العدد 1264 - الإثنين 20 فبراير 2006م الموافق 21 محرم 1427هـ

رواد الوطن تحت الضغط الطائفي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

كيف نفهم الجدال الدائر حالياً بشأن رفع لافتات دينية تحمل مدلولات سياسية؟ لماذا كلما تحركنا باتجاه تحقيق مطالب تجمع كل الفئات المكونة للمجتمع البحريني نصطدم بواقع يفرض نفسه عبر تقسيم المجتمع طائفياً (سنة وشيعة)، أو إثنيا (بحارنة، عجم، حساوية، هولة، قبائل عربية، الخ) ؟ كيف نفهم الارتدادات - ان صح التعبير - في الطرح الوطني الساعي لتحقيق مطالب دستورية وحقوقية عادلة؟ كيف نفسر انقلاب شخصيات مرموقة كانت ترفع لواء الوطن، واذا بها تنكفئ تحت راية الطائفية؟

من جانب يبدو ان المطالب التي رفعتها الحركة السياسية البحرينية معقولة ومقبولة، ولكن كل هذه سرعان ما تجد نفسها وجهاً لوجه مع «مارد طائفي» يختبئ تحت ألوان مختلفة، ولكنه يبقى الأكثر فاعلية في الحراك الاجتماعي والسياسي.

في هذا الملف سنجد ان المجتمع البحريني تصدرته نخبة مخلصة لمبادئ الوطنية والحقوق والبرلمان والدستور، ولكن هذه النخبة سرعان ما تفقد قيادتها للتحرك العام مع احتدام اطروحات دون الوطنية (الطائفية، الاثنية، القبلية، المناطقية، الخ). كما سنجد ان التحرك الوطني - بالمعنى الكامل للكلمة - بدأ في 1938، وكانت قيادة التحرك من الشيعة والسنة، ولكن السلطة آنذاك ضربت السنة بقسوة وفرقتهم عن الشيعة واحتوت الموقف سياسياً. أما في الخمسينات فقد طال القمع الشيعة والسنة بصورة متساوية، ولذلك استمرت الانتفاضة لأكثر من عامين وسجلت بذلك أكبر حدث سياسي وطني في التاريخ الحديث للبحرين.

أما في التسعينات من القرن الماضي، والذي شهد انتفاضة كبرى انطلقت في العام 1994، فقد تمكنت السلطة من ضرب الحركة من خلال تركيز القمع على الشيعة (بعكس ما حدث في 1938). التسعينات شهدت انطلاق العريضة النخبوية في 1992، والعريضة الشعبية في 1994، والعريضة النسائية في 1995، وجميعها كانت من صنع رواد الإصلاح وابناء الوطن المخلصين. والنساء اللاتي تحركن قمعن كما قمع الرجال، وفقدت حينها منيرة فخرو والمرحومة عزيزة البسام وحصة الخميري وظائفهن بسبب تلك العريضة. كما لايمكن ان ننسى جميع الرجال الذين ضحوا بكل ما لديهم من اجل الوطن، وهي قائمة تشمل عبد الامير الجمري وأحمد الشملان، وكل الشرفاء الآخرين.

بعد كل تضحيات رواد الإصلاح وأبناء الشعب، تشهد الفترة السياسية الحالية مخاضات بسبب «المقاسات الطائفية» على مختلف الصعد الرسمية والأهلية، وهذا يلقي علينا جميعا مسئولية حماية مكتسبات الوطن التي ضحى من أجلها الجميع.

منصور الجمري

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1264 - الإثنين 20 فبراير 2006م الموافق 21 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً