العدد 1272 - الثلثاء 28 فبراير 2006م الموافق 29 محرم 1427هـ

مالتوسية القرن 21

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حذر مركز أبحاث أميركي من أن «النمو الاقتصادي المتصاعد في الهند والصين يخفي في طياته واقع تصاعد التلوث، الامر الذي يهدد بشدة الموارد الطبيعية».

وقال مركز «وورلدووتش» للأبحاث إن «الازدهار الاقتصادي في الصين والهند يبرزهما كقوتين عظميين تعطيان للعالم شكلا جديداً».

واعتبر المركز ان تفاعل أزمة المياه التي تعاني منها الأرض، والنقص في الطاقة والاراضي الزراعية عوامل تمنع الصين والهند من امكان التوصل إلى إحلال أنماط معيشية شبيهة بتلك المعمول بها في الغرب.

وفي التقرير السنوي الذي اصدرته «وورلدووتش» عن «حالة العالم في العام 2006»، ورد ان «الموارد الطبيعية المتبقية في الأرض قد لا تكفي لما تحتاجه اقتصادات الهند والصين للابقاء على معدلات النمو العالية».

ويشرح التقرير دراسته بالقول ان «في حال استخدمت الصين والهند في العام 2030 ما ستستخدمه اليابان من موارد طبيعية للشخص الواحد، فستحتاج بكين ودلهي وحدها إلى ما يقدر بكل ما في الأرض من موارد».

تعيد هذه الأطروحات إلى الأذهان نظرية أسسها رجل الكنيسة الانجليزية مالتوس (1834 - 1766) وعرفت باسمه. ويعتبر مالتوس أول من أثار الفزع من احتمال التزايد السكاني من دون حدود، لأن السكان بحسب مالتوس سيزيدون على هيئة متواليات هندسية (2، 4، 8، 16، 32) بينما لا تزيد الموارد إلا على هيئة متواليات حسابية (1، 2، 3، 4، 5). ولهذا فإن السكان بحسب رأيه سيتضاعفون كل 25 سنة بينما لن تزداد الموارد إلا بنسبة محدودة في هذه الفترة.

وهـكذا تزداد الفجوة اتساعاً بين عدد السكان وبين الموارد فلا تعود تكفي، فيؤدي ذلك إلى المجاعات المروعة والأوبئة الفظيعة والحروب المدمرة. وعند مالتوس ان التفاوت الناشئ بين حجم وسائل العيش وحجم السكان تسويه الحروب والأوبئة والحد من الزواج، وغير ذلك من وسائل السيطرة على نمو السكان. ولقد كان مدخل «مالتوس» حينها مدخلا ايكولوجيا.

وقد كان «توماس مالتوس» اول من اهتم بزيادة السكان عندما نشر مقاله عن السكان العام 1798 أي في الوقت الذي كان فيه عدد سكان العالم أقل من ربع عدد السكان الآن.

ارتبطت المالتوسية بالحركة الاستعمارية حينها، واليوم تخفي مثل هذه الطروحات في كنفاتها مخاوف الغرب، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة من النمو الاقتصادي قبل السكاني الذي تعرفه دول آسيوية نامية مثل الهند والصين.

ما يثير مخاوف الغرب هو أن الصين قد بدأت استعمال الطاقة المستدامة، إذ تملك نظاما يعمل على الطاقة الشمسية ويوفر المياه الساخنة لأكثر من 35 مليون منزل، بينما نجحت الهند في تطوير نظام سمح بتحويل مياه الإمطار إلى مياه نظيفة وصالحة، وليس أي شيء آخر.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1272 - الثلثاء 28 فبراير 2006م الموافق 29 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً