العدد 3093 - الأربعاء 23 فبراير 2011م الموافق 20 ربيع الاول 1432هـ

أدباء وشعراء البحرين يحيون الشعبين التونسي والمصري

الأسرة تحتفي بانتصار «إرادة الحياة»

أقامت أسرة الأدباء والكتاب أمسية للاحتفاء بتحرر وانتصار الشعب التونسي تحت عنوان ( إرادة الحياة ) وذلك مساء الأربعاء ( 2 فبراير/ شباط 2011) أدار الأمسية الشاعر أحمد الستراوي وشارك فيها كل من الشاعر حسين السماهيجي والشاعر مجتبى التتان والقاص أحمد الحجيري فيما قدم الشاعر أحمد العجمي مجموعة من المقاطع الشعرية علقها كلافتات كتابات جدارية على واجهات وحيطان وممرات صالة الأسرة بعدها تم قراءة البيان الذي صدر حينها من الأدباء والمثقفين البحرينيين في التضامن مع الشعب المصري في تحرره من الأغلال، بعنون مع (الحرية ضد الاستبداد) والذي جاء فيه نحن أدباء وفناني ومثقفي البحرين، نعبر عن وقوفنا وتضامننا مع شعبنا في مصر وهو يصوغ لحظته التاريخية ضد الاستبداد، ومن أجل الحرية والكرامة، منددين بكل أشكال القمع التي تمارس ضده.


جدران عالية - أحمد الحجيري

بو عزيزي... إنني أعرف أنك الآن، وأنت في ملكوتك غير مهتم بمدح المادحين أو قدح القادحين... ولكنني متأكد تماماً من مدى قسوة الأمر على الجائع الحر حين يهان...

1. جدار

الجدار العالي المجلل بالنار والحديد...

أفزعته المرايا العاكسة للطيوف القادمة من

كل حدب وصوب...

فلم يجد مفراً سوى الهرب.

1. جدار

عندما أحس الجدار بدبيب النمل عند قدميه

قرر أن يلقي بفتات الأحلام...

ولكن الوقت كان قد تأخر جداً.

3. جدار

بأن تصدع الجدار...

فعاينه بجزع المهندسون والبناؤون... ولكنهم لم يدركوا السبب...

واحد فقط عرف السبب... كان عابر سبيل...

4. جدار

عندما عجز مختلقو مآثره التي لا تعد ولا تحصى... وكادوا يوقفون عمل النقاشين

والخطاطين على الجدران العالية... أمر باستدعاء كذابين

آخرين من وراء البحار... فمازال هناك مكان لجدران

أخرى تتسع للكذب الصراح...

5. جدار

تحركت الجدران حتى جثمت على الصدور وقطعت الأنفاس...

فرفسوا مهندسيها وبانوها...

6. جدار

لم يدرك الجدار بأنه شاخ...

حتى رآهم يندفعون كالإعصار... متدثرين بالياسمين...

ويلوحون بقبضاتهم المتوعدة ..

7. جدار

عندما وصلت الأغصان الطرية المحمّلة بألفواف الزهر إلى عنق الجدار...

اختنق بعطر الياسمين الفواح...

8. جدار

غضب الياسمين من الجدار... الرابض أمام الشمس...

فتناثر شرراً أضاءت كل الشطآن...

9. جدار

قفز في الفراغ ليصل لقصاصة الورق التي علقت

بجدار الحوش...

فرك عينيه متعجباً للمصادفة، وحك ذاكرته

التي عادت به إلى أكثر من ثلاثين سنة خلت...

الورقة مازالت ناصعة البياض... ولكن الحروف

محلت، ولم يتبق منها سوى عبارة «الحذاء لفريال»

وكلمة أخرى في الأسفل «أحبكم»...

حاول أن يسترجع ما انمحى من الخطاب،

فلم تسعفه ذاكرته الشائخة... ولكنه لم يستطع أن

ينسى النظرة الحزينة للفتاة الجميلة ن. د . التي مضت

ذات يوم إلى عنتيبي... ولم تعد...

10. جدار :

حدثني حكيم مدينتا وهو بين الصحو والغيبوبة قائلاً:

- لتعرف مصير الجدار من الانهيار القادم...

ركز نظرك في بؤبؤ الجدار...

ضحكت من قوله وعلقت:

- وهل للجدران عيون ؟

نظر ناحيتي مهتاجاً، وواصل همهمته التي علت على حين غرة مختتماً درره:

- عندما تلمح إحولالاً ولو بسيطا في العين اليسرى... وقتذاك إعرف بأن الجدار

قد آن له أن يتداعى...

11. جدار :

عصى الصبية أوامر الكبار الحذرين...

وراحوا يرقصون الليل بأكمله...

في الصباح خر الجدار تحت وقع أقدامهم...

12. جدار :

سأل الفيلسوف الساحر :

- ما هي أشد الجدران مناعة ؟

فرد عليه الساحر جاداً :

- ألق العيون المحدقة إلى البعيد...


(حريقٌ في جسد) حسين السماهيجي

إلى مشعل الثورة التونسية «محمد البوعزيزي»

قالَ لي: لا أَحَدْ

يستعيدُ من الماءِ أقصى تضاريسِهِ

حين يخلدُ للنّومِ هذا الفتى العربيُّ

ويمحو الحروفَ وأشكالَها والعَدَدْ

قال لي: لا أَحَدْ

يَهْبِطُ الآنَ من جَنَّةِ اللهِ

ثُمَّ يُنادِي: «مَدَدْ»

وتخطفُهُ من مآسِيْهِ صورتُهُ

وهو يخلقُ في النّارِ أيقونةً للذين يصوغُون أَوْجُهَهُمْ في قوالبَ طينيّةٍ

جَمَدَ الماءُ فيها...

لَهُ أَنْ يَصُدَّ إلى ما وَلَدْ

لَهُ أَنْ يُجَاهِرَ أَنَّ الخطيئةَ هذا البَلَدْ

ويصرخَ

يبكي

ويُحْرِقَ هذا الذي أَنْزَلُوْهُ من النَّعْشِ...

لا نَعْشَ في ثَمَدِ الماءِ حينَ يَعِزُّ الثَّمَدْ

كان أقصى المياهِ التي خَبَّأَتْها القرونُ

وشَكَّلَها في القوانينِ قوسُ الدُّخانِ

فما لَبِثَتْ نَارُهُ دونَ شَاطِئِها

حين تحكيهِ في لُغَةٍ فُرِّغَتْ منذُ قرنينِ

من فائضاتِ المعاني

وقلتَ: أنا، الآنَ، مُنُخَطِفٌ بِالجَسَدْ

أيّها الوَلَدُ العربيُّ، عَصَيْتَ الجَسَدْ

وقلتَ: تَحَوَّلْ إلى ما تريدُ العروشُ التي مِنْ زَبَدْ

سَتُخْرِجُ هذي اللغاتِ العتيقةَ من صمتِها

ثمّ تَشْرَبُ هذا الرَّمادَ المُفَضَّضَ بالياسمينْ

وتنثرُهُ في جهاتِكَ...

كُلُّ الجهاتِ تُبَرِّرُ هذا الرَّمادَ الذي يَشْرَبُ الخَمْرَ في أكؤسِ الحاكمينْ

أَتِحْ أيُّها الولدُ العربيُّ جهاتِكَ للنّارِ

حَاصِرْ سلامَ الجوابِ

وأَشْعِلْ بما كان بَرْدَ السُّؤَالِ

فأنتَ النَّقيضُ لَهُمْ...

حينَ يهربُ من يَدِكَ الماءُ

يا سيِّدَ النَّارِ،،،

هل أَطْفَأُوْكَ؟!

وهل أَطْفَأُوْا النَّصَّ في جَسَدٍ ما بَرَدْ

كُلُّ النُّصوصِ سَتُطْفَأُ يَوْمًا

ولكنَّ هذا الجَسَدْ

خَارِجَ النَّصِّ يَسْخَرُ مِنْ مَائِهِمْ

أَشْعَلَ المُدُنَ العربيّةَ فيه

وصاحَ: «مَدَدْ»...


في لحظة غير متوقعة - أحمد العجمي

1

أيتها الغمامة، اهتزي، افتحي حوضك،

وحده، تدفق مياهك، بصفائه، يهدم الخوف،

يقشع الذل، يزيل التراب والملح،

عن صدورنا!

2

في لحظة غير متوقعة،

وحين تعتقد الكآبة أنها انتصرت،

يأتي المطر، بمفرده، ليغسل كل شيء،

يغسل السذاجة، عتبات الوهم، الرمال أيضاً،

يفعل ذلك بتواضع شديد، بقوة نبيلة!

3

كلمة مروعة هي الاستبداد،

تخرج أشواكها لتتمايل مع الكآبة،

لتجرح الضوء بالفساد، بحمى الجهل والفقر،

والأرجح أنها مصابة بداء الكلب!

إنها كلمة كريهة، يسهل كنسها

حين تُغسلُ الشوارع بالغناء!

4

القوة والحرية تنطلقان فجأة،

لتسيلا في الميادين العامة،

لم يعد الخوف بأشباحه السوداء

هو الذي يقرر متى تتفايض الصدور،

فالسماوات الحلزونية، وبقع الشمس،

تتحول إلى لمعان يطرد الطواغيت،

يحيلهم إلى لا شيء!

5

ليست البراكين وحدها تثور،

فصدورنا، أيضاً، مشحونة بالحمم،

ورغم السكون الخادع، إلا أنها، عند المفترق،

تطلق معجزتها، لتشطر المياه،

وتنظفها من ظلمة الطغيان!

العدد 3093 - الأربعاء 23 فبراير 2011م الموافق 20 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً