العدد 3135 - الخميس 07 أبريل 2011م الموافق 04 جمادى الأولى 1432هـ

شخصيات وطنية: خطاب ولي العهد مرتكز لتعزيز اللحمة والابتعاد عن الاصطفاف

أعربت شخصيات وطنية عن تفاؤلها بالخطاب الذي ألقاه ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مساء أمس، مشيرة إلى أنه يعد مرتكزاً أساسياً لتعزيز اللحمة الوطنية والابتعاد عن الاصطفاف الطائفي.

وفي ذلك قال رجل الأعمال فاروق المؤيد: «هناك الكثير من القضايا ذات الأهمية الإستراتيجية التي تناولها سمو ولي العهد في خطابه، ولعل أهم ما يمكن التوقف عنده هنا هو إشارته الواضحة الصريحة إلى أن يكون الولاء للوطن وليس للطائفة، وفي ذلك تعزيز واضح للمواطنة وإعطاؤها الأولوية على أي شيء آخر».

وأضاف المؤيد «المواطنة في نظر سموه تسبق أي شيء آخر، وتقع في أعلى درجات سلم الأولويات، وفي مثل هذا التوجه ربط وثيق ملموس مع المشروع الإصلاحي الذي قاده عاهل البلاد جلالة الملك، كما ورد في كلمة سمو ولي العهد».

وتابع «مسألة أخرى مهمة توقف عندها سموه هي ضرورة أخذ زمام المبادرة والالتفات نحو الاقتصاد وإعطاؤه الأهمية التي يستحقها، وفي مثل هذا التوجه نظرة صحيحة تربط بين الاقتصاد والسياسة، وسموه أكثر من يدرك مثل هذه العلاقة الطردية المتبادلة بين الاثنين، فاستتباب الأمن في المجتمع، كما جاء في الكلمة، من ازدهار الاقتصاد».


أبل: نهج جديد في التواصل مع المواطنين

بدوره رأى عضو مجلس الشورى عبدالعزيز أبل أن «خطاب سمو ولي العهد يعبر عن نهج جديد في التواصل مع المواطنين وان توقيته كان مناسبا ضمن الظرف الراهن الذي تعيشه البلاد».

وبين أبل أن «في مضمون خطاب سمو ولي العهد فقرات مهمة ينبغي الالتفات اليها، فقد ميز سمو ولي العهد بين الوضع الذي كنا نعيشه قبل أسابيع والوضع الحالي الذي تنعم البلاد فيه بمقدمات الاستقرار والآثار الإيجابية التى بدأت تنعكس على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البحرين». وشدد أبل على أن «الرسالة الاخرى التي تضمنها خطاب سمو ولي العهد كانت تصب في تأكيد أن كل الإجراءات المتخذة حاليا والتي اقتضتها ظروف الفوضى والانفلات السابقة موجهة لفئة معينة سماها بـ»المتطرفين»، وليست موجهة إلى كل المواطنين الذين لم تكن لهم صلة بالأحداث المؤسفة التى مرت بها البلاد، فقد أشار سمو ولي العهد إلى وجود فئة اختطفت الشارع وتسببت في التصعيد ولم تكن راغبة في التواصل والتطوير السياسي».

وقال: «ما فهمناه من خطاب سمو ولي العهد ان المواطنين الذين لم يتسببوا بالإضرار باستقرار البلد ليسوا هم المستهدفون بالإجراءات الأمنية»، مؤكداً أن الخطاب يعبر عن نهج سياسي مهم لطمأنة المواطنين الذين ليست لهم جريرة فيما حدث عملاً بالآية الكريمة «وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى».


المسقطي: أهمية المواطنة والابتعاد عن تقسيم الناس

وقال رجل الأعمال عادل المسقطي: «إن سمو ولي العهد في خطابه أمس ركز على ثلاث نقاط مهمة جداً؛ أولها وجود تجاوزات استغلت من البعض، والثانية أن عملية الإصلاح والتنمية مستمرة وإن كانت من قبل تسير ببطء»، مشيراً إلى أن ولي العهد أكد أن عملية الإصلاح ستستمر على رغم الخسائر الاقتصادية والمالية.

فيما ركز المسقطي على النقطة الثالثة داعياً الجميع إلى الالتفاف حولها، وهي تعزيز اللحمة الوطنية والابتعاد عن الاصطفاف الطائفي.

وقال المسقطي: «سمو ولي العهد ركز على أهمية المواطنة والابتعاد عن تقسيم الناس إلى طوائف»، مؤكداً أن «الناس بكل أطيافهم يريدون أن يتم تطبيق مبدأ المواطنة على أرض الواقع وأن تتم تهدئة الأمور، على أن يكون المعيار هو الولاء للوطن وليس أي شيء آخر».

وأكد المسقطي أن «النقاط الثلاث التي ركز عليها سمو ولي العهد مهمة، إلا أن أهمها الابتعاد عن الاصطفاف الطائفي الذي سبب الضرر لكل الوطن».


العالي: الفرصة سانحة للحوار

ومن جانبه، قال الأمين العام للتجمع القومي الديمقراطي حسن العالي إن «التجمع القومي يقر بأن الحركة المطلبية رافقها بعض الأخطاء، وأن الجمعيات السياسية مطالبة بالوقوف أمامها ومراجعتها بصدق من منطلق النقد الذاتي، ولاسيما فيما يخص عدم قدرتها على إدارة حركة الشارع»، مشيراً إلى أن ذلك «مكّن الحركات التصعيدية من قيادة الشارع تحت ظل شعارات مرفوضة سياسياً وجماهيرياً».

وأكد العالي أن «تلك الشعارات بررت ضرب الحركة المطلبية»، مشدداً على أن «الغالبية من الناس الذين تظاهروا بسلمية حملوا مطالب مشروعة تنبع من ميثاق العمل الوطني والمشروع الإصلاحي لجلالة الملك».

وبين العالي أن «المطالب بتطوير الملكية الدستورية عبر مجلس منتخب كامل الصلاحيات ودوائر انتخابية عادلة، هي مطالب رفعت من قبل الجمعيات السياسية إلى سمو ولي العهد وتنبثق مشروعيتها من منطلقات ميثاق العمل الوطني والمشروع الإصلاحي لعاهل البلاد».

وشدد العالي على أن «الفرصة سانحة حالياً للعودة للحوار الوطني والتي جسدتها مبادرة سمو ولي العهد في تلك المطالب».


مدن: التأكيد على الثوابت الوطنية

أما الأمين العام لجمعية المنبر التقدمي حسن مدن فعلّق قائلاً: «حملت كلمة سمو ولي العهد تطمينات مهمة للجميع بالاستمرار في خيار الإصلاح، وهذه التطمينات هي محل تقدير كبير من قبل كل القوى والشخصيات الوطنية الحريصة على استقرار البحرين وأمنها، وكذلك لكل أبناء الشعب من مختلف الفئات والانتماءات». واستطرد «فمثل هذه التوجهات هي ضمان أن تخرج البحرين من الظرف الدقيق الذي تمر به الآن، وفتح آفاق رحبة جديدة لشعبنا، يستخلص فيه الجميع ما هو ضروري من تجارب ودروس مما مررنا به خلال الفترة الماضية، عبر توكيد الثوابت الوطنية، والتمسك بالمكتسبات الإصلاحية وتطويرها والبناء عليها، وهي محل إجماع الغالبية الساحقة من أبناء وطننا، فالبحرين، كما أشار سموه، وطن يتسع للجميع، ومن حق الجميع أن يشعر بالأمان فيه، وأن يشارك في دبنائه بإخلاص، وأن نتعلم جميعاً إيجاد الوسائل السلمية والمشروعة للتعبير عن آرائنا وقناعاتنا الرامية لخير هذا الوطن وضمان العيش الكريم والآمن للجميع».

وقال: «إن المنبر التقدمي أكد في أكثر من بيان في الفترة الأخيرة ان أخطاء وتجاوزات حصلت في الفترة الماضية أساءت للعمل السلمي المشروع في المطالبة بالإصلاح السياسي والدستوري، وأضاعت فرص تطوير التجربة الديمقراطية في البحرين، وتجري مكونات التيار الديمقراطي مراجعة نقدية جادة في هذا الاتجاه ، وتبذل كل ما في وسعها من جهود من أجل تجاوز المرحلة الحالية، وللعودة بالبلد إلى وضعها الطبيعي، والتغلب على الشق الطائفي العميق، الذي يتطلب منا جميعاً جهوداً مضاعفة للتغلب عليه، وهو ما أكده سمو ولي العهد، وهذا يتطلب النأي عن روح التشفي والانتقام، وإشاعة روح التسامح والأخوة، بتحكيم روح العقل والحكمة والتأكيد على أن لا خيار أمام ابناء شعبنا سوى عيشهم المشترك على هذه الأرض الطيبة وحمايتها من التدخلات الخارجية، والتأكيد على أن أمن البحرين هو جزء من منظومة الأمن الخليجي والعربي».


العلوي: تعزيز اللحمة الوطنية ونبذ العنف

أما الكاتب البحريني شوقي العلوي فقال: «قرأت في كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان الكثير من المعاني التي يجب أن تتجسد في وطننا الحبيب في ظل الظروف الصعبة التي يمر به وطننا، وأرى في كلماته تأكيداً على معانٍ كبيرة نأمل أن يعيها الجميع ومن مختلف الأطراف لتأخذ مكانها على ساحة الواقع، وخاصة أننا نرى أن الكثير مما يتم من البعض قد يكون بعيداً عن هذه المعاني السامية. لقد أكد سموه أن وحدتنا الوطنية هي امتداد لتاريخ عريق وحّد مسيرتنا وألهم أفراد شعبنا بالعطاء والمحبة».

وأردف العلوي «على الجميع أن يفهم ويعي ويجسد دعوة سموه إلى التسامح وتعزيز اللحمة الوطنية ونبذ العنف والفرقة الطائفية، فهذه الدعوة والمعاني التي تضمنتها كفيلة ببلسمة الكثير من الجراح إذا ما أخذت مكانها الحقيقي من التطبيق وأصبحت لنا نبراساً في طريقة تفكيرنا. فعلى دعاة الفرقة والتشتت والتحامل وعلينا جميعاً قراءة هذه المعاني النبيلة في كلمة سموه»

العدد 3135 - الخميس 07 أبريل 2011م الموافق 04 جمادى الأولى 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً