العدد 3081 - الجمعة 11 فبراير 2011م الموافق 08 ربيع الاول 1432هـ

لوحات الحسين والمسيح لتعزيز ثقافة التسامح والتقارب بين الأديان

«المرسم الحسيني» يقيم معرضاً فنياً في الدنمارك

نظمت «جمعية المرسم الحسيني للفنون الإسلامية» معرضاً فنياً في العاصمة الدنماركية (كوبنهاغن)، حيث تم عرض مجموعة من اللوحات التي رسمت في ذكرى عاشوراء الحسين (ع) وميلاد السيد المسيح (ع)، وتمركزت حول موضوع التقارب بين الثقافات والأديان، بهدف تعزيز ثقافة التسامح والمحبة بين البشر، وتعريف الشعب الدنماركي بالرسالة الإسلامية وما تمثله نهضة الإمام الحسين (ع) الخالدة.

المعرض تم تنظيمه بالتنسيق مع جمعية «سلام» النسائية (التي تضم بحرينيات وعربيات ودنماركيات)، بالإضافة إلى القسم النسائي في رابطة الشباب المسلم، التي أسسها الشيخ عبدالمجيد العصفور، ومسجد الإمام علي (ع).

«الوسط» التقت بالفنانتين منى آل رضي (مُدرِّسة تربية فنية)، وفاطمة دهنيم (خريجة فنون تربوية)، اللتين مثلتا المرسم، للتعرف على تفاصيل هذه الرحلة الفنية.

تقول منى آل رضي: «في بداية وصولنا للدنمارك، استقبلتنا عضوات جمعية (سلام)، واصطحبننا في جولة سريعة في العاصمة (كوبنهاغن)، ثم انتقلنا للسكن، حيث تم ترتيب جولات أخرى في الأيام التالية للمعالم الرئيسية والمعارض الفنية بالمدينة». وتضيف «تمت إقامة المعرض في ساحة البلدية، يوم السبت التاسع والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011، واستمر من الحادية عشرة صباحاً حتى السابعة مساءً. وفي الوقت الذي كنا نتوقع أن لا يتجاوز عدد الجمهور الألف، إلا أننا فوجئنا بأنه تجاوز الألفين ومئتين، من جنسيات مختلفة، من العرب والأوروبيين، أغلبهم من الدنماركيين».

وتضيف آل رضي «لقد كان المعرض فرصة لتعريف الجمهور الدنماركي على واقعة كربلاء وشخصية الإمام الحسين (ع)، وخصوصاً أن اللوحات التي عرضناها تناولت أيضاً شخصية السيد المسيح (ع)».

وتناولت زميلتها فاطمة دهنيم طرف الحديث فتقول: «الهدف من المعرض إظهار الوحدة الإنسانية والتسامح والالتقاء بين المسلمين والمسيحيين باستخدام الفن، هذه اللغة العالمية التي يفهمها الجميع. وكان المعرض فرصة لحضور عدة أجناس وجنسيات وأديان من بلدان مختلفة، يدفعهم حب الاستطلاع». وتضيف «إن فكرة المعرض كانت مطروحة من قبل سنتين، وجاء وقت تنفيذها هذا العام، وشارك معنا في الرسم بعض الدنماركيين».

وتكمل آل رضي «لقد شارك في المعرض خمسة دنماركيين مسيحيين، لوجود علاقات اجتماعية تربطهم بالمسلمين هناك».

وهل كانت لديهم فكرة عن التاريخ الإسلامي وموضوع كربلاء؟

- نعم، كانت لديهم فكرة واطلاع مسبق على تاريخ الإسلام، ولم تأتِ مشاركتهم من فراغ. لقد كان التفاعل كبيراً، وقبل الذهاب كنت أسمع كثيراً أنهم عنصريون، لكنني اكتشفت عكس ما كنا نسمعه عنهم... وكانوا متعاونين معنا».

وتكمل دهنيم «المسلمون هناك (في المهجر) أكثر التزاماً ممن يعيشون في بلدانهم، ويتمتعون بأخلاق راقية، حتى تعامل الدنماركيين في الشارع أو السكن، وهو ما نفتقده في البلدان العربية. لقد كان يوم العرض بارداً جداً، وأحضرت لنا مدفأة لكل فنانة لتتمكن من الرسم».

وماذا عن الجمعية المنظمة للمعرض؟

- هي جمعية نسائية، يزيد عدد عضواتها على العشرين، من البحرين ودول عربية أخرى، وغالبيتهن خريجات جامعيات ويحضّرن للماجستير. وكثير منهن حاصلات على الجنسية الدنماركية.

وماذا عن مشاركاتك ومشوارك الفني؟

- تجيب منى آل رضي: «أنا معلمة وأشارك في المعارض الفنية على مستوى وزارة التربية والتعليم، وأنظّم فعاليات فنية، ومنذ توظفت قبل ثلاث سنوات قمت بتنفيذ جداريات بالمدرسة (بدر الكبرى)، بمشاركة مدرسين ومدرسات. وأنا بالمناسبة أميل للنحت أيضاً». وتضيف «لقد كانت تجربة ممتازة، استفدت منها، وأتمنى أن تتكرر داخل وخارج البحرين».

- وتجيب فاطمة دهنيم على السؤال ذاته فتقول: «أنا أرسم منذ الطفولة، شاركت في الثانوية في المسابقات على مستوى الخليج، وفي الجامعة دفعني الأساتذة للمشاركات والإنتاج وتجربة الأساليب المختلفة، واستفدنا من الاطلاع على بعض أعمالهم في مجال الرسم والنحت. دخلت نادي الفنون الجميلة وشاركت في المعارض السنوية، ومع التحاقي بالمرسم الحسيني تلقيت تشجيعاً من أعضائه، وهذه أول مشاركة لي للعرض في أوروبا».

وكم لوحة شاركتكم بها؟

- لقد رسمت كل منا لوحةً واحدةً، بالإضافة إلى عرض 25 لوحة أخرى رسمها فنانو وفنانات المرسم في مناسبات سابقة، مثل موسم عاشوراء وذكرى مولد السيد المسيح (ع).

وهل اقتصرت مشاركتكم على المعرض الفني؟

- لقد استضافتنا مدرسة الحكمة، وهي مدرسة دنماركية طلبتها من العرب، وقدمت درساً فنياً لطلبة أحد الفصول مع التطبيق، وكانت معلمتهم تترجم لبعضهم الذين لا يجيدون العربية.

كما استضافتنا مدرسة «الغدير» ورسمنا جدارية مشتركة على بوابة المدرسة، وقد أثار انتباه الدنماركيين الذين استغربوا من وجود فتاتين متحجبتين ترسمان».

العدد 3081 - الجمعة 11 فبراير 2011م الموافق 08 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 7:02 ص

      طلب رقم موبايل

      يرجى اسال رقم الموبايل ادارة المعرض

    • زائر 7 | 12:50 م

      الاوقاف الجعفرية متى تصل الرسالة؟؟؟؟؟؟

      الله يوفقكم جميعاً في اعمالكم الطيبة هذه. والله يهدي الاوقاف الجعفرية وتكتشف اخطايءها وتصحح موقفها من هذه الجمعية وتقابلها بالمساعدة والدعم والمؤازرة، بدل هذا الموقف المريب. فقط مستعدين يصرفون اموال الاوقاف على العيش واللحم، لكن الاعمال التي تنم عن وعي وثقافة الامة ومستواها الحضاري فىخر ما يفكرون فيه. الله يهدي الجمييع.

    • زائر 6 | 9:28 ص

      مبادرة كبيرة في بلد اجنبي

      فعلا جهود كبيرة ومساعي طيبة في خدمة الاسلام والتعريف برجالاته الكبار كالامام الحسين في بلد اشتهر الى وقت قريب بالرسوم المسيئة للرسول (ص). خطوة مباركة وكبيرة تحسب للمرسم الحسيني الذي عودنا على المبادرات الجميلة والرائعة. وفقكم الله جميعاً لخدمة هذا الدين والوطن والشعب.

    • زائر 5 | 7:23 ص

      جهود مشكورة

      أشكركم على هذه الجهود الطيبة التي تهدف الى ايصال صوت الحسين ورسالة الاسلام الى أقصى بلدان الارض. كل الشكر والتقدير لجهود هذه الجمعية واعضائها من الفنانين والفنانات. وتقبل الله جهودكم باحسن القبول.

    • زائر 4 | 5:13 ص

      رسالة الى الاوقاف الجعفرية

      نتمنى ان تقرأ الاوقاف الجعفرية هذا الموضوع لتعرف ما تقوم به هذه الجمعية الرائدة في خدمةاهداف الدين والوطن، وتبادر لتوفير مقر دائم لها، بدل وضع العراقيل امام الحصوصل على المقر المؤقت.

    • زائر 3 | 4:21 ص

      مضبوط حجيكم

      الله يبارك فيكم ويخليكم يا رب وتتطورون في حب الحسين ع وفي إبداعات عشقه

    • زائر 2 | 3:29 ص

      شكر وتقدير ومحبة

      ألف شكر وتقدير لهذه الجمعية الطيبة على جهودها المشكورة التي ترفع الرأس. موفقين لكل خير.

    • زائر 1 | 12:23 ص

      أبو لجيــــــــن

      تحية اجلال واكبار لهذا الصرح الحسيني النوراني الشامخ ونسأل الله أن يوفق جميع القائمين على هذه الجمعية المباركة ونتمنى منهم مواصلة العطاء ببركة المولى أبا عبد الله الحسين(ع)، سيد شباب أهل الجنة وسبط أفضل خلق الله، الرسول الأكرم محمد (ص)

اقرأ ايضاً