العدد 2458 - الجمعة 29 مايو 2009م الموافق 04 جمادى الآخرة 1430هـ

قاسم: سياسة التجويع لم تعد تجدي نفعا لدى الشعوب الواعية

مطالبا باحترام اللباس الإسلامي ومعانيه

قال الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس الجمعة بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز إن سياسة «تجويع الشعوب باتت سياسة غير مجدية في ظل وعي الشعوب ونمو العزة والكرامة لديها».

وبدأ قاسم حديثه الذي عنونه بعنوان «جوّع شعبَك يتبعك»، مشيرا إلى أنها «كلمة قالوها واتخذوا منها سياسة للشعوب والأمم، بحساب أن التجويع يسبب الذل والاستسلام، لكنه رقي الشعوب وعيا وعزة وكرامة يسقط صدق هذه الكلمة والسياسة المترتبة عليها، فكلما وعت الشعوب اكتسبت عزة وكرامة وأصالة، وليس كدين الله يمكن أن يمد النفس بكل هذا. فمن تدين دينا حقا، كان العزيز في النفس العالي الكرامة، والشعوب التي يصنعها الإسلام حقا هي شعوب متمسكة بكرامتها وعزتها في كل الظروف».

وتابع: جوع شعبك يتبع مكانه، جوع شعبك ينتفض عليك في ظل الكرامة والأصالة. والساحة العالمية اليوم، كلها، تقدمت وعيا ودخلها شعور من الشعور بالعزة والكرامة، وإن التجارب الإسلامية الجديدة لا تغذي العالم الإسلامي وحده بهذا وإنما يمتد عطاؤها إلى كل العالم... لقد جوعت الصومال، وأرادوا لها الذل وحاولوا أن يسحقوها سحقا إلا أنها أعطت رد فعل معاند استمر عشرات السنين، وبدأ الصومالي يقاوم بحق أو غير حق، بأسلوب صحيح أو غير صحيح، يقاوم عن ذاته وكرامته ويواجه أساطيل العالم. وكوريا الشمالية، حوصرت، وأريد لها أن تتحول كلبا تابعا، إلا أنها تمردت، واضطر العالم الاستكباري يبحث عن طريق لمعالجة الوضع، وليس خوف المستكبرين من حرب كوريا الشمالية على جوع الشعب فالشعوب لا تهم المستكبرين، وإنما الخوف من جوع أكبر قد يهدد العالم ويقوض أمن المستكبرين كلهم».

وانتقل قاسم للأوضاع في العراق قائلا: «في العراق فساد مالي وإداري مستشر كما يقولون، وفي العراق لجنة للنزاهة لمتابعة الفساد وتصدر مذكرات توقيف ومحاسبة... ليس كل من اتهم فاتهامه صحيح. وظاهرة الفساد المالي والإداري ليست ظاهرة مقصورة على العراق ولكل البلاد الإسلامية منها نصيب كبير، ولكن لا توجد في أي بلد لجنة للنزاهة».

وتطرق قاسم إلى اللباس الإسلامي وأهميته قائلا: «لباس الناس متعدد، له ألوان وأشكال وهو على أزياء مختلفة، والمهم ليس هذا ولكن هنا يطرح سؤال: هل اختلاف اللباس عند الناس يقف عند المظهر أو هو تعبير عن شيء آخر؟ ووراء اختلاف الناس مظهرا اختلاف مخبر، اختلاف بيئي، قومي، ديني، ذوقي، مستوى نفسي، وقار نفس، ميل للصبيانية أو تعلق بالرجولة، ميل للذكورة من أنثى أو ميل للأنوثة من الذكر، اعتدال، التزام، تبذّل، تخل عن الضوابط، عناية أو بعثرة، تكلف أو اعتدال. واللباس لغة عملية عن مكونات معنوية للشخصية وهي عنوان خارجي على نوع الداخل».

وقال: «من يريد أن يلتحق بوظيفة أو جامعة، وخصوصا للوظائف العليا، تطلب مقابلته، ومن بين ما تطلبه الموافقة على الهندام، وبعض الوظائف تطلب موافقة اللباس للغرب، ومؤسسة أخرى تتطلب ذوقا إسلاميا، وقدرة على احترام شخصيتك، وعلى ذوق من ذوق درجة الرجولة وليس الصبيانية، وما ليس حسنا هنا من الزي يكون هناك وبالعكس ونحن مسلمون(...) الياباني يلاحظ كل مكونات بيئته وذوقها، ويأتي لباسه من وحي ثقافته وبيئته ومكونات قوميته... كل قومية وكل أهل دين تنعكس القومية لديهم والدين ومكونات البيئة على ما يرضون من لباس وما ليس يرضون».

وتابع «بالنسبة إلى المسلم، أليس له هويته، والإسلام حريص على الوقار وحريص على تأصيل الشعور بالرجولة في نفس الرجل، والشعور بالأنوثة في نفس الأنثى».

وأكد أن «المسألة ليست مسألة سطحية مفصولة عن الطابع الخلقي وعن طابع الوقار. وقارنوا بين مسجدين، مسجد المصلون فيه بعشرات الألوف، بلباس بقدر ما يستر العورة، والنساء لباسهن وإن كان الشيء ساترا ولكن يميل بلغته إلى ما يكشف عن نفس تريد أن تغري الآخر! وبين مسجد آخر المصلون فيه يلبسون - كلهم - ما نسميه الغترة والثوب والعباءة، عشرات الألوف كلهم بالثياب المعتادة والعباءة، وقارنوا بين هذين الجمعين؛ هل اللغة التي يتحدث بها المسجد الأول بزي أتباعه هي نفس لغة المسجد الثاني؟».

ونوه قاسم إلى أن «اللباس باب من أبواب الغزو الثقافي الهادئ غير المثير، هو غزو بلا ضجيج ولا يثير حفيظة الآخر، ولا يقابل في أوساط الكثيرين بالمقاومة... وهو غزو يتسلل إلى أوساط كل أمة ليغيرها وبصورة لا كلفة فيها. وهناك أحكام بخصوص اللباس في الإسلام، خصوصا في الإسلام، ومن الحرمة لبس الحرير، وحرمة الذهب، وتأتي كراهة الاتزار فوق القميص».

العدد 2458 - الجمعة 29 مايو 2009م الموافق 04 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً