العدد 3094 - الخميس 24 فبراير 2011م الموافق 21 ربيع الاول 1432هـ

السهلاوي: الحكومة التي لا تحمي شعبها يجب أن تتغير

المعتقل المفرج عنه أشاد بالمواقف الدولية بشأن ما يدور في البحرين

محمد السهلاوي           (تصوير: محمد سلمان)
محمد السهلاوي (تصوير: محمد سلمان)

شدد المفرج عنه والموجهة إليه تهمة الانتماء لمجموعة الـ25 محمد سعيد السهلاوي على أن «الحكومة التي لم تستطع حماية أبناء شعبها بل وجهت الرصاص باتجاه الصدور العارية، حكومة يجب أن تتغير».

وقال السهلاوي في لقاء مع «الوسط»: «إن المواقف الدولية التي سجلت من قبل بعض الدول هي محل تقدير شعب البحرين». وهذا نص اللقاء:

ما هي قراءتك لما يجري في الساحة؟

- أعيش في حالة من الانبهار والدهشة التي لا توصف إلا بالحلم على اعتبار أننا دخلنا السجن وعشنا فترة عصيبة على أمور جداً بسيطة. وهي تقارير عن حالة حقوق الإنسان. وكانت المعاملة قاسية جداً ومحطة للكرامة، وكنا نرى أن قانون أمن الدولة رجع، ولكننا خرجنا بمطالب سقوط الحكومة ومطالبات جريئة بتغييرات جذرية وحقيقية.

برأيك ما هو السبيل لتوحد المعارضة؟

- لابد أن يقدم كل طرف من المعارضة بعض التنازلات حتى يتم التوصل إلى رأي يمثل كل الآراء، ومتوافق عليه بين الجميع ويلبي طموحات الشباب، وخصوصاً المتواجدين في دوار اللؤلؤة في وجود إصلاح حقيقي وجذري.

ما هي ظروف اعتقالكم وخصوصاً أنكم تحدثتم عن تعرضكم للتعذيب ولمعاملة غير إنسانية؟.

- كما قلت في النيابة العامة والمحكمة، إذ إنني طالبت رئيس النيابة العامة أن يجري تحقيقا فيما جرى لي من تعذيب، لأن آثار التعذيب بادية عليّ. وطالبت بعرضي على طبيب شرعي وكررت ذلك في أول جلسة للمحاكمة، وفي فترة الاعتقال كنا مصمدي العينين. وكنت أقارن بين ذلك وبين ما جرى لي في أيام أمن الدولة، إذ كان الضرب يوجه لي وأنا مفتوح العينين، وهنا تتعرض للضرب، وأنت لا تعلم من أين تأتيك الضربة؟.

وظللت في زنزانة انفرادية لمدة شهرين تقريبا، وفي فترة الشهر ونصف الشهر الأول كنا في القلعة في جهاز الأمن الوطني، وكان السجن تحت الأرض، ولم يكن في الغرفة دورة مياه، وكان هناك نوعان من الشرطة باكستانيين والبعض من البحرينيين. كانت معاملتهم تختلف عن الآخرين، فيما تعمد آخرون الإساءة إلي وتحقيري، وفي فترة الاعتقال الانفرادي كانت المعاملة شديدة، وكنا لا نرى الشمس كما هي طوال فترة الاعتقال، إذ لم نر الشمس إلا مرتين، بالإضافة إلى المرات التي يتم فيها نقلنا إلى المحكمة.

وكان معظم الضرب الذي وجه إلي على القدمين، فضلا عن الجلوس على أجسادنا من قبل أوزان ثقيلة، ولأنني طبيب أسنان كانوا يتعمدون ضربي على فمي لتكسير الأسنان، وأثناء الصراخ كان يوضع الحذاء في فمي، وضربت مرة وسقطت على الطاولة وفقدت الوعي لبضع ثوان.

ومقارنة نفسي بالآخرين، فإنني لم أتعرض للتعذيب القاسي، مثل التعليق وأنت عارٍ والصعق بالكهرباء في مناطق حساسة، إذ إن بعض الأخوة تعرضوا لهذا النوع من التعذيب، إلا أنني هددت باستخدام الكهرباء ولكنها لم تستخدم ضدي.

وأثناء تواجدنا في السجن الانفرادي كان هناك شرطة أجانب لا يعرفون اللغة العربية ولا حتى الإنجليزية. وكنا نجد صعوبة بالغة في التفاهم معهم أو سؤالهم عن أوقات الصلاة أو طلب الحمام، ويمكن أن أقول إن التفاهم معهم كان معدوما، وكنت مرة أسألهم عن الصلاة وظللت لساعات دون صلاة حتى جاء الشرطي البحريني ليخبرني أن وقت الصلاة قد حان قبل ساعات. وهذا يعكس حال الأجهزة الأمنية لدينا.

وليتصور الجميع أن دخول الحمام يكون لمدة دقيقة واحدة والوضوء دقيقة واحدة ويكون ذلك لمدة 3 مرات في اليوم، ويكون الحمام مفتوحا وبعد الدقيقتين يدخل الشرطي ويسحبك من الحمام، ما أدى لإصابة البعض بالبواسير، ولم يتم فتح الأبواب لنلتقي مع بعضنا البعض حتى مع إخبارنا بالإفراج عنا، وحجبت عن الصحافة والتلفزيون، في الوقت الذي كان بالقرب منا عنبر كانت لديهم الصحف والتلفاز وهم جنائيون.

كيف ترى المستقبل؟

- في ظل التغيرات الإقليمية وما يحدث في الدول العربية وما تقوم به الإدارة الأميركية من تحركات وتصريحات بدعم التحركات كما في تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية لـ«رويترز» والتي أكدت على حق الناس في التظاهر والتشديد على عدم استخدام العنف ضدهم، أؤكد أن الإصرار على المطالبة سيؤدي ذلك لتحقيق مطالبات الشعب.

هل ترى أن الملكية الدستورية مطلب واقعي؟

- ننادي بهذا المطلب منذ فترة طويلة، ومن ضمن التهم التي وجهت إلي في المحكمة أنني أطالب بدستور جديد وملكية دستورية، وأنا أرى أنها واقعية. ولابد من تغيير الحكومة الحالية والتي لم تستطع حماية أبناء شعبها، بل وجهت بنادقها للأبرياء والصدور العارية.

كلمة أخيرة.

- أوجه شكري وتقديري إلى كل من دعم ويدعم قضية الشعب البحريني ونقل معاناته عن التعذيب من منظمات دولية ووسائل إعلام، بالإضافة إلى المواقف الدولية وخصوصاً لبعض الدول، فهي محل تقدير الشعب البحريني.

العدد 3094 - الخميس 24 فبراير 2011م الموافق 21 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 1:41 ص

      الله يحفظك يا دكتور .. أنت فخر للبلد

      يا دكتور أنت تحارب لأنك صاحب مبادىء و حس وطني عالي و خوف على حقوق شعب هذه الأرض الطيبة.. حفظك الله و حرسك و الله ينتقم ممن أساء لكم و للبحرين

    • زائر 7 | 1:38 ص

      حمدا لله على السلامة

      سيكون لنا غدا مشرق بذرته انتم وسقته دم الشهداء

    • زائر 6 | 1:31 ص

      لك كل التقدير يا دكتور

      للاسف الهمج و المرتزقة و حثالات المجتمع يضربون الدكتور و المهندس و المدرس البحريني لمجرد قالو رايهم ( شرطة البحرين و ضباط البحرين و قوة دفاع البحرين وصمة عااااااااااااااااااااااااار على جبين الوطن ) يا ترى هل ولي العهد يقرء ما يكتب في جريدة الوسط و هو اول انسان رايته يصلح في التعليم و يرفع من مستوى التعليم و ينادي بالتعليم و الثقافة فهل نحن نعلم اولادنا لكي يضربون يهانون

    • زائر 3 | 10:27 م

      هاشم

      المفروض هالكفاءات مكرمة ولها منزلتها ومقامها الشريف
      ولكن .,تبا لقوم جعلوا الأذلين أعزه و الأعزة ..
      فقلوبنا تدعو لكم بالنصر يادكتور
      وصبرا جميلا وبالله المستعان

    • زائر 2 | 10:25 م

      .. حسبنا الله ونعم الوكيل

      إن الله عزيز ذو انتقام ,,,,, أين ستذهبون من الله يامن عذبتم هؤلاء المؤمنين .... حسبنا الله ونعم الوكيل

اقرأ ايضاً