رحب عرب كثيرون أمس الأول بالعمل العسكري الغربي ضد ليبيا واعتبروه مؤشراً على أن العالم لن يتسامح مع الظلم ولكن تأييدهم اعترته مخاوف من تدخل أجنبي آخر في العالم العربي.
ودمر سلاح الجو الفرنسي دبابات وعربات مدرعة في أول ضرباته ضمن التدخل العسكري الذي يهدف لحماية المدنيين من قوات معمر القذافي. وقالت الولايات المتحدة فيما بعد أنها أطلقت صواريخ كروز من سفن حربية على أهداف ليبية.
وشن القذافي الذي يواجه أكبر تحد له في حكمه الممتد منذ 42 عاماً هجوماً مضاداً اتسم بالقسوة بعد أن فقد السيطرة على مساحات من ليبيا وأبدى عزمه على تفادي المصير نفسه الذي آل إليه رئيسا مصر وتونس المجاورتين.
ويواجه زعيما البحرين واليمن أيضاً تحديات مشابهة. وامتدت الاحتجاجات إلى بلدان أخرى في الخليج وحتى سورية الخاضعة لسيطرة قوية حيث قتل أربعة متظاهرين على أيدي قوات الأمن يوم الجمعة.
وفي صنعاء قال علي عبدالرحمن «إن العملية رسالة قوية للحكام إن عهد الدكتاتور قد ولى». ويدعو المحتجون في اليمن إلى إنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح الممتد منذ 32 عاماً.
وقال محمد الشارقي النشط في حركة شبابية يمنية «إن بدء فرض منطقة حظر جوي خطوة جيدة... جاءت متأخرة وكنا نفضل لو كانت الدول العربية هي التي نفذت هذه الخطوة».
ومضى يقول «ولكن هذه الخطوة سيكون لها تأثير إيجابي على الموقف في اليمن لأن النظام يفهم أن المجتمع الدولي لن يقف صامتاً إزاء الظلم».
وقتل ما يصل إلى 42 شخصاً على أيدي قناصة ترصدوا لهم على أسطح منازل يوم الجمعة خلال احتجاج في العاصمة اليمنية.
وفي مدينة درعا بجنوب سورية والتي تعتبر مشهد التحدي الدموي حتى الآن امام حكم الرئيس بشار الاسد قال المدرس، تامر الجوابرة إن التدخل الغربي في ليبيا أعاد للأذهان ذكريات مؤلمة عن الغزو الأميركي للعراق في العام 2003. وقال «كنا نتمنى تدخلاً عربياً في ليبيا. يذكرنا ذلك بالتدخل في العراق أؤيد فرض محدود لمنطقة حظر جوي وليس القصف».
وتظاهر عشرة آلاف شخص على الأقل في درعا يوم السبت في جنازة اثنين من المحتجين قتلا الجمعة ولكن أمين الحمايدة الذي يعمل تاجراً بالمدينة قال إنهم لا يريدون مساعدة خارجية.
وقال «مطالبنا إنهاء الفساد و(منحنا) الحرية. قادرون على القيام بذلك بأيدينا دون أية مساعدة خارجية».
ويتعاطف عدد قليل في العالم العربي مع القذافي الذي تسبب في عداوات عبر المنطقة. واتهمته المملكة العربية السعودية بالتخطيط لقتل الملك عبدالله في العام 2003 ويحمله الشيعة في لبنان مسئولية اختفاء رجل الدين موسى الصدر كما طرد في التسعينيات الآلاف من الفلسطينيين.
ويتهمه زعيم حزب الله اللبناني، السيد حسن نصرالله بقمع الليبيين «بنفس أسلوب الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان وغزة». ولكنه انتقد الزعماء العرب لعدم قيامهم بأي تحرك ولإعطائهم الفرصة للقوى الغربية لإعادة «عهد الاحتلالات والاستعمار المباشر» إلى العالم العربي.
وقال نصرالله في خطاب بثه التلفزيون إنه اليوم ولسوء الحظ ونتيجة تخلي أغلب الزعماء العرب والمسلمين عن مسئولياتهم فإن الباب قد فتح أمام التدخل الأجنبي في ليبيا ولا نعرف إلى أين تتجه الأمور.
وقال المحلل السعودي، جمال خاشقي إن المواجهة مع القذافي تمثل قضية نبيلة لأن الليبيين يحاربون من أجل حريتهم والتخلص من دكتاتور دموي.
وأضاف خاشقي إن «المعارضة البحرينية وقعت في مطالب طائفية. لقد طالبوا بإسقاط آل خليفة وهذا يقلق أي شخص» مقارناً ما وصفه بتأثير إيران المتنامي في البحرين مع «جلب السوفيات إلى كوبا في العام 1960».
وفي مصر حيث توجهت الجماهير للمشاركة في التصويت على التعديلات الدستورية بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك كان التأييد ضعيفاً للقذافي
العدد 3118 - الأحد 20 مارس 2011م الموافق 15 ربيع الثاني 1432هـ