العدد 1237 - الثلثاء 24 يناير 2006م الموافق 24 ذي الحجة 1426هـ

مسكينة هي المرأة البحرينية

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لا نريد أن نشعل باروداً في ثوب أحد فلا حاجة لإشعال الحرائق في ثياب الآخرين، ولكن هناك سؤال ملح: من انصف المرأة البحرينية؟ من زرع في طريقها الورد؟ الكل يدعي انه مع المرأة ولكن الكثير منا جعل منها قطعة ديكور تجمل الحزب أو المنبر أو المنزل أيضاً. المرأة البحرينية لم تأخذ بعد حقوقها وللأسف نجد نساء هن ضد حقوقهن فأحياناً تصبح المرأة تحارب نفسها من حيث لا تشعر لانها سلمت عقلها لثلاجة الآخر، سواء كان مؤسسة أو حزباً أو مثقفاً أو عالم دين إلخ... وهذه هي الحقيقة. لم ننصف المرأة على مر التاريخ. حرمناها في زمن من الأزمان من الدراسة في المدرسة وهذا حدث في العراق حتى كتب الجواهري قصيدته التي تتصبب غضباً على هذا السلوك. ثم حرمناها من الجامعة إلى أن اضطررنا إلى قبول عملها كعاملة أسيرة تحت رحمة عجلات المصانع الوحشية التي يضطهد بعضها بناتنا الفقيرات ولا أحد يسأل عن حقوقهن. كم مصنع يلسع بكرباجه اظهر هؤلاء الفتيات؟ كم مؤسسة تلف حب المشنقة عبر موت بطيء على رقاب المرأة البحرينية؟ كم ذئب إداري مفترس يضطهد الموظفة البحرينية؟ محرومة من اطفالها وزوجها تمر رحلة العمر ويستل من حياتها خيوطه البيضاء لينسج له كفن الرحيل، إذ لا تقدير في الوزارة أو المؤسسة؟ وكم زوجة مضطهدة من زوجها المثقف النحرير؟ يوم زرت ماليزيا رفعت القبعة احتراماً للشعب الماليزي فالمرأة هناك تعمل في أماكن عدة وتجد لها حضوراً في كل مكان فيه رفعة لها. المرأة الماليزية امرأة مكافحة مدعومة من قبل الحكومة والشعب بالقانون أيضاً. لهذا تطورت المرأة الآسيوية في ماليزيا أو سنغافورة، ونحن إلى يومنا نكثر على المرأة أن تصبح مديرة أو وزيرة أو نائبة في البرلمان تحت مبررات واهية ونكثر عليها سياقة السيارة وقيادة الأمة كرئيسة حكومة وننسى أن القرآن استشهد ببلقيس (ملكة سبأ). المرأة البحرينية كفوءة وقادرة على تولي مهمات كثيرة واثبتت جدارتها ويجب أن نشجع الحكومة في اعطائها حقوقها والمزيد من المناصب العليا وأن تمنح فرصاً أوسع في الوزارات. غالبية مديري الاقسام في الوزارات من الرجال وكثيراً ما تجد موظفة تحت رحمة مدير يقلها كفاءة بشكل ملحوظ. المجلس الأعلى للمرأة دفع كثيراً بتوصيل المرأة البحرينية لتقلد المناصب وشجعها على خوض الانتخابات وهذا موقف يشكر عليه المجلس ونطالب بالمزيد ونتمنى من المجلس ترشيح وجوه جديدة من الشابات البحرينيات اللاتي يتطلعن إلى التغيير ودعم المشروع الإصلاحي لجلالة الملك. التيار الإسلامي إلى الآن لم يفرز نساء ذات ابعاد كونية إنسانية ذات ثقافة واسعة خارجة من إطار العباءات المشخصنة إلا قلة محدودة وغالباً هن خارج إطار الضوء نتيجة للتهميش. المرأة البحرينية مازال عقلها ليس في يدها وهو مخطوف منذ 50 عاماً، وهناك اسوار حديد تعمل على عدم ايصالها إلى الإسلام الوسطي المعتدل الذي يقدر المعرفة والانتاجية وكذلك التمسك بالعفة والإسلام. لا أقول الجميع ولكن جزء من الخطاب مازال يدفع المرأة البحرينية للنوم تحت دفء الخيام التي تحجب ضوء الشمس. كم يسعد المرء وهو يرى المرأة البحرينية وهي تقرأ كتباً للأمام محمد الغزالي وعلي شريعتي والسيد فضل الله وخالص جلبي ولشمس الدين ومحمد عبده وجمال الدين الافغاني. لا شك ستعرف قيمة الإسلام ومدى يسره وجماله وحضارته ودفء معانيه. الإسلام ركز على الجنة أيضاً وليس فقط النار، ركز على الحياة وليس فقط الموت، ركز على العلوم البشرية والمعرفة وليس فقط المذهبية. مسكينة هي المرأة البحرينية حتى من الموت لم تخل من الحسد

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1237 - الثلثاء 24 يناير 2006م الموافق 24 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً