بدأ وراء الكواليس السياسية البحرينية موسم التحالفات بين الشخصيات والجمعيات والحركات السياسية لتكوين القوائم لخوض المعركة الانتخابية المقبلة نهاية العام الجاري.
ويبدو أن الجمعيات والشخصيات السياسية المشاركة في الانتخابات النيابية السابقة اكتسبت تجربة جيدة تؤهلها لإدارة المفاوضات والصفقات المرتقبة بحرفية عالية، فيما يعتمد الفصيل الأساسي في الجمعيات المقاطعة على قوته الجماهيرية كورقة ضغط على الجمعيات الأخرى.
وبين الفينة والأخرى ينسحب مرشحون متوقعون من قوائم الانتخابات النيابية، أما بسبب خلافات داخل جمعيته الأم، أو أنه قرر ممارسة الواقعية من خلال الدخول في الانتخابات البلدية أولأنه حصل الضوء الأخضر من الدولة لتعيينه في مجلس الشورى المقبل أو في مناصب قيادية رفيعة.
«الوسط» ترصد عبر ملف جديد ساخن أسرار التحالفات والصفقات بين الفصائل السياسية البحرينية التي تتنافس على حجز أكبر عدد من المقاعد في برلمان 2006.
حرب انتخابية مفتوحة ومتعددة الجبهات والوسائل سيستخدمها المرشحون في هذه الدائرة، فأول المرشحين المتوقعين هو عضو مجلس النواب سعدي محمد الذي سيدخل مدعوما من «المنبر الإسلامي» الذي سيدخل في منافسة محتدمة مع رئيس صندوق الحورة الخيري عادل عبدالرحمن العسومي الذي يحظى بمباركة من جهات رسمية، وتليهما الناشطة النسائية فائزة الزياني والإعلامي حمد العباسي اللذين لم يحالفهما الحظ في الفوز في الانتخابات الماضية.
ويتوقع المراقبون أن تكون المنافسة منحصرة بشكل كبير بين مرشح «المنبر الإسلامي» وعادل العسومي، مع لحاظ ان في هذه الدائرة مئات الأصوات الوفاقية في فرجان «الخضر، خدارسون، عبدالله ترك، تلغراف»، من المرجح أن تستخدمها «الوفاق» في المفاوضات مع «المنبر الإسلامي».
هذه الدائرة أضحت حديث المجالس في كل مكان من العاصمة، وكثيرون اعدوا لها العدة مبكرا، فمن المتوقع أن يعيد عضو مجلس النواب عيسى بن رجب ترشيح نفسه مرة أخرى، في قبال ثلاثة وجوه وفاقية بارزة: أبرزها عضو غرفة تجارة وصناعة البحرين وعضو «شورى الوفاق» أحمد جاسم التحو و الرئيس السابق لجمعية العاصمة للثقافة الإسلامية خليل إبراهيم المرزوق ورئيس قائمة «الائتلاف الوفاقي» وعضو بلدي العاصمة مجيد ميلاد.
كما كشفت مصادر مقربة من عضو شورى الوفاق صالح القطري عزمه ترشيح نفسه أيضاً.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر مطلعة أن كلا من الرئيس السابق لصندوق المنامة الخيري تقي الزيرة والتاجر جميل الصائغ وسيد كاظم المشقاب سيترشحون في هذه الدائرة أيضا.
ومن المتوقع أن تدخل جمعية العمل الإسلامي على الخط من خلال الناشط أحمد ضيف، لكن مصادر قللت من هذا الاحتمال كونه حاصلاً على منصب تنفيذي مرموق في إحدى المنظمات الخليجية بالإضافة إلى شاكر الصفاف. كما من المتوقع أن تنزل حركة «حق» بمرشح قريب من لجنة الشهداء وضحايا التعذيب.
خليط متنوع، وبورصة متصاعدة يوما بعد آخر، هذا هو الحال في الدائرة الثالثة من محافظة العاصمة التي يرجح أن يترشح فيها عضو مجلس النواب الحالي إبراهيم يوسف العبدالله نفسه، لكن بعض المصادر تشير إلى أن العبدالله «لن يترشح بسبب وعود بحصوله في منصب مرموق في منظمة اليونسكو»، في قبال أمين سر جمعية العمل الإسلامي رضوان الموسوي الذي يشغل منصب الناطق باسم الأمانة العامة للمؤتمر الدستوري.
وعلى الصعيد الوفاقي من المتوقع دخول رجل الأعمال عبدالكريم فخراوي، كما تترد شائعات على نطاق واسع بأن جمعية الميثاق ربما ستدعم مدير تدريب الشركات الخاصة بمعهد البحرين للتدريب ونائب مدير المشروع الوطني للتوظيف المرشح محمد الأنصاري.
وفي النعيم طرحت النقاشات الكثير من «رجال الدين» منها عضو شورى الوفاق الشيخ جاسم المؤمن والسيد محمد الغريفي والسيد صادق الغريفي والشيخ منير المعتوق والملا محمد الماضي الذي لم يفز في انتخابات «شورى الوفاق» الأخيرة.
إلى ذلك رجحت مصادر مطلعة دخول وجه نسائي بارز (يساري) في هذه الدائرة أيضا بشكل مستقل، لكنها مدعومة من بعض الجمعيات النسائية، فضلا عن دخول أحد المجنسين حديثا على الخط.
ما الذي ستصنعه «الوفاق» في هذه الدائرة... خيارات صعبة ستضع الجمعية أمام تحد حقيقي ولكن في عقر دارها هذه المرة، إذ سترتفع سخونة الموقف إلى ذروتها في «رابعة العاصمة» التي تضم كرباباد والسنابس.
فمن المتوقع أن تكون المنافسة حامية الوطيس، بسبب مرشحيها ذوي العيار الثقيل الذين يتقدمهم النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالهادي مرهون، أما من جانب «الوفاق» فربما ستعمد الجمعية إلى إنزال مرشح قوي آخر هو الناشط الاجتماعي في المنطقة أحمد الخباز، لكن جهة أخرى ذكرت مصادر أن نائب رئيس جمعية التوعية الإسلامية حميد البصري ينوي الترشح عن هذه الدائرة «شريطه الحصول على دعم الوفاق» فيما أفادت مصادر نافذة في «الوفاق» إلى وجود اتصالات بين حميد البصري وعبد الجليل خليل، ويتوقع المراقبون اتفاقا ضمنيا لتوزيع الأدوار.
وعلى صعيد متصل يتردد على نطاق واسع بأن عضوي الجمعية سعيد البصري وكامل الموسوي ينويان خوض المعركة، فيما كشفت المصادر عن نية الناشط علوي السيد مجيد الدخول بشكل مستقل.
ويقول وفاقيون ان جمعيتهم ستواجه «صعوبات حقيقية» في تسمية مرشحها في هذه الدائرة.
هذه الدائرة يقطنها ناخبون متعددو الهوى والاتجاهات، فمن جهة يعتبر «وفاقيون» أن هذه الدائرة مضمونه لهم، وينفي آخرون ذلك لعوامل كثيرة أبرزها: طغيان الطابع الاجتماعي - وليس السياسي- على المنطقة، إذ من المتوقع أن يعيد عضو مجلس النواب الحالي حسن بوخماس نفسه «مستندا على قاعدة اجتماعية لا بأس لها»، في قبال الناشطة النسائية شهزلان عبدالحسين.
وفاقيا، يتردد بأن الجمعية ستدعم أحد الناشطين وهو السيد بدر الغريفي. وتفيد المصادر بأن أحد مؤسسي جمعية العدالة والتنمية المحامي عبدالشهيد خلف قد يرشح نفسه فيها لكن مصادر مقربة تنقل عنه قوله إنه «معتزل للعمل السياسي»، كما تسكن في الدائرة تيارات شيعية قريبة من الحكومة.
هل تكون هذه الدائرة هي فرصة اليسار الحقيقية، هذا ما يتوقعه المراقبون الذين يتوقعون تنافسا بين النائب ورجل الأعمال أحمد بهزاد الذي يبدو الأكثر قوة - حتى الآن - في «سادسة العاصمة» مع وجود منافس آخر هو إبراهيم الدوسري الذي شارك في الانتخابات الماضية. وعلى صعيد «اليسار» من المتوقع أن تنزل كل من جمعيتي العمل الديمقراطي(وعد) والمنبر التقدمي بثقليهما في هذه الدائرة، وهذه الدائرة قد تكون تفرز صفقة مشتركة بين جناحي التيار. ولكن مصادر أوضحت أن «الوفاق» ستستخدمها للمفاوضات مع «وعد» للاستفادة من 200 صوت وفاقي.
دائرة التحالفات والمساومات والتنازلات من الطراز الأول، وهذا هو التوصيف المناسب لدائرة أطلق عليها أيضا «أم المعارك»، وتضم (الماحوز، الزنج الجديدة، العدلية، السقية - السلمانية)، إذ تشير الأنباء إلى رغبة النائب يوسف الهرمي ترشيح نفسه في قبال منافسين أشداء وذوي شهرة اجتماعية بارزة مثل رئيس المجلس البلدي في العاصمة وعضو شورى الوفاق مرتضى محمد بدر، وعضو غرفة تجارة وصناعة البحرين عبدالحكيم الشمري، المرشح احمد أجور الذي سيترشح إلى جانب رئيس جمعية المحامين عباس هلال والناشطة أمل الزياني ومرشح جديد هو المدير في مكتب الأمم المتحدة في البحرين محمد آل شريف، فيما تشير مصادر مطلعة إلى أن الأكاديمي وعضو إدارة جمعية الميثاق عادل ديري سيدخل مدعوما من الجمعية في حلبة الانتخابات.
ولا تستبعد المصادر دخول وجوه اجتماعية نشطة من الماحوز مثل: الشيخ احمد الماحوزي إضافة إلى وجوه اجتماعية ودينية غير منتمية للجمعيات السياسية. وتمثل هذه الدائرة اختبارا حقيقياً للوفاق، التي تطمح في دخول تحالفات موسعة مع الجمعيات الست «الرباعي + التقدمي + الوسط العربي» لضمان المقعد في الدور الثاني.
مطبخ «الوفاق» حافل بوجبات سياسية شهية تطهى على نار هادئة، وسط تكتم شديد، إذ من المتوقع أن يترشح عنها كل من عضو مجلس النواب الحالي الشيخ عبدالله جعفر العالي في قبال العضو الحالي في بلدي العاصمة وعضو جمعية الوفاق السيدجميل السيدكاظم بجانب مرشح آخر هو الوفاقي الذي لم يحالفه الحظ في الفوز بانتخابات «الوفاق» الأخيرة الشيخ حمزة الحواج. ولكن المفاجأة المتوقعة هي دخول الشيخ علي سلمان في هذه الدائرة ليفسح المجال أمام شخصية وفاقية أخرى في الدائرة الأولى من الشمالية
العدد 1270 - الأحد 26 فبراير 2006م الموافق 27 محرم 1427هـ