العدد 3082 - السبت 12 فبراير 2011م الموافق 09 ربيع الاول 1432هـ

رحيل مبارك سيؤثر على مفاوضات الفلسطينيين مع إسرائيل

يرى محللون أن تنحي حسني مبارك وسقوط نظامه تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية في مصر سيؤثر على الفلسطينيين في مفاوضاتهم مع إسرائيل أو وضعهم في قطاع غزة.

وقال أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي، سميح شبيب إن «الركيزة الاستراتيجية للقيادة الفلسطينية في العملية السياسية كانت القيادة المصرية (...) وهذه الركيزة انهارت وهدمت».

وأضاف ان توقيع مصر لاتفاقية السلام مع إسرائيل في كامب ديفيد «أدى إلى تحول العالم العربي من حالة حروب مع إسرائيل إلى حالات من التسويات السياسية»، معتبراً أن «هذا التحول في مصر والعالم العربي هو ما دفع الفلسطينيين نحو الانخراط في عمليات تسوية سياسية مع إسرائيل».

وكان الرئيس المصري السابق حسني مبارك واللواء عمر سليمان الذي كان يشغل منصب مدير جهاز المخابرات المصرية من أكثر الشخصيات العربية التي كانت القيادة الفلسطينية تلجأ إليها في ما يتعلق بالمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني الداخلي على حد سواء.

وحمل عمر سليمان ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية، وكذلك تدخل في أكثر من مرة مع الجانب الإسرائيلي في الوقت الذي كانت تشهد فيه المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تعقيدات أمنية كبيرة.

وهذه القيادة المصرية السابقة وضعت مقترحات في إطار «ورقة مصالحة» بين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الملاصق للحدود المصرية والسلطة الفلسطينية التي تقودها حركة فتح وتسيطر على الضفة الغربية الملاصقة للحدود الأردنية.

وقال شبيب «لم يعد أساس لهذه الورقة لأن من حمل هذا الملف (عمر سليمان) رحل والوضع الفلسطيني وحتى العربي سيتجدد ولكن ليست على الأسس القديمة التي كانت قائمة».

من جهته، يرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيرزيت، سمير عوض أن «التغيير الذي طرأ في مصر سيعطي القيادة الفلسطينية قوة في موقفها التفاوضي، وفيه إشارة لإسرائيل بأنه إذا لم يحدث تقدم في المفاوضات فإن كثيراً من الأمور قد تتغير».

لذلك رأى أن التغيير الذي وقع في مصر «سيكون في صالح القضية الفلسطينية بشكل عام، وليس لصالح حماس أو فتح (...) والتحول الديمقراطي في مصر سيكون من صالح الفلسطينيين من حيث رفع الحصار عن غزة وفتح علاقات سياسية قوية جديدة بين السلطة ومصر».

واعتبر عوض أن «موقف مصر في دعم الطرف الفلسطيني في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لم يكن جزءاً من النظام الذي كان قائماً بل كان موقفاً تاريخياً (...) لا يتغير بتغيير النظام».

وقد امتنعت السلطة الفلسطينية عن إعلان موقفها الرسمي من التغيير في مصر بينما رحبت حركة حماس به معتبرة أنه «انتصار تاريخي».

أما أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز الفلسطيني لدراسات الديمقراطية، جورج جقمان فقد رأى أن «تباطؤ القيادة الفلسطينية في إعلان موقفها سببه هو انتظار ما ستؤول إليه الأمور بعد الانتخابات في مصر».

وأضاف «كان هناك تحالف قوي مع نظام مبارك والآن الموازين تغيرت بالتالي فإن القيادة الفلسطينية بتقديري أنها في انتظار ما ستؤول إليه الانتخابات البرلمانية المصرية، وشكل النظام السياسي الجديد الذي سيتشكل».

وتابع أن «التأثير العام على القضية الفلسطينية للتغيير (...) ستحدده تركيبة المجلس البرلماني المصري المقبل» التي «لن تؤثر إيجاباً على الجانب الفلسطيني وحده بل على محور الاعتدال العربي بشكل عام». ورأى أن التغيير في مصر «بشكل عام سيقوي الموقف الدبلوماسي الفلسطيني وسيشكل عنصر ضغط على الولايات المتحدة للبحث عن مسار جديدة للتسوية»

العدد 3082 - السبت 12 فبراير 2011م الموافق 09 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً