العدد 3081 - الجمعة 11 فبراير 2011م الموافق 08 ربيع الاول 1432هـ

مركز جامع الشيخ زايد الكبير يطلق «معراج النجوم»

أحدث البرامج في مجال مشاهدة الكواكب والنجوم وإنجازات المسلمين الفلكية باللغة العربية

«ولننظر إلى الكواكب وكثرتها واختلاف ألوانها...»، ربما لم يكن قائل هذه العبارة، وهو العالم الفلكي العربي الكبير القزويني وذلك في كتابه «عجائب المخلوقات»، ليتخيل أنه سيأتي يوم لا تعود فيه هذه الدعوة مقتصرة على علماء الفلك أو على المراكز العلمية وحدها، بل ستصفح فيه السماء صفحة يقلبها كل إنسان، ويغوص في أعماقها وأسرارها، عبر شاشة هاتفه الجوّال أو حاسوبه المحمول. ثورة علمية حقيقية في مجال الاتصالات والفلك، أصبحت اليوم متاحة بين يدي الطالب والعالم والمثقف والهاوي العربي، وذلك من خلال المبادرة التي أطلقها أخيراً مركز جامع الشيخ زايد الكبير، من خلال برنامجه الفلكي «معراج النجوم»، وهو البرنامج الأول من نوعه باللغة العربية الذي يتيح ميزات فريدة عالية الجودة لكل راغب في السباحة في الفضاء من خلال شاشة هاتفه iPhoneأو حاسوبه iPad.

هذا البرنامج الذي أنجزه مركز جامع الشيخ زايد بالتعاون مع شركة «فيتو تكنولوجي» العالمية الرائدة في مجال برمجيات الحاسوب والاتصالات، يصحب، وبتقنية الأبعاد الثلاثية، المتصفح عبر رحلة فضائية فريدة، لا يرى من خلالها النجوم فحسب، وعلاقتها ببعضها بعض، وعلاقتها بنا، من حيث الأبعاد والمسافات، وبكوكب الأرض، بل إنه يستطيع القيام بجولة بصرية حول الكوكب أو النجم الذي يريده، مع برنامج بحث متطور يتيح له استقاء ما يريد من معلومات حول هذا الكوكب، وذلك من خلال ميزات بصرية عالية، تشعره بأن شاشة موبايله الصغيرة تتسع بالفعل لاحتواء الفضاء، وتحديداً لاحتواء 88 كوكبة من النجوم، و9110 نجماً، وثمانية كواكب، والتنقل بينها، بنقاء صورة بالغ، يعكس حركة هذه الكواكب والنجوم، سواء في أوقات الليل أو النهار، ويقدّم الحسابات الرياضية الدقيقة المتعلقة بها.

مركز جامع الشيخ زايد الكبير، الذي طوّر عبر «فيتو تكنولوجي» النسخة العربية من هذا البرنامج الرائد، أعلن، عبر رئيس مجلس إدارته الدكتور علي بن تميم أن هذه الخطوة هي واحدة من خطوات كثيرة سيضطلع بها مركز جامع الشيخ زايد، على طريق رفد الثقافة العلمية والفكرية العربية والتراث الإسلامي بأحدث ما توصلت إليه العلوم في العالم من تقنيات من شأنها توسيع مدارك الإنسان العربي وفتح آفاقه على آخر الإنجازات العلمية والتكنولوجية تلك التي كان لها شأن في الإسلام، واهتمام لدى العلماء المسلمين القدماء. ويقول د. علي بن تميم: «إن اللغة العربية قد استوعبت تراثا إسلاميا فلكيا ضخما أثّر في البشريّة، وبإمكان استعمال هذا التراث العلمي الإسلامي في السياقات التكنولوجية وإعادة تقديمه ليتعرف الناشئة على إنجازات أسلافهم في العلوم، والفلك والطب والعمارة، وما إلى ذلك من علوم وفنون تجلّت من خلالها اللغة العربية عبر العصور، كلغة قادرة على الإحاطة بشتى المجالات وابتداع المصطلحات العلمية الدقيقة، وإجراء المباحث والاختبارات التي ساهمت كما هو معلوم في نهضة البشرية وتطورها على نحو غير مسبوق».

وعن تبني مركز جامع الشيخ زايد لمثل هذه المشاريع ذات الطابع العلمي يقول د. علي بن تميم: «إن هذا الصرح الكبير الذي وضع لبنته الراحل الكبير المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي هو تحفة معمارية وفنية جديدة تضاف إلى التراث الإسلامي والإنساني في مجال العمارة، يطمح في الوقت نفسه إلى أن يكون صرحاً من الصروح العلمية والمعرفية عالميا مسترجعا المكانة الرمزية للجامع قديما، وذلك من خلال تبني مشاريع مثل «معراج النجوم» التي تضعنا على طريق المساهمة في إنتاج التكنولوجيا ونشرها خاصة إن كانت تخدم العلوم الإسلامية، ومن هنا كان حرصنا على وضع هذا البرنامج باللغة العربية، إدراكاً منا لقدرات هذه اللغة على التفاهم والتواصل والتفاعل مع الحداثة التكنولوجية، خاصة وأنها تعدّ واحدة من اللغات القليلة التي أسهمت في تطوير العلوم عبر تاريخ البشرية».

وذكر مدير إدارة الأنشطة والفعاليات الثقافية بمركز جامع الشيخ زايد الكبير طلال المزروعي، بأن برنامج «معراج النجوم» الذي دأب فريق من المختصين على تطويره باللغة العربية، ينسجم مع الرؤية الاستراتيجية لمركز جامع الشيخ زايد الكبير الذي يحظى برعاية ودعم من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ويأتي هذا البرنامج دليلا شاملا للقارىء والهاوي والباحث العربي، وللكبير والصغير، على حد سواء. هذا البرنامج هو تطوير وترجمة لبرنامج (Star Walk) البرنامج الفلكي الشامل بالمعلومة والصورة للكثير من النجوم والكوكبات والأبراج والشهب ومجموعة النظام الشمسي بأسمائها التقليدية العربية الأصلية أو اسمائها اليونانية أو اللاتينية، بالإضافة إلى تسمياتها العلمية باللاتينية والإنجليزية.

وأضاف المزروعي: إنه برنامج متفرد يضع الكرة السماوية لدائرة البروج بين يدي المستخدم، مما يتيح له التنقل بداخلها كيفما يشاء، مبتعدا أو مقتربا، مكبرا أو مصغرا، منطلقا إلى السماء، من أي نقطة يتواجد فيها على سطح الأرض، وبأي اتجاه، مع خاصية اختيار الزمان الذي يريد، ليرى مواقع النجوم في ذلك الزمان، أكان ماضيا أو حاضرا أو مستقبلا، بالإضافة إلى الحصول على الصور الفلكية اليومية، وهي صور متجددة تبرز روعة الكون، الأرض كوكبنا الأزرق، الشهب والنيازك، المذنبات، الكواكب وأقمارها، النجوم ولمعانها، السدم وألوانها... والكثير الكثير، وهنا يشير طلال المزروعي بأن مركز جامع الشيخ زايد الكبير قام بوضع لمسات فعالة على هذا البرنامج، فالتراث العربي الإسلامي الفلكي العلمي والشعري والشعبي أضيف إلى نصوص البرنامج بطريقة فنية رائعة، زادت عن ثلث مادة النص في لغته الأصلية، وزودنا البرنامج بقائمة من التعريفات المهمة، فكان البرنامج كلّا في واحد.وقد قام المترجم الباحث والمؤلف في مواضيع التفكر الكوني المهندس وصفي أمين الشديفات، بتطوير محتوى البرنامج وتعريبه، وإضافة التراث العربي الإسلامي المتصل بعلم الفلك إلى البرنامج مع أسماء العلماء العرب الفلكيين القدماء.

العدد 3081 - الجمعة 11 فبراير 2011م الموافق 08 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً