في ليلة أثيرة في بيت الشاعر إبراهيم العريض أخذ الشاعر التونسي المنصف المزغني موقعه وسط الأحداث المتلاحقة في المنطقة العربية وراح ينشد أشعاره التي تناثرت هنا أو هناك وانطلقت كأسهم قادحة بين الثورة والحب في شكل قدحات سريعة سريعة كأسهم من نار أو كلافتات ثورية، حيث شنف محبو الشعر أسماعهم للمزغني، وهو يلقي شعره مطوعاً الإيقاع بين الإنشاد والتلحين والنبر على منصة بيت الشعر بالمنامة ( 14 فبراير/ شباط 2011م)

يذكر أن المزغني ولد بصفاقس (تونس) العام 1954 وانتقل إلى العاصمة في العام 1970 حيث ابتدأ العمل في تنظيم الفعاليات الثقافية وفي الصحافة الأدبية، اصدر عددا كبيرا من المجموعات الشعرية وعدة مسرحيات للأطفال، نال عدد من الجوائز الشعرية بينها وسام الاستحقاق الثقافي التونسي مرتين العامين 1992 و1999، مدير بيت الشعر التونسي منذ العام 1995، شارك في عدد كبير من الفعاليات الثقافية العربية والعالمية، ترجمت نصوصه إلى عدة لغات عالمية، صدرت عدة دراسات عن تجربته الشعرية بينها كتب منفصلة، يعد من الأسماء الشعرية العربية المعروفة، شارك في جلّ المهرجانات العربية الشعرية. كما ساهم في حركة نوادي السينما والنقاشات الدائرة بها وعمل على تأسيس منتديات شعرية آخرها منتدى بيت القصيد ضمن عمله في بيت الشعر، كتبت عنه عديد الدراسات الأكاديمية والصحافية صدر عنه كتاب من تأليف الدكتور محمد صالح بن عمر بعنوان «تطور التجربة الشعرية لدى منصف المزغني» صدر بتونس في العام 1996

ثغاء

خروف

دخل البرلمان

قال:

«ماع»

فجاء الصدى:

«اج... ماع»

حبة

في حبة مدفونة

تطلع القبة خضراء ومجنونة

خيانة

فمها صامت وجسمها ثرثار

أرمل

أعور ماتت زوجته

فبكاها طول العمر بعين واحدة

شهادة

لصّ معروف

وضع الإكليل

على قبر الجندي المجهول!!

وجهة نظر

طفلة في العام الثالث

وطاغية من العالم الثالث...عشر

يلتقيان:

كلاهما:

بشر

ويحبّان

الدمى.

رقابه

الم...قص:

رئيس تحرير

ذو نظارتين.

شجاعة

من يأمر السلطان

ويقول له:

افتح فمك الآن...

وا س..كت..

من؟

غير طبيب الأسنان

موّال

سمع الأعور

«ياليل»

ثم

«ياعين»

فقال:

اّاّاّاّاّه

الحمار

الحمار

لا

يفكر

في الخيانة

الزوجية

كذبة

قال الكذّاب:

«سيداتي

اّنساتي

سادتي»

اسمحوا لي

بقول الحقيقه

أفلام

أحلام الفقراء

أخرجها

الأغنياء.

خرف

يجلس في السيارة شيخ

ينظر في المرآة

يتذكر أيامه

فيرى الماضي

يركض قدّامه.

إدمان:

- 1 -

نَهَارِي وَلَيْلِي

عَمَلْ

وَأَنْتِ:

عَسَلْ

وَخَوْفِي الكَبِيرُ

المَلَلْ

- 2 -

طَبَعَ الحُبُّ عَلَيْكْ

بَعْضَ آلاَفِ القُبَلْ

وَأَنَا عِنْدِي أَمَلْ:

«احْجِزِي لِي

نُسْخَةً مِنْ شَفَتَيْكْ»

إِنِّي أَقْلَعْتُ عَنِ التَّدْخِين

مُنْذُ سَنَه

- 3 -

قَسَماً

إِنِي أَقْلَعْتُ عَنِ التَّدْخِينْ

مُنْذُ سَنَةِ أَلْفِ وَتِسْعِمَئَةٍ وَ...

قَسَماً بِعَيْنَيْكْ

إِنِّي أَقْلَعْتُ عَنِ التَّدْخِينْ

مُنْذُ سَنَةِ أَلْفٍ

وَتِسْعِمَائَةٍ

وَشَفَتَيْكْ.

***

ذَوَبَان

رَجُلٌ يَتَبَخَّرْ

فِي مَقْهَى

يَطْلُبُ قَهْوَهْ

تَأْتِي…

امرأةٌ بِلِبَاسٍ بُنِّي

وشِفَاهٍ سُكَّرْ

تَطْلُبُ قَهْوَهْ

يَخْتَلِطُ الأَمْرُ عَلَى النَّادِل

يَأْتِي بِالفِنْجَانِ عَلَى السُّكَّرْ…

***

أرض الأحلام الضيّق

حِينَ مَشَيْتْ

حَلُمْتُ

أَنْ أَسَابِقَ الرِّيَاحْ

وَدِدْتُ أَنْ أَصِيرَ ذَا جَنَاحْ

وَحَسَدْتُ العُصْفُورَة

عِنْدَمَا كُنْتُ صَغِيرَا

وَحَلُمْتُ

بِأَنْ أَكْبُرْ

***

جولة الجندي المجهول:

قمرٌ غادَر صَوب البَحْر

والعقربُ

قُربَ العقربِ في استرخَاءْ

والساعةُ في الميدان تُشيرُ إلى جُنديٍّ مجهولٍ في إِحْدى

السيّاراتِ المعروفة… كَان يُسَاق إلى تِمْثَالِهْ

انـحطاط أخلاقي

الموْت

لا

يحترمْ

حتّى

الكِبَارْ

عادة

يومُ

الخميسْ

يَنَامْ

مَعَ

ليلةِ

الجُمعة…

مرّةً

في الأسبوعْ

السجين

هذا

السَّجّانْ

حُرٌّ

في

أن يَتَصَوَّرْ

أَنَّهُ

مَسجونٌ بـمساجينه

مفاتحة

هَتَفَتْ:

أَنْتَ المِزْغَنِّي ؟

فَسَكَتُّ…

أَضَافَتْ:

أَنْتَ المُنْصِفْ ؟

فَأَجَبْتُ… بِأَنِّي…

أَحْيَانًا

قَالَتْ:

مُتَأَكِّدْ

فَأَجَبْتُ بأَنِّي فِعْلاً

مُتَنَكِّدْ

صَاحَتْ:

وإِذَنْ أنْتَ الشَّا…رِعْ

فَهَتَفْتُ:

وكيفَ عرِفْتِ…

بِأَنِّي

مُزْدَحِمٌ هَذِي السّاَعَهْ ؟

من مؤلفاته

1 «عناقيد الفرح الخاوي» في طبعة أولى ثم في طبعة ثانية في تونس 1981 ثم صدرت في طبعة صوتية (كاسيت) سنة 1982.

2 «عيّاش» (قصيدة طويلة): في طبعتين: تونس 1982 - الأردن 1986.

3 «قوس الرياح»: رؤاية شعرية، طبعة مشتركة تونس/ الأردن 1989.

4 «حنظلة العلي»: رؤاية شعرية، صدرت في كل من تونس والأردن 1989.

5 «حَبَّـات»: مجموعة شعرية، دار الآداب - بيروت / لبنان 1992.

6 «مَحبّـات»: مجموعة شعرية، صدرت بتونس على حساب المؤلّف - 2003.

* و صدر له عن شركة سكوربيو قرص صوتي يحمل عنوان «محبّات» سنة 2005