العدد 3113 - الثلثاء 15 مارس 2011م الموافق 10 ربيع الثاني 1432هـ

صالح قد يدفع اليمن لفوضى على غرار ما تشهده ليبيا

قد يدفع استعداد الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح على ما يبدو للتعامل بعنف أكبر مع الاحتجاجات ضد حكمه المستمر منذ 32 عاماً اليمن لصراع على غرار الدائر في ليبيا.

وألهمت انتفاضتان شعبيتان في مصر وتونس مزيداً من الاحتجاجات في اليمن الذي يموج بالفعل بتمردين في الشمال والجنوب وحالة مستشرية من الاستياء بسبب عقود من المعاناة الاقتصادية والفساد وسوء الحكم.

وقتل سبعة متظاهرين وثلاثة جنود في اشتباكات منذ يوم السبت الماضي ليرتفع بذلك عدد قتلى الاضطرابات في اليمن إلى أكثر من 30 شخصاً.

وتقول سارة فيليبس من جامعة سيدني إن عملية إراقة الدماء تبين أن الرئيس اليمني لم يعد يملك خيارات كثيرة سوى الضرب بقوة.

واستطردت «أشك في أن يتأثر أي شخص بعرضه الحوار فقد سبق طرحه دون نية صادقة في العديد من المناسبات وهي خطوة تنم عن يأس واضح».

ويصر متظاهرون لا يثقون في صالح وغير مقتنعين بدعوات الولايات المتحدة للحوار على تنحي الرئيس رغم أن أحزاب المعارضة المعترف بها قد تسعى لإبرام اتفاق.

وقال المحلل السياسي اليمني، عبد الغني الأرياني «أفقدت سنوات طويلة من الصفقات خلف الأبواب المغلقة بين النظام وتحالف المعارضة المحتجين الثقة في الاثنين. كل ما يريدونه سقوط النظام.

«لا يريدون الحوار... سبق أن خذلتهم نفس النخبة السياسية المشبوهة».

وقدم صالح العديد من التنازلات الشفهية ووعد بالتنحي العام 2013 دون أن ينقل السلطة لإبنه وعرض وضع دستور جديد يمنح البرلمان سلطات أكبر فضلاً عن الإعلان عن مجموعة من المساعدات لا تتحملها خزانة الدولة.

ولكنه رفض خطط المعارضة لانتقال تدريجي للسلطة هذا العام حتى وهو يفقد شيئاً فشيئاً الدعم من قبائل ورجال دين إسلامي وساسة كانوا متحالفين معه من قبل.

ويهدد خلاف بين أفراد قبيلة سنحان التي ينتمي إليها صالح والذين يهيمنون على المناصب العسكرية والأمنية القيادية وأبناء حليفه القوي الراحل الشيخ عبد الله الأحمر بتحويل الصراع السياسي لنزاع قبلي.

وفي الأسبوع الماضي قالت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات «يثير احتمال الانزلاق لاقتتال قبلي قلق الكثير من اليمنيين. قواعد اللعبة تتغير وتقدم فرصة استثنائية لإصلاح جاد ولكن أيضاً لصراع عنيف».

ودعت الولايات المتحدة إلى حوار بشأن انتقال سلمي للسلطة تفادياً للانزلاق لصراع على غرار الدائر في ليبيا.

ولكن الأرياني يقول إن الدعم الأميركي والأوروبي لعروض صالح الأخيرة يشير إلى «ثقة في نوايا النظام في غير محلها» جاء بنتائج عكسية وربما شجع الرئيس على استخدام القوة.

ولم يخضع صالح (68 عاماً) اليمن لنفس الدولة البوليسية الوحشية التي حكمت مصر وتونس وفضل استمالة خصومه وإتاحة بعض المجال للمعارضة والإغداق بالمال والمزايا على القبائل المهمة والصفوة من قوات الجيش والأمن.

ورغم ذلك يشعر بأنه محاصر وربما يقرر استخدام المزيد من القوة.

وقال الأرياني إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ينبغي أن يحذرا صالح بوضوح من أن من شأن ذلك أن يقود لعقوبات مماثلة لما فرض على ليبيا.

وقالت فيليبس إن عضواً بارزاً واحداً على الاقل من قبيلة سنحان التي ينتمي إليها صالح أعلن دعمه للمحتجين ما يهدد تماسك الدائرة الداخلية المحيطة به.

ومضت قائلة «مع تصدع واضح داخل الدائرة من الصعب أن ترى كيف يمكن أن تستمر قيادته لفترة أطول على الأقل دون دعم خارجي هائل ووحشية كبيرة».

ولا يزال بوسع صالح أن يعتمد على دعم بعض رجال القبائل والمستفيدين من حكمه واستغلال ما وصفه تقرير المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات «بمعين لا ينضب من الشرعية السلبية في ظل غياب زعيم بديل واضح ويتمتع بشعبية».

ولكن حكومته فشلت في تلبية الاحتياجات الأساسية لمواطني اليمن البالغ عددهم 23 مليون نسمة مع تراجع ثروة النفط وموارد المياه حيث يعيش أكثر من خمسي اليمنيين في فقر.

وتصل نسبة البطالة إلى 35 في المئة وترتفع إلى 50 في المئة في الفئة العمرية بين 18 و28 عاماً حسب بيانات الأمم المتحدة.

وذكرت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات أن أي تسوية تتطلب أن ينفذ صالح إصلاحات بعيدة المدى.

كما ينبغي أن تخشى المعارضة ونشطاء المجتمع المدني «خطر الضغط بدون وجود تسوية أو حوار من أجل تغيير فوري للنظام» ما قد يقود إلى الدخول في دائرة عنف. وقالت رئيسة صندوق السلام، بولين بيكر ومقرة واشنطن أن الهجمات على مخيمات المحتجين المعتصمين في صنعاء يوم الأحد الماضي لم يكن رمزياً «بل مقدمة لما يمكن أن يأتي بما في ذلك نوعية القمع الوحشي الذي لجأ إليه (الزعيم الليبي معمر)القذافي».

والبديل للتسوية السياسية رهيب.

وقالت بيكر «اليمن من أضعف الدول في المنطقة وإذا استمر العنف ستكون النتيجة انهيار الدولة وليس فقط تغيير النظام»

العدد 3113 - الثلثاء 15 مارس 2011م الموافق 10 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً