العدد 3088 - الجمعة 18 فبراير 2011م الموافق 15 ربيع الاول 1432هـ

المصريون يواجهون مشكلات في الحصول على الغذاء بعد الاحتجاجات

يأمل حسن إبراهيم وهو كهربائي وأب لثلاثة أطفال أن تعجل الثورة في مصر باليوم الذي لا يخشى فيه من أن تواجه عائلته الجوع.

في الثامن والعشرين من (يناير/ كانون الثاني) انضم إبراهيم إلى ملايين المحتجين في شوارع مصر - التي تشهد واحداً من أسرع معدلات تضخم أسعار الغذاء في العالم - في غمار انتفاضة أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك. والآن يرى إبراهيم أن الحياة أضحت أصعب ممّا سبق.

فبعد أيام من الاحتفالات في أعقاب تخلي مبارك عن منصبه الأسبوع الماضي يفاجأ مصريون يشترون إمداداتهم الغذائية إما بأرفف خاوية أو بأسعار مرتفعة للغاية. وقفزت أسعار السلع الغذائية والمشروبات 18 في المئة على أساس سنوي الشهر الماضي بينما ظل دخل إبراهيم كما هو.

وبينما كان المتظاهرون يهتفون برحيل مبارك كان مصريون آخرون يكدسون سلع الطوارئ ويشترون كميات كبيرة من الفول قبل حلول موعد حظر التجول الليلي. يقول إبراهيم «ارتفعت الأسعار أكثر خلال أيام الاحتجاجات إذ كان الناس يكدسون السلع خلال الحظر». ويضيف هذا مصدر إزعاج جديد للسلطات التي تسعى جاهدة لاستعادة الثقة في اقتصاد أضرت به الاضطرابات وإغلاق البنوك.

وتتزايد الضغوط لتأمين إمدادات الغذاء في ضوء سجل مصر من المظاهرات المتفرقة بسبب الخبز والتي دفعت الجيش للتدخل أحياناً لضمان الهدوء أو توزيع الإمدادات. وتعتمد مصر على استيراد نحو نصف الاستهلاك المحلي، وتفجرت الثورة فيما سجلت أسعار الغذاء العالمية أعلى مستوياتها في يناير وفقاً لبيانات منظمة تابعة للأمم المتحدة.

وأرجع متسوقون ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة إلى الشراء المذعور للسلع الأساسية خشية أي نقص في المستقبل. كما يلقي التجار بالمسئولية على ارتفاع تكلفة النقل. تقول أم محمود التي تبيع الفاكهة والخضروات في أحد أحياء القاهرة «ارتفعت الأسعار على التجار والمشترين... أتكلف الآن أكثر لنقل بضاعتي من المزارع إلى المدينة ويجب أن استعيد هذه التكاليف». وإذا لم تكن الأسعار تمثل مشكلة فالإمدادات كذلك.

تذكر ماجدة حسين ربّة منزل تبلغ من العمر 53 عاماً «في المجمعات الاستهلاكية الحكومية الأسعار معقولة لكن الإمدادات غير كافية... تنفد بعض البضائع بسرعة لذا أضطر إلى شراء باقي احتياجاتي من متاجر تبيع بنحو مثلي السعر». وعلى غرار محتجين آخرين يلقي إبراهيم باللوم في ارتفاع تكاليف المعيشة على مبارك الذي حكم بلد يعيش خمس سكانه على أقل من دولارين في اليوم وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.

وصحب إبراهيم أطفاله إلى ميدان التحرير مسرح الثورة في القاهرة عدة مرات ليتعلموا قيمة الديمقراطية. يقول «أعرف أن تكاليف المعيشة والبطالة قد ترتفع لكنّ هذا ثمنٌ مستعد أن أدفعه من أجل نجاح الثورة. أريد أن يعيش أطفالي في بلد حر».

قال كبير الاقتصاديين في البنك السعودي الفرنسي «جون سفاكياناكيس» إن مبارك سقط بسبب زيادة أشكال عدم المساواة وارتفاع معدلات البطالة والتضخم. سيظل تضخم الغذاء أكبر بواعث القلق... الناس... ربما لا يشترون سيارة لكنهم سيظلون بحاجة إلى تناول الطعام».

ومن المتوقع أن تبقى الأسعار العالمية مرتفعة بعد عاصفة ثلجية عاتية في الولايات المتحدة وفيضانات ضربت أستراليا. وأشار بنك «بيلتون» الاستثماري إلى أن من المرجح أن تستمر معاناة المصريين. وقال البنك في مذكرة بحثية «من المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع في الأسعار في (فبراير/ شباط) وربما في الشهور التالية على رغم أن هذا يعتمد بصورة كبيرة على تطورات الوضع السياسي».

وتوقع سفاكياناكيس أن يواصل تضخم الغذاء في مصر الارتفاع في 2011 ليصل إلى نحو 20 في المئة على أساس سنوي وقال إنه سيكون من الصعب على مصر أن تكبح الأسعار المرجح أن تظل مرتفعة على المستوى العالمي هذا العام. وسيزيد الموقف سوءاً تراجع الجنيه المصري الأمر الذي سيرفع تكلفة السلع المستوردة ويزيد فاتورة الدعم الحكومي.

يقول «بنك الاستثمار المجموعة المالية (هيرميس): «نحن... نعتقد أن أسعار الغذاء العالمية ستضيف إلى الضغوط التضخمية التصاعدية على رغم أن الحكومة ستواصل زيادة الدعم عندما تدعو الحاجة على السلع الأساسية لتبقي على استقرار الأسعار».

العدد 3088 - الجمعة 18 فبراير 2011م الموافق 15 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً