العدد 1278 - الإثنين 06 مارس 2006م الموافق 05 صفر 1427هـ

صحافة ونواب فتنة يصبون الزيت على النار

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

للصحافة رسالة سامية تتضمن تبصير العقول وتنوير الأفهام والارتقاء بالذوق العام ومحاربة الفساد والحفاظ على أمن الوطن وسلامه الاجتماعي والحرص على وحدته الدينية والوطنية. ولكن للأسف ظهر في بلاط صاحبة الجلالة ما يلوث ثوبها الأبيض، ببروز صحافة الفتنة التي تبحث عن كل ما يثير السلم الاجتماعي ويهدد الوحدة الوطنية، من خلال إثارات طائفية لا ترقى لأن تكون قضية أو حتى نكتة يتداولها الشارع.

لافتة أصبحت قضية تمس «الوحدة الوطنية»! ومشروع وطني للتوظيف تحول إلى مشروع طائفي يهتم بفئة ويتجاهل أخرى! ووزير لا يروق لفكرهم أصبح «وزير فتنة» لابد من اقتلاعه! أو ينزل على حكمهم... ولا ندري ماذا يخبئ القدر للبحرين من قصص هؤلاء!

أسهل ما يمكن أن يتعامل معه عبر الصحف هو الاتهام عبر كلمات تكتب، قد تكون كلمة، إلا أنها شرارة لنار قد لا تخمد إن اشتعلت في أشجار الغابة المتمسكة برب واحد ورسول واحد وقرآن واحد.

نقول في هذا الوقت العصيب، الذي يفترض أن يجتمع فيه المسلمون على كلمة سواء، ويستجمع العرب قدراتهم وطاقاتهم لتحقيق التقارب والوحدة، حتى يتمكنوا من الوقوف في خندق واحد لمواجهة أعدائهم، تطرح بعض الصحف النار بقرب وقود الفتنة.

إن الحفاظ على قيم مجتمعنا أمر لا يمكن أن يشترى بمال. إننا نريد صحافة جادة وموضوعية، نريد صحافة حرة نزيهة محترمة تحارب الفساد ولا تنشر الفتنة، نريد صحافة ترفع شعار «الخبر مقدس والرأي حر»، فتقدم الأخبار الموثقة دون تهوين مخل أو تهويل مزعج. نريد صحافة تحترم القارئ فتخاطب عقله لا شهوته، تثير فكره لا رغباته ونزواته. إننا نريد صحافة تنوير لا تشهير. هناك أسئلة مشروعة من حقنا أن نطرحها: في مصلحة من يتم الآن وفي هذا الوقت طرح مثل هذه الأفكار والعمل على إثارة الفتن؟ ولماذا؟ وهل كانت ضمن خطة مبرمجة؟

لا نخفيكم مصارحة بأن بعض الجهات أحياناً بحاجة إلى مثل هذه الأنواع من الفتن لتمرير ما تريد من قوانين وعبر نواب الفتنة الذين لا يهدأ لهم جفن حتى يروا البلد متمزقاً، وأبناءه متصارعين متناحرين. وهذه الجهات استفادت من الفتن عبر تاريخنا الحديث، ومررت الكثير تحت الشعار الانجليزي الشهير: «فرق تسد».

في النهاية نقول إن تعريف الصحافة بحسب ما ذهب إليه مجمع اللغة العربية من كونها «مهنة ورسالة، وأنها جزء من الإعلام المبني على العلم والمعرفة الصادقة حسب اجتهاد القائم بهذه الوظيفة»، ونفهم من الرسالة أنها هدف يسعى من خلالها القائمون عليها إيصالها والوصول إليها، فهل رسالة بعض صحافتنا الآن إحداث فتنة بين فئات الشعب والعمل على شق الصف وإثارة الخلافات والنعرات الطائفية الخامدة؟!

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 1278 - الإثنين 06 مارس 2006م الموافق 05 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً