أكدت عضوتا مجلس الأمة الكويتي، الفائزتان ضمن أربع فائزات لأول مرة في تاريخ الانتخابات الكويتية أسيل العوضي ورولا دشتي أن «الخطاب الجديد الذي تم مخاطبة الشعب الكويتي المحبط به، كان أحد أهم أسباب فوزهما في الانتخابات، في ظل رغبة الشعب الحقيقية في تغيير الواقع السياسي في الكويت».

جاء ذلك خلال ندوة جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) التي أقيمت تحت عنوان «انتخابات الكويت ووصول المرأة لأول مرة» مساء يوم الجمعة الماضي، بحضور عدد كبير من أعضاء الجمعية والمهتمين بالشأن السياسي، والصحافة.

وبدأت النائب أسيل العوضي حديثها قائلة: «إن وصول أربع نساء الأمر كان أمرا متوقعا قبل الانتخابات، إلا أنه لم يكن سهلا، في ظل أن المجتمع الكويتي يدعم الذكور، ويحصر دور السياسة للرجال، وجعل متابعة شئون الأسرة خاصة بالمرأة»، مشيرة إلى أنها عملت بشكل مكثف لمكافحة تلك الثقافة، من خلال إبراز دورها في المجالات العملية السياسية والاجتماعية، بشكل عملي وليس نظريا فقط.

وقالت العوضي: «حصلت المرأة على حقها في المشاركة السياسية في العام 2005 وهذا ما جعلني أترشح في العامين 2006 و2008 ولم أفز»، مؤكدة أن «القاعدة الشعبية والإعلام لعبا دورا مهما في الانتخابات في العام الماضي».

ولفتت العوضي إلى أنها حصلت على المركز 11 في انتخابات العام الماضي وهذا في حد ذاته كسر الحاجز لدى المترشحات، بالإضافة إلى أن أداء المجلس السابق كان سيئا، وهما سببان جعلاهما يترشحان في انتخابات العام الجاري.

وأكدت العوضي أن «الشعب الكويتي وعلى رغم انخفاض نسبة مشاركته في الانتخابات، إلا أنه أوصل رسالة واضحة للعالم وهي أنه اختار أن يغير في أساليب العمل السياسي وفيمن يقوده، لتقوده شخصيات سياسية مختلفة عن الشخصيات التي تتكرر في كل مرة، وبعقليات وأطروحات مختلفة».

وأشارت العوضي إلى أن «التيارات الإسلامية التي دخلت مجلس الأمة السابق قادت البلد إلى أزمات غير مبرر لها، وابتعدت عن معاناة الشعب، وعن التوجيه إلى مشروعات التنمية المتعطلة منذ ثمانينيات القرن الماضي، بينما الكويت تمتلك وفرة مالية كبيرة».

ورأت العوضي أن «ما ذكر أدى إلى كسب الشعب ثقة النساء، وأنه بعد حل المجلس السابق قبل عام لمسنا في الشارع الكويتي رغبة حقيقة في التغيير بصورة عامة»، مؤكدة أن إحدى أدوات التغيير هي المرأة.

وشددت العوضي على أن «الشعب أجمع على إيصال المرأة لمجلس الأمة، وذلك من قبل الرجال والنساء»، مؤكدة أن «ما يقال في أن المرأة لا تصوت للمرأة غير صحيح»، عازية ذلك إلى أنها حصلت على أصوات لنساء أكثر من الرجال في انتخابات العام الماضي وفي العام الجاري.

وفيما يخص الخطاب السياسي للمترشحات قالت العوضي: «إنه موجه لمعالجة وتقديم حلول لقضايا حقيقية، وخصوصا أن الكثير من المواطنين يشكون أداء الحكومة»، مشيرة إلى أن «الكويت تعاني من أزمة مياه، وقلة أعداد المستشفيات، وغيرها من الأمور الخدمية التي تجعلنا نعيش وكأننا لسنا في دولة فيها ثروة نفطية».

وبحسب العوضي: «إننا لم نحلل نتائج الانتخابات حتى الآن، إلا أن الرسالة كانت واضحة، ونأمل أن تصل لأهل البحرين في أول انتخابات مقبلة»، آملة أن «تكون تجربة الكويت بادرة خير تعم المجتمعات الخليجية لإيصال المرأة إلى المجالس المنتخبة».

وعبّرت العوضي عن سعادتها بالفوز، لافتة إلى أن «صفحة الانتخابات طويت ووصول المرأة أمر حصل وانتهى، وما تبقى لنا هو تحويل برامجنا إلى واقع»، مشيرة إلى أن «أطرافا ستسعى إلى إفشال هذه التجربة ولكن نحن سنسعى إلى أن نقدم الأفضل».

أما عضو مجلس الأمة رولا دشتي قالت: «إن الديمقراطية ورياح الإنجاز يجب أن تمر للبحرين وباقي المناطق العربية».

وقالت دشتي: «إن الإحباط واليأس اللذين يصيبان أي شعب يولدان فرصا إذا تم استخدامهما بالشكل الصحيح، فسيتم تحويلهما إلى خطوات عملية إيجابية»، مشيرة إلى أن خطابهن كان متجددا وفيه رغبة حقيقة في التغيير».

وأضافت دشتي أن «ذلك الحديث دفع الكثير من الناخبين المحبطين إلى التصويت للنساء»، لافتة إلى أن عدد الأصوات التي حصلت عليها المترشحات الفائزات لا بأس بها، بعد أن كانت نتائج انتخابات العام 2008 فيما يخص التصويت للمرأة لا بأس بها. ودعت دشتي إلى تغيير وإعادة النظر في الخطاب السياسي الموجه إلى الشعب من أجل الوصول إلى جميع شرائح المجتمع.

وأكدت دشتي أهمية «تعزيز دور المرأة في هذه المرحلة للانتقال إلى مرحلة أخرى، حتى ينعكس أي إنجاز في أية دولة على الدول الأخرى»، مبدية استعدادها إلى التعامل ومد يد التعاون مع الجميع لتحقيق طموح المواطنين.