العدد 1241 - السبت 28 يناير 2006م الموافق 28 ذي الحجة 1426هـ

إعلام الشعراء

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

تعّود الشعراء العرب منذ عهود بائدة على أن يطلقوا ألسنتهم بالمديح لمن بيده الأمر، وكانوا يهيمون في كل الأودية بحثاً عمن يمدحونه (ويذمون أعداءه) بهدف الحصول على المال، وكان ذلك هي مصدر عيشهم «الذليل». ويورد التاريخ أن أباالعتاهية مدح هارون الرشيد كثيراً، فأمر الرشيد بأن «يملأوا فمه درراً»، إلا أن أباالعتاهية طلب تغيير الأمر بأن يملأوا فمه «لآلئ»... وعندما قال له الرشيد إن الدرر واللؤلؤ هما الشيء نفسه، أجاب أبوالعتاهية بأنه يخاف أن يسيء الخدم فهم الأمر ويملأوه بـ «الضرر» بدلاً من «الدرر». أما بالنسبة إلى شعراء اليوم ­ سواء كانوا أبو العتاهية أو أم العتاهية ­ فليس لهم لؤلؤ، لأن لؤلؤ البحرين قد ولى زمانه، ولكن لهم أكثر من اللؤلؤ وأكثر مما يحلمون به، شريطة أن يملأوا بلادنا بضرر أقلامهم، وبالمقابل يحصلون على درر من كل نوع على رقصهم وتطبيلهم لكل ما قد يعيد لهم أيام سعدهم، عندما كانوا يمرحون على أنغام قانون أمن الدولة، ويهزأون بمن يطالب بالبرلمان، وكان الله في عون المناضلين، وأبناء الشعب الذين امتلأت أحشاؤهم بضرر هؤلاء الذين فقدوا ما لديهم من حب لأهل البحرين، وذهبوا ينخرون في بلادنا طائفيتهم وعنصريتهم البغيضة. ربما يعتقد بعض شعراء الإعلام بأنهم نموذج في عصرنا، ولكن مشكلتهم أنهم ليسوا مثل أبي العتاهية، فكل ما لديهم من معلّقات أصبحت مملة ومكررة وضررها على البحرين يزداد مع ازدياد الادرار عليهم مجاناً وفي عصر الإصلاح أيضاً. لا بأس في أن تتوافر صحفنا على جميع ألوان الطيف البحريني، ولكن المؤسف حقاً هو أن درر البحرين وثرواتها العامة أصبحت توزع مرة أخرى بالمجان بهدف الاثراء الشخصي ولو كان في ذلك نشر الضرر بين الناس. لقد ولى عهد قانون أمن الدولة، وإذا كان البعض يعتقد بأن ما يقوم به من تحريض طائفي في هذه الفترة سيجلب له المزيد من الدرر، فإنه ربما لا يفهم أن زمان انفراد شعراء الضرر بالقلم ولى، وعلى هذا البعض أن يبحث عن معلقات جديدة يتغنى بها.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1241 - السبت 28 يناير 2006م الموافق 28 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً