العدد 3156 - الخميس 28 أبريل 2011م الموافق 25 جمادى الأولى 1432هـ

يحبّها ولا يستطيع العيش معها!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أعرف بعض النّاس من يحبّون ويخلصون ولكنهم لا يستطيعون العيش مع من يحبّونهم، لأسباب كثيرة، منها عدم وجود التفاهم ولغة الحوار بين بعضهم البعض، ومنها كثرة المشكلات وتفاقمها بينهم، وقد يكون السبب كامناً في عنصر التنافر «موجب موجب - سالب سالب».

وهذه الفئة من الناس نحزن من أجلهم، إذ إننا نعلم عظم الحب الذي يحمله كل طرف للآخر، ولكن ليس هناك شيء كامل، فما قد نراه جميلاً متناغماً في يوم ما، قد يخفي تحت طيّاته تنافراً قويّاً لا يستطيع أحد شبكه مرّة أخرى.

وحتى يرجع التناغم أو لإيجاده إن لم يوجد، لابد من الطرفين التضحية، وقد تكون التضحية عظيمة لأجل من تحب، وعلى درجة من التعقيد، ولكن لكل شيء أولوياته، وخاصة في الحب وفي قصص المحب، يأتي الحب الدافئ الشديد كأولوية لإيجاد هذا التناغم وذلك التجانس!

وعليه فإنّ البحرين هي الحبيبة وهي المعشوقة، ونحن لها محبّون، ولكن هناك بعض الأحبّة من لا يستطيع العيش معها بعد الأحداث، ونقول لهم: لابد لكم من التناغم مرّة أخرى مع هذه الحبيبة، فهي دافئة وقد بلعت الهم تلو الهم، وواجهت انقساماً بينها وبين محبّيها، وآن لنا الأوان لإرجاع المياه إلى مجاريها، وإن كانت الغصّة ما زالت موجودة.

هذه البحرين... إنّها تنازلت عن الكثير من أجلنا، وقد شقت حتى نعلو، وكانت نعم الحبيبة عندما نهلنا من خيرها، فكيف لنا لا نستطيع العيش معها في ظل هذه الظروف المظلمة التي نعيشها معها؟

وعليه فإنّ خير ما نقوم به في هذا اليوم الدعاء لإرجاع الحبيبة إلى من يحبّها بدون مشكلات وألم وظلم، ومن بعد ذلك نعمل ونضع الأيادي متشابكة مع بعضها البعض، لكي نعوّض ما خسرناه، فخسارة البحرين هي خسارتنا، ولا نتمنّى لحبيبتنا أي خسارة.

عشنا ظروفاً حالكة في داخل كل بيت بحريني، وعند كل مدخل لقرية أو مدينة، عندما اقتتل الرجال وهم من نفس الدم والعادات والتقاليد، لمجرّد اختلاف الفكر، وحان الوقت لنترك هذه الأمور وراء ظهورنا ونسعى من أجل حبيبتنا البحرين.

يحبّها ولا يستطيع العيش معها، جملة تحكي واقع قصص كثيرة في حديث العاشقين، وهل هناك أجمل من عشق الوطن وتشبيهه بالحبيبة التي نحبّها ولا نستطيع العيش معها، كلا الحالتين تثير المشاعر وترهق القلب، فالحبيبة والوطن وجهان لعملة واحدة، فهل وصلت الرسالة. وجمعة مباركة

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3156 - الخميس 28 أبريل 2011م الموافق 25 جمادى الأولى 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً