العدد 3084 - الإثنين 14 فبراير 2011م الموافق 11 ربيع الاول 1432هـ

عوائق تحول دون انتشار المفهوم البيئي

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

دون أدنى ريب إن الغرب سبق الشرق في كثير من العلوم والتكنولوجيا وجميع المجالات الصناعية والاقتصادية والسياسية وحقوق الإنسان والطفل والمرأة والمواطن... الخ، لذا ليس من المستبعد أن تكون لديهم نظرة واعية مهتمة للمفهوم «البيئي» أبلغ وأقوى من الشرق. لكننا نريد أن نسلط الضوء في موضوعنا هذا، عن ما هو السبب في عدم وعينا، وقلة أو ضعف اهتمامنا بحماية البيئة، وما هي الوسائل التي تدفعنا للتقدم في معرفة هذا المفهوم وعلوم البيئة المختلفة.

حقيقة هناك طرق عديدة ووسائل كثيرة ولا نستطيع أن نلم بكل الطرق في هذا المقال المقتضب، لكننا سوف نركز على أهمها، ومنها الأسرة والمدرسة والمجتمع، والصحافة والإعلام والحكومة. فلو بدأنا بالأولى وهي الأهم لتربية النشء على الطرق الصحيحة في تعامله مع البيئة التي يعيش في محيطها، فيجب على الأسرة توجيه الأبناء في كيفية التعامل وإرشادهم للتخلص من النفايات المنزلية كوضع المناديل وبقايا الأطعمة في سلة المهملات المتوافرة بالمنازل، وعدم رمي علب المشروبات وأكياس القمامة في وسط الشارع.

وثانياً المدرسة والمجتمع اللذان لا يقلان في الأهمية عن دور الأسرة، فلهما دور كبير في توجيه الشباب سواء من خلال الوعظ او المحاضرات التثقيفية التي تحث على الاهتمام بالبيئة او من خلال مشاركة الأندية في التعريف بالقضايا البيئية عبر النقاشات الحوارية كمنتدى «باربار البيئي» الذي يهدف لتثقيف المجتمع بالشق البيئي للسنة الرابعة على التوالي.

بالنسبة للصحافة التي تعتبر جزءا من الإعلام فلها دور بارز خاصة في السنوات القليلة الماضية، فكان دورها زاخرا وعطاؤها مستمرا، يتجلى في نشر الوعي البيئي عن طريق كتابة المقالات وتوصيل آراء الأخصائيين والخبراء للقراء، ونشر التشريعات والقرارات والقوانين فيما يخص شئون البيئة وغيرها. لكن الإعلام بشكل عام كان عليه واجب كبير، وكان دوره بشكل عام دون الطموح، وليس له أي تأثير واضح في هذا المجال، ويكاد بعيدا عن تأدية دوره المهم والحساس، ولا ننتقص من إمكانيات هيئة شئون الإعلام ولا نود ان نكون مجحفين بجهود الإعلام في مجالات كثيرة، ولا من قدرات منتسبي الهيئة من إعلاميين متميزين وموظفين متخصصين وفنيين لوجستيين في مجال الإعلام، إلا أنه من الممكن يفتقر إلى أخصائيين متخصصين في هذا المجال. فلو توافر العنصر البشري المختص في مجال البيئة سوف لن يألو جهدا في تكريس المفهوم البيئي عبر الإذاعة والقناة الفضائية، من خلال وضع البرامج التثقيفية والندوات.

لا ننسى أيضا أننا لدينا قصور في الثقافات البيئية وغيرها - أمة اقرأ... لا تقرأ (كما يقال)-، وضعف في اتخاذ الإجراءات الصارمة لمن يقومون بتلويث البيئة مما حدا بهم بعدم الاهتمام أو حتى الشعور بأمانتهم تجاه البيئة.

يمكننا التلخيص بأن كل هذه العوامل والطرق تلعب دورا قويا في تكريس وتوصيل هذا المفهوم لكثير من الناس إذا ما استغلت استغلالا جيدا، لاسيما الإعلام عند وضع برامج مشوقة تستهدف فئة الشباب والصغار.

أخيراً كل ما نصبو إليه، أن نرى برامج راقية وأهداف طموحة تصب في مصلحة البيئة، ولاسيما المستدامة منها، وبلد تعمه ثقافة البيئة النظيفة وشعب مهتم لشئون البيئة ويعي مخاطر تلويثها من أمراض وغيرها، كما نتمنى المحافظة على موارد البيئة من الاستنزاف.

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 3084 - الإثنين 14 فبراير 2011م الموافق 11 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:43 م

      ما ذكرته صحيح ولكن-؟

      اشاطرك الراي فيما ذهبت الى سرده وذلك امر معروف وكثير الذكر في الاعلام وفي حاضرة المؤتمرات والندوات والورش المختصةبالشان البيئي بيد ان موضوع صحة البيئة وصونها من التدوهور في عمق جوهر مساراته ليس مرتبطابشكل مباشر بما ذكرت حيث ان هناك اخطاءوممارسات كارثية مرتبطة بجوهر التخطيط التنموي وبمفاهيم متخذي القرار البيئي ومسؤولي السياسات البيئية واليهم ينبغي ان تتوجه الاسهم والدعوات لتغيير مسار العلاقة واذا لاتصل القناعة الى هذه الفئة فانصحك بان لاتغلب نفسك وانصحك ايضا بان تغير مسار ندائك البيئي
      باحث بيئي

اقرأ ايضاً