتنمية هي «تمكين»، بدأنا برنامج مع تمكين بمبلغ 10 ملايين دينار، والآن وصل التمويل إلى 70 مليون دينار.

فكل الأمور ميسرة للشباب لإنشاء مشاريعهم، والدرب ممهد لهم، فلا توجد مشكلة في التمويل، ولكن أكثر الفشل الذي يحدث يكون بسبب سوء الإدارة وسوء التصرف، وعدم إدارة رأس المال بالشكل الصحيح. ولذلك وضع البنك آليات للتغلب على ذلك، منها وضع حساب مشترك بحيث يوضع القرض في هذا الحساب ويقوم البنك بمتابعة بشكل دقيق.

ولدى البنك خطة استراتيجية للسنوات الخمس المقبلة، تصب في الجهود الهادفة إلى تحقيق رؤية البحرين الاقتصادية 2030. وكيف نأخذ بيد صاحب العمل ليترجم أفكاره وإبداعاته إلى مشاريع.

برامج تلفزيونية

فيما يتعلق برأس المال الجريء، هناك برنامج تلفزيوني بريطاني، فيه 3 ملياردية، من خلاله يستمعون لكل من لديه فكرة، وإذا اقتنعوا بها يدخلون معه في شراكة مباشرة ويتكفلون برأس المال لتنفيذ الفكرة وتحويلها إلى مشروع، ومن خلال هذا البرنامج تنشأ العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة أسبوعياً. وهذا البرنامج يساعد ويشجع الشباب. فهل لدينا نحن برامج أو جهود للاستثمار في رأس المال الجريء؟

- عبدالله الصبياني: البرنامج التلفزيوني في البريطاني يتيح للشباب عرض أفكارهم، وينتقي المستثمرون الفكرة التي يرون أنها تستحق التطبيق وتحويلها إلى منتج.

وفكرة البرنامج ممتازة، لكن الأهم من ذلك، عملية الحوافز التي تقدمها الحكومة للمستثمرين لقاء المخاطرة، وإعطائه الاهتمام المناسب، حتى يكون نموذجه قدوة للآخرين.

في البداية على الدولة أن تفكر في الصناعات التي تريد تنميتها، ثم تعطي حوافز للمستثمرين الذين سيخاطرون بأموالهم، ومن ثم تغير تفكير وفلسفة التجار ورجال الأعمال. فإذا أعطيته حوافز فإنه سيتقدم.

مثل ما فعلت السعودية عندما أردت تحقيق اكتفاء في الألبان، ظهرت شركات عملاقة مثل (مراعي)، وهذه الشركات في تلك السنوات ما كانت أن تظهر، لولا الدعم والتحفيز الحكومي.

التحديات تتمثل في إنشاء الشركة، استمرار الشركة، وتحول الشركة من صغير إلى متوسطة، ومن متوسطة إلى كبيرة.

هناك العديد من أدوات الدعم والتحفيز، فالحكومة تعطي الشركات الكبيرة عقود، والشركات الكبيرة تعطي الشركات الأصغر عقود، فهذه إحدى الأدوات لدعم التنمية. وتوجيه القطاعات نحو استثمارات ذات القيمة المضافة العالية، قد تحتاج إلى سياسة العصا والجزرة، يستخدم العصا بفرض رسوم أو ضرائب على الاستثمارات غير المرغوب فيها، والجزرة بإعفاء الشركات من الرسوم والضرائب، توفير أراضٍ، تقديم خدمات ومساعدات لوجستية وتوفير تمويلات وهناك العديد من الحوافز.

في البحرين هناك تقدم في هذا المجال، توجد «تمكين» وبنك البحرين للتنمية، ويعتبران مؤسسات متقدمة على مستوى العالم العربي كله، إذ يتم التركيز على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بشكل كبير، من الفكرة إلى الإنشاء، وهي فلسفة رائدة يجب مساندتهم لتحقيق أهدافهم، وإذا لم تظهر النتائج الآن، وسنتلمس النتائج الإيجابية بعد سنتين أو ثلاث.

جمعية شبابية

- أمل الكوهجي: أود التوضيح، أن (شركة تنمو)، هي شركة خاصة جديدة، وتحظى بمساندة من مجلس التنمية الاقتصادية لدفع ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وتمكين لديها فكرة إنشاء جمعية «أنجل فاينشر» من قبل رجال أعمال كبار، ووظيفة هذه الجمعية استقبال الشباب الذين لديهم أفكار، لعرض أفكارهم، ومن ثم دعمهم وتمويليهم من قبل رجال الأعمال.

الشباب يريدون معرفة القطاعات الاقتصادية والفرص الموجودة، كل القطاعات فيها فرص، ولدى تمكين دراسة منشورة على موقعها الإلكتروني، فيها تحليل شامل عن السوق والقطاعات والفرص الموجودة، يمكن للشباب الاستفادة منها، ففيها معلومات جداً مهمة.

ونحن نسعى إلى الوصول إلى الشباب، ولابد من استخدام آليات لزراعة ريادة الأعمال في فكر الشباب، نتحدث عن كيفية التعامل مع وزارة التربية والتعليم والجامعات لزرع الأفكار في الناشئة.

نريد الإعلام كشريك استراتيجي للوصول إلى الشباب، الإعلام عندما ينشر قصص النجاح، فإن الفكرة تصل بشكل أكثر تأثيراً. فالشاب عندما يحقق نجاحاً ويتحدث إلى أصدقائه، يخلق الرغبة لديهم لتحقيق نجاح مماثل في ريادة الأعمال، ويرفع من معنوياتهم.

قصص نجاح

هل هناك قصص لرواد أعمال حققوا نجاح بمساعدة تمكين؟

- منى الكوهجي: قصص النجاح كثيرة، من ضمنها مؤسسات مقاولات، استفادة من برامج تمكين، لتوفير مع معدات وتقنيات حديثة ساهمت في إنجاز العمل بنسب كبيرة، إذ كان المقاول لإنجاز عمل معين يستغرق 10 أيام، الآن ينجزه في 3 أيام.

من ضمن قصص النجاح الحية، مصنع الجسرة، أصبح مؤسسة كبيرة، بعد أن دخل مع «تمكين».

كما أن هناك 10 سيدات، دخلت في برنامج «تمكين»، لشراء باصات نقل، بقرض حسن، أي بدون أرباح. وإحدى السيدات، أرجعت القرض كاملاً خلال 9 أشهر، وتقول إنها ستفتح شركة مواصلات.

ساعدنا نساء للعمل في الخياطة، وهناك دعم كبير للنساء، إذ يتم تقديم دعم حتى 7 آلاف دينار ضمن برنامج التمويل متناهي الصغر مع بنك الإبداع.

وهناك قصص نجاح مع المزارعين والصيادين، إذ تتكفل تمكين بدفع 80 في المئة من تكاليف شراء وتوفير التقنية الحديثة في الإنتاج الزراعي.

صعوبات في الحصول على الدعم

وتم طرح في الندوة مناقشة بعض المعوقات التي تعترض تحويل الأفكار إلى مشروع تجارية، فتمت الإشارةه في العام 1989 استطاع الشباب تحويل سيارة تعمل بالبنزين إلى سيارة تعمل بالكيروسين، في ذلك الوقت تعتبر الفكرة شيئاً كبيراً بالنسبة لنا. واليوم كثير من الشباب لديهم اهتمام بالاقتصاد المعرفي، ولديهم المستندات العلمية لكن لا يجدون الدعم، فالتساؤل هو كيف ينمو الاقتصاد المعرفي في دولة تستخدم العصا؟

- عبدالله الصبياني: المقصود بالعصا، هي عقوبات إيجابية، مثل رفع رسوم على منتج، وخفضها على منتج آخر، أي استخدام العقوبات والحوافز لتوجيه الاستثمارات لتحقيق أهداف محددة، مثل توجيه رؤوس الأموال للاستثمار في الاقتصاد المعرفي، أو الاستثمار في قطاع معين لتحقيق استقرار أو اكتفاء ذاتي في هذا المنتج.

وليس المقصود بالعصا، إصدار عقوبات للقضاء على أفكار الشباب. وإنما عقوبات تحفيزية ذات مردود إيجابي توجه أفكارهم وإبداعاتهم نحو الاقتصاد المعرفي.

القضاء على البطالة عبر الريادة

مع وجود 1900 عاطل جامعي لماذا لا يتجهون لإقامة مشاريع، وتقوم تمكين وبنك البحرين للتنمية بتقديم الدعم والفني والتقني والمالي لهم؟

- أحمد سالم: عند ظهور النتائج الدراسية، تقوم وسائل الإعلام بعمل مقابلات مع المتخرجين والمتفوقين، فتكون إجابات أغلبهم على سؤال يتعلق بحلمهم ومستقبلهم، يريد أن يصبح، طبيباً، مهندساً، طياراً، مدرساً جامعياً،...إلخ. ونادراً ما تسمع طالب متفوق يقول إنه يريد أن ينشئ مشروعاً تجارياً أو صناعياً.

«تسعة أعشار الرزق في التجارة»، ونحن مستعدون لتمويل كل طالب جامعي عاطل عن العمل، يريد أن يستثمر أفكاره ويحوّلها إلى منتج أو خدمة قابلة للتسويق.

أمل الكوهجي: يجب أن يكون للجامعين أفكار وجرأة وحب للمغامرة، الجامعيون العاطلون البالغ عددهم 1900، أغلبهم من النساء ويريدون وظيفة.

عندما تم الحديث مع طلبة في إحدى المدارس الثانوية، وتم توجيه سؤال لهم، ماذا يريدون أن يصبحوا، بعضهم قال يريد أن يعمل في قوة الدفاع، والبعض قال إنه سيواصل الجامعة، وبعضهم قالوا إنهم لا يعلمون، وآخرين يريدون أن يكونوا موظفين. نادراً ما تجد من يقول إنه سيفتح مشروعاً.

وتمكين مستعدة، تقديم كل الدعم للجامعين العاطلين، كل جامعي يريد أن يؤسس مشروعاً.

الموظفون الحكوميين وتأسيس المشروعات

وتناولت الندوة القانون البحريني الذي قد بضع عوائق أمام الموظف العام في فتح السجلاًت التجارية .

أمل الكوهجي: «تمكين» تدعم الشباب في تأسيس مشاريع لهم، من الفكرة بتقديم دعم لدراسة الجدوى الاقتصادية للفكرة، إلى التنفيذ. أما مسألة هل يعطى الموظف سجلاً تجارياً، فهذا من جهة وزارة الصناعة والتجارة.

وتم الإشارة خلال أحد مداخلات الحضور إلى أنه وحسب القانون، أن الموظف يعطى سجلاً تجارياً، إذا كان يعمل موظف في القطاع الخاص، على شرط أن يحصل على موافقة من الشركة التي يعمل فيها.

كيف يمكن أن تنافس الشركات الصغيرة، الشركات الكبيرة إذا كانت تنتج المنتج والخدمة نفسها؟

- عبدالله الصبياني: بالعكس إن الشركات الكبيرة تسند الكثير من العقود على الشركات الصغيرة، لأن الشركات الصغيرة أقل تكلفة، وبالتالي تسعى الشركات الاستفادة من هذه الميزة. فإذا كانت هناك منافسة ضارة، يجب أن يتم وضع حلول لها، فليس من مصلحة الشركات الكبيرة القضاء على الشركات الصغيرة.

- أمل الكوهجي: السوق في البحرين حرة تعمل وفق آلية السوق الحر متمثلة في بالعرض والطلب، فلا يمكن التدخل لحماية أحد، لكن من المهم أن لا تنافس الشركات الصغيرة الشركات الكبيرة، بل تكون داعماً لها، أي الشركات الكبيرة تسند الشركات الصغيرة بإعطائها عقوداً من الباطن، لتقديم منتجات بتكاليف أقل، وهنا تكمن الفرص.

ونلاحظ أن الشركات الكبيرة عندما تفوز بالمناقصات، تسند الكثير من الأعمال إلى الشركات الصغيرة، وهذه فرصة للشباب عليهم اقتناصها، وعليهم أن يقرأوها بشكل صحيح، وليس بشكل خاطئ بأن يتوهموا أن الشركات الكبيرة تسعى للإطاحة بهم.

ولدى تمكين برنامج لتعليم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على كيفية التقدم للمناقصات إلكترونياً.

- أحمد سالم: الشركات الكبيرة لا تفكر بمنافسة الشركات الصغيرة، لأن المؤسسات الصغيرة تعطي الشركات الكبيرة ميزة تقديم منتجات بتكاليف أقل وذلك من خلال إسناد مهمات وعقود من الباطن.

فالشركة الكبيرة تنافس الشركة الكبيرة للحفاظ على حصتها في السوق، وهي لا تجد أي تهديد من الشركات الصغيرة، وإنما التهديد يأتي من الشركات الكبيرة المماثلة.

من أبرز الأمثلة، شركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، هل هناك شركة يمكن أن تنافسها؟! هناك بحريني أسس مشروعاً صغيراً، ينشط في صنع قوالب ألمنيوم، والآن شركة ألبا تشتري منه هذه القوالب بسعر أقل، فالتنافس يأتي عن طريق الابتكار.

كما إن المقاول الكبير عندما يفوز بمناقصة ضخمة، فإنه لا يقوم بصف الطابوق، وإنما يسند هذه المهمة إلى مقاول أصغر

العدد 3076 - الأحد 06 فبراير 2011م الموافق 03 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 7:36 ص

      كفاية الشعب ميت جوع

      يا تمكن كأنك تقولي الى التجار تعالوا في غرفة واحد لكي تتعاونوا على باقي الشعب الانكم انتم تتنافسون في الاسعار ولهذا اليكم فرصة لكي تتعاون في غلاء الاسعار من دون منافسة والضحية هو الانسان الفقير

    • فاطمة الوداعي | 6:42 ص

      ههههههههههههههاااااااااي

      أهم إنجازات تمكين توظيف الجامعيين بــ280 دينار وبعقد مؤقت لمدة سنتين الصراحة ما قصرو في توفير الوظائف بس كان في قصور بسيط في العقد المفروض يكون على الأقل سنه خبركم الي في القائمة السوداء صار لهم خمس سنوات وبعضهم ست سنوات يعني تاريخ إنتهاء صلاحيتهم قرب فليش أتعبونهم سنتين وبالنسبة للراتب وااايد ليش 280 تبون أتخربون أولادنا كثر الفلوس أتجر الفساد على الأقل عطيتونهم 150 دينار لا تنسون

    • زائر 2 | 1:02 ص

      ...

      في وجه الحكومة اقول : اكثر من خمسة وتسعين بالمئة من اراضي الدولة محتكرة لا تستفيد منها الحكومة ولا يستفيد منها اي شخص من الشعب ، في حين انّ سعر الارض السكنية ( خمسين فوت في خمسين فوت ) اربعين الف دينار ، وفي حين انّ سعر الارض الزراعية خمسين فوت في خمسين فوت تسعين الف دينار ، وفي حين انّ سعر الارض الصناعية خمسين فوت في خمسين فوت ثمانين الف دينار ، واذا حصلت زين . كم معاشات الناس ؟ مئتين دينار ، تدور لشنو وتخلي شنو ؟

    • نونه الحنونه | 10:26 م

      نونه الحنونه

      عاد ولا تمكين دراسه وفي شهاده وبعدين ونتو بكرامه غسيل حمامات انه اولهها انسحبت اخد شهاده غسيل ليش ما اعرف اغسل يعني هههه وبعدين الشهاده اعلقها في ضهري سمان ديقه ههه

اقرأ ايضاً