العدد 3113 - الثلثاء 15 مارس 2011م الموافق 10 ربيع الثاني 1432هـ

بين الحل العسكري والتسوية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يوم أمس دخل التاريخ، وذلك عندما أورد تلفزيون البحرين إعلان حالة الطوارئ، وتزامن ذلك مع موجة برد، ورياح سريعة تعصف بالأجواء الطبيعية، تماماً كما جاء الإعلان عن دخول الجيش واستعانته بجيوش من دول التعاون، ضمن درع الجزيرة، ليعصف بمحاولات الساعة الأخيرة لتسوية سلمية للأزمة السياسية.

ومنذ أمس الأول بدأنا نسمع عن أحداث ترويع المناطق السكنية، وهي اتخذت مسلكاً جديداً، ولعل كل ذلك بداية لمرحلة جديدة، نعرف الآن كيف دخلناها، ولكن لا أحد يعرف كيف ستخرج البحرين منها، وحالها عند ذاك لن يسر الصديق والمحب لأهل البحرين.

بدأنا جميعاً نحبس أنفاسنا لما تخبئ لنا الأنباء في كل ساعة، وقلوب المواطنين تنفطر كلما تسمع عن إطلاق نار، ومن ثم مصادمات، وترويع، وسقوط لقتلى وجرحى من أي طرف.

الكثير يتوقع أننا لم نرَ الأسوأ بعد، وأن البحرين الجميلة قد تتحول إلى «بورما»، تلك البلاد الغنية بمواردها الطبيعية والبشرية، ولكنها المأسورة لحل عسكري طويل الأمد. وأعلم أننا تحدثنا كثيراً في قضايا كثيرة، ضمن الجهود التي بذلت لإنقاذ البحرين من الوضع الذي وصلت إليه... والإشارات من مختلف الأطراف كانت مختلطة منذ بداية الأزمة في 14 فبراير/ شباط 2011، بين تصعيد وتهدئة، بين لغة الحوار ولغة القوة، وفي الأخير انتصر منطق القوة لحسم الأمور.

وكما أوضح وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه يوم أمس فإنه وفي الوقت الذي لا يمنع القانون الدولي قيام أي دولة بطلب مساعدة عسكرية من دول أخرى، ولكن ذلك «لا يعفي مختلف السلطات في كامل هذه المنطقة من الأخذ بعين الاعتبار تطلعات شعوبها ومن التقدم على طريق الديمقراطية».

وقبيل دخول القوات الخليجية وإعلان حالة الطوارئ، كانت الإدارة الأميركية قد أرسلت (مرة أخرى) مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان إلى البحرين لـ «حث جميع الأطراف على التصرف بمسئولية والسماح بإجراء حوار يتسم بالمصداقية»، وأعلنت واشنطن قلقها «بشكل خاص من التقارير المتزايدة عن الأعمال الاستفزازية والعنف الطائفي من جميع الأطراف، وأن استخدام القوة والعنف من أي مصدر لن يؤدي إلا لتفاقم الوضع».

وزير الخارجية المصري نبيل العربي أثناء مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، دعا «الشعب البحريني إلى الاحتفاظ بالطابع السلمي» للاحتجاجات الجارية «من أجل مزيد من الحرية»، مؤكداً أن البحرين «دولة صديقة ومصر تؤيد أي شعب يطالب بمزيد من الحرية» وأن «كل ما نطلبه أن يتم ذلك سلمياً». وعقبت كلينتون «يجب أن يكون هناك حل سلمي عن طريق الحوار في البحرين»... والمذكورون أعلاه بعض أصدقاء البحرين الذين نأمل أن يساعدوا البحرين للخروج من أزمتها من دون سفك المزيد من الدماء

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3113 - الثلثاء 15 مارس 2011م الموافق 10 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً