العدد 3098 - الإثنين 28 فبراير 2011م الموافق 25 ربيع الاول 1432هـ

النظافة من الإيمان... في الميدان

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من خلال زياراتي المستمرة والمتعاقبة لدوار اللؤلؤة، التي أصبحت عادة، تلزم كل إنسان حر ينشد الحرية ويريد معرفة ما يجري في البلد، أو يطالب بحقوقه الدستورية، أو يود الاطلاع على آخر المستجدات السياسية لهذا البلد أو ما هي مطالب الشباب المعتصم، إلا أن قناتنا الفضائية لم تعط ولا تسلط الضوء على تلك المنطقة وكأنه ليس هناك حدث كبير ومهم، أو المعتصمون غير بحرينيين، ولا نعرف ما هو السبب في عدم نقل الوقائع؟

بعد هذه المقدمة التي تلازم كل كاتب قبل دخوله للموضوع الرئيسي، سوف أسرد ملاحظاتي وبعض الإرشادات عن هذا الميدان (دوار اللؤلؤة)، فيما يخص النظافة العامة الذي أصبح قبلة للأحرار، الذين ينادون بحكومة منتخبة وبتفعيل كل ما جاء ميثاق العمل الوطني، ولاسيما التحول إلى ملكية دستورية يكون أساسها الشعب مصدر السلطات.

شعرت بالفخر والاعتزاز - في الأيام الأولى للاعتصام - وأنا أراقب لجنة متطوعي النظافة ذهاباً وإياباً حول الدوار والقيام بنقل بعض مخلفات القمامة المتكدسة بالبراميل وصناديق الغذاء المستخدمة لتجميع النفايات من غير كلل أو ملل، وبدا لي بأنهم يسطرون أروع المواطنة الحقة فلهم كل التقدير والاحترام ونقول لهم «شكراً لكم».

وفي موضوع متصل حتى نعطي كل ذي حق حقه، أو كي لا يقال عنا بأننا ننظر بعين واحدة - نفس الإعلام المرئي والمسموع لدينا - لاحظنا في الأيام القليلة الماضية وجود شاحنات البلدية تطوف الميدان وتقوم بواجبها الوطني بتجميع المخلفات مع وجود عدد من عمال النظافة الذين يجوبون أماكن التجمعات لنقل النفايات المتجمعة ونقول لهم أيضاً «شكراً لكم».

مع أن معظم المعتصمين يرمون بأواني الأطعمة من كؤوس وقناني بلاستيكية ومناشف، وبقاياها في البراميل، إلا أنه لا يخلو من تساقط بعض من الأطعمة ومستلزماتها من بعض الحشود الهائلة التي تتوافد على الميدان.

الملاحظة الأخرى تجلت في مقولة «النظافة حضارة».

مع تجمع الحشود الضخمة وفي ظل النقص الحاد في بعض المستلزمات الخاصة بتجميع القمامة «الحاويات»، فالمتطوعون يقومون بتغطية هذا النقص - خاصة في بداية الاعتصام - بتنظيف الميدان ليل نهار، وفي بعض زياراتي لفت انتباهي بعض الشباب يلتقطون بقايا الطعام الساقطة على الأرض أو بعض مخلفات الغذاء والمشروبات من قناني وأوعية غذائية أو مناديل ورقية وأوراق وغيرها من الفضلات المترامية على الأرض من غير خجل، وكأنما يقولون نحن أهل التضحية، ونحن من نخاف على هذا البلد ويسطرون أروع الإخلاص له.

أسعدني كثيراً وشعرت بالارتياح، مع أن المكان مزدحم جداً لدرجة أنك لا تحصل على مكان لموطئ القدم في أوقات الذروة، إلا أنه ليس هناك تراكم نفايات أو بقايا أغذية متعفنة تحتسب على المتطوعين، وهذا يدل على أن مجتمعنا متحضر يميل إلى النظافة، ويكرس مفهوم النظافة حضارة، كما أنه يبعث على الفخر والاعتزاز لما وصل إليه شعبنا من أعلى درجات التحضر فيما يخص الاهتمام بالبيئة.

في إحدى المرات وأنا أقف مع مجموعة من الشباب، لحظت تجمع مياه بين جوانب الأرصفة في الميدان «لسوء هندسة الطرق وضعف شبكة المياه»، فقلت بفضول - ليس كوني ناشطاً بيئياً - بأنه لو تم شفط الماء المتجمع لما تحول إلى طين يوسخ المارة، وإذا بأحد المنظفين يباغتني بالرد، ولا يهمك الآن أقوم بشفطه، وإذا بشخص آخر يقول للمتطوع إذا ليس هناك نشافات لشفط الماء، سأجلب لك عدداً منها غداً عند مجيئي، وهذا مؤشر يُظهر التعاون والتكاتف والتعاضد فيما بين المواطنين في وقت الشدائد.

بسبب تجمع الحشود في الميدان أو أثناء المسيرات الحاشدة، ولاسيما في أوقات بعض الفعاليات التي يحضرها الرموز الكبار، أتمنى من المحتشدين الكرام عدم قذف الأوساخ بالشوارع العامة أو في الميدان، وأنتهز هذه الفرصة لنعلنها للجميع بداية انطلاقة قولاً وفعلاً أن «النظافة من الإيمان».

حبذا أيضاً عدم سكب المياه بالطرقات إلا للضرورة، ونرجو من طهاة الطعام أن يتم غسل الأواني بالقرب من مجاري شبكة المياه عند غسلها أو طبخ الطعام ونقول لهم أيضاً «شكراً لكم».

نرفع النداء الأخير لمنظم الحوار أو مقدم الخطب والخطباء «العريف» أن يقوم بتذكير الحضور الأعزاء بين الفينة والأخرى، وذلك بحثّ الجميع على إلقاء فضلاتهم في الحاويات المخصصة أو في أماكن تجميع النفايات، وأن ينصح المعتصمين باتجاه المحافظة على البيئة والنظافة العامة، وأن يرفع شعار «النظافة حضارة» وفي النهاية نقول للجميع «شكراً لكم»

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 3098 - الإثنين 28 فبراير 2011م الموافق 25 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 4:44 ص

      رد على زائر 4 و5

      بصراحة لجنة النظافة مو مقصرين
      مع وجود الحشود بالالاف الا انه شبه نظيف، يا أخي بيتكم ما تقدر تسيطر عليه وشارع فريق ما تقدر تنظفه 100%. ما بالك بهذه التجمع الضخم في الدوار واكل وشرب وطبخ فيه.

    • زائر 8 | 4:29 ص

      الدوار يحتاج تنظيف

      يا ناس خلنا نكون صادقين مع نفسنا... الدوار مب نظيف ولازم نصحح الوضع، هدي نقطة ضدنا

    • زائر 6 | 1:51 ص

      تجربتي

      كل يوم احنا في الدوار وبصراحة
      كأنه خرابه
      وين المكان الحلو اللي لعبنا فيه واحنا صغار
      الأخشاب مثبتة كأنك في زريبة
      الريحة حدها واصلة
      جدور الطبخ على جانب الدوار والسلندرات في الواجهة
      الزرع مات لأن الحشيش ما ينداس مدة طويلة
      الكتابات على الجدار تبين اللامسؤولية
      ما عرف تقول شكراً لكم لويه ولمن
      خلنا نكون منصفين شوي

    • زائر 3 | 11:02 م

      هذا واجب

      على كل المرتادين الكل ما راح افصر فنحن اهل النظافه

    • زائر 2 | 10:44 م

      شكرا لك

      شكرا لك على تلك الكلمات

    • زائر 1 | 10:24 م

      شكرا

      شكرا لك لانك لم تبخسهم حقهم

اقرأ ايضاً