العدد 3123 - الجمعة 25 مارس 2011م الموافق 20 ربيع الثاني 1432هـ

تأثير الغبار الذري على الصحة والبيئة

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

لاتزال الأخبار الصادرة من اليابان تحتل العناوين الرئيسية في محطات الأنباء العالمية على الرغم من مرور أسبوعين على الزلزال المدمر والتسونامي المصاحب. اليابان أبتليت بتسرب إشعاعات نووية من محطاتها الكهربية القريبة من ساحل البحر ما أدى إلى تعرض البيئة المحيطة لأضرار قد تستغرق عدة سنين لمعالجتها.

الأنباء الصادرة من طوكيو مقلقة: مستويات الإشعاع بالقرب من مفاعل فوكوشيما وصل إلى 1,600 ضعف المعدل الطبيعي، مسئولو الحكومة في طوكيو أعلنوا أن نسبة الإشعاعات في ماء الصنابير قد زاد عن الحد المسموح لاستهلاك الأطفال وقد أدى هذا الخبر إلى نفاذ مياه الصحة من مراكز التسوق، والحكومة اليابانية تنصح رعاياها بالامتناع عن استهلاك الخضراوات والورقيات والفاكهة الصادرة من المقاطعات، الحكومات الأميركية والصينية توقف استيراد الحليب ومشتقاته من المقاطعات اليابانية المجاورة لمركز المفاعل، وارتفاع نسبة الإشعاع في طوكيو إلى مستويات تفوق الطبيعية بمقدار 33 مرة.

هذه الأخبار المقلقة دعت الدول المجاورة إلى قياس نسبة الإشعاعات في هوائها ومياهها ونشرها يومياً للرأي العام لكبح لجام تواتر الأخبار بين عموم الجمهور ما يؤدي إلى الفوضى ونشر البلبلة. قامت العديد من الدول بمنع استيراد المواد الغذائية من اليابان بل إن بعض المطاعم اليابانية في دول العالم قامت بالاعتماد على السوق المحلية بدل من استيراد المكونات الأساسية لأطعمتها المعروفة مثل السوتشي من اليابان.

التلوث بالغبار الذري يصل إلى الإنسان عن طريق السلسلة الغذائية فالنويدات المشعة تصل إلى خلايا النبات أو الحيوان من البيئة المحيطة ومن ثم إلى الإنسان. آخر الحوادث الكبرى التي لاتزال في الذاكرة هو مفاعل تشرنوبل الأوكراني العام 1986 وحسب المختصين النوويين فإن هناك فرق مهم بين المفاعل الياباني والمفاعل الأوكراني فالمفاعل الأول نتج عنه تسرب إشعاعي محصور في دائرة قطرها بين 25-30 كيلومتر بينما المفاعل الثاني نتج عنه تسرب الغبار النووي إلى الغلاف الجوي ما سبب انتشار الغبار الذري في معظم الدول الأوروبية وسبب صدمة بيئية في منطقة شاسعة وأمراض سرطانية وتشوهات خلقية بين المواليد وأمراض وراثية. الفرق الثاني أن المفاعل الياباني يعمل بتقنية الماء الخفيف أما المفاعل الأوكراني فيعمل بالماء الثقيل ما يخفف من الآثار المترتبة من انفجار المفاعل الياباني.

الحكومات في العالم بدأت بأخذ العديد من القرارات الاحترازية لحماية مواطنيها من آثار الإشعاعات مثل حظر استيراد المواد الغذائية والزراعية والأسماك من اليابان وقامت بالرقابة على الموانئ وحركة الطيران بل وصل الأمر إلى قياس نسبة الإشعاع في المسافرين. الحكومة الأندونيسية طلبت من اليابان أن تلصق شهادة خلوّها من الإشعاع في الأطعمة اليابانية قبل السماح بدخولها إلى الأراضي الأندونيسية وبهذا ستكون المنتجات اليابانية تحت المجهر لفترة من الزمن.

يعتبر استخدام الطاقة النووية إحدى البدائل المهمة لخفض الاعتماد على مصادر الطاقة الإحفورية وتأمين أمن الطاقة للبلدان الصناعية مع تحقيق إيجابيات بيئية مثل خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. من المتوقع زيادة المعارضة لبناء محطات جديدة من قبل الرأي العام لكن الحكومات ستعمل على زيادة أنظمة الأمان بدلاً من تعليق بناء محطات جديدة

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 3123 - الجمعة 25 مارس 2011م الموافق 20 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:16 ص

      عساف خليجي

      الرياح تبعد خطر الاشعة النووية عن اليابان وتنقلها حول العالم .الله يحمينا من هذه المخاطر.

اقرأ ايضاً