العدد 1313 - الإثنين 10 أبريل 2006م الموافق 11 ربيع الاول 1427هـ

الدوسري حاول الانتحار 12 مرة

محامو غوانتنامو:

كشف محامو المعتقلين البحرينيين الثلاثة في غوانتنامو (جمعة الدوسري، عيسى المرباطي، وصلاح البلوشي) أنهم سيلتقون مسئولي وزارة الداخلية غداً (الأربعاء) لبحث آخر التطورات بشأن المعتقلين والسبل الممكنة لإطلاق سراحهم بشكل دبلوماسي.

وكشف المحامون عن مراسلات جرت بينهم وبين وزارة الخارجية البحرينية في فبراير/ شباط الماضي طالب فيها المحامون الحكومة بالتحرك السريع لاسترجاع المعتقلين الثلاثة بعد أن نقلت إليهم أوضاع المعتقلين وسوء حالتهم، مشيرين إلى أن وزارة الخارجية ردت عليهم بأن التحرك الرسمي مستمر لتحسين أوضاع المعتقلين واسترجاعهم.

كما كشف المحامون في المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس في جمعية المحامين بالتعاون مع منظمة العفو الدولية - فرع البحرين ومركز البحرين لحقوق الإنسان عن أن الدوسري حاول خلال السنوات الأربع الماضية - مدة اعتقاله في غوانتنامو - الانتحار 12 مرة، وفي يده الآن 14 غرزة جراحية نتيجة محاولته تقطيع أوردته بموس حلاقة.


البلوشي كان في الموقع الخطأ والوقت الخطأ... محامو «غوانتنامو»:

الدوسري حاول الانتحار 12 مرة والمرباطي آخر من فك الإضراب

العدلية - هاني الفردان

كشف محامو المعتقلين البحرينيين الثلاثة في غوانتنامو (جمعة الدوسري، عيسى المرباطي، وصلاح البلوشي) عن أن الدوسري حاول خلال السنوات الأربع الماضي مدة اعتقاله في غوانتنامو الانتحار لاثنتي عشرة مرة، وفي يده الآن فقط أربع عشرة غرزة جراحية نتيجة محاولة قطع أوردته.

وأكد المحامون أن المرباطي من ضمن آخر أربعة أشخاص فكوا إضرابهم عن الطعام في يناير/ كانون الثاني الماضي وذلك بعد أن بدأ الإضراب عن الطعام في معتقل غوانتنامو في منتصف العام الماضي نتيجة سوء المعاملة والمطالبة بإطلاق سراحهم لعدم وجود أي تهم ضدهم.

وقال المحامون في المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس في جمعية المحامين بالتعاون مع منظمة العفو الدولية فرع البحرين ومركز البحرين لحقوق الإنسان إن البلوشي كان من المفروض أن يكون أول من يطلق سراحه لعدم إثبات أي تهمة عليه.

وتمنى المحامون أن تتكلل جهود الجهات الحكومية البحرينية والمجتمع المدني بعودة الثلاثة الباقين إلى وطنهم في أقرب فرصة، مشيرين إلى أنهم يعقدون الأمل حالياً على الجهود الدبلوماسية والتحرك من أجل الضغط على الإدارة الأميركية للإفراج عن المعتقلين بعد أن صدر قانون أميركي جديد يحظر على معتقلي غوانتنامو رفع دعاوى أمام المحاكم الاميركية.

وأشار المحامون إلى أنهم ينتظرون الآن قرار المحكمة العليا في الطعن الذي قدموه ضد القانون الجديد، مؤكدين ان القرار سيتضح في منتصف العام الجاري.

الدوسري من أسوأ إلى الأسوأ

وفضل المحامون الشرح عن كل معتقل على حدة، إذ أكدوا أن وضع جمعة الدوسري الصحي والنفسي مقلق جداً، وهو ينتقل من سيئ إلى أسوأ، مشيرين إلى أن جمعة يوضع الآن في أسوأ زنزانة وهي رقم خمسة في غوانتنامو والتي يعاني فيها من الوحدة والعزلة ليس فقط عن أهله وأحبائه ووطنه بل حتى عن المعتقلين الآخرين في المعتقل نفسه.

وأكد المحامون ان سجناء آخرين يعاملون بالطريقة نفسها التي يعامل بها الدوسري، إذ إن الدوسري ليس استثناء عن البقية.

وأضافوا أنهم يزورون المعتقلين كل ثلاثة شهور للإطلاع على أوضاعهم وفي كل زياراتهم كانوا يلاحظون سوء حال الدوسري وانهياره النفسي وإيمانه بعدم الخلاص من المعتقل ولذلك كان يحاول الانتحار لأكثر من مرة.

وقال المحامون إنه خلال زياراتهم للدوسري كان يخبرهم بشعوره بالوحدة واليأس، وفي إحدى المرات أراد الذهاب إلى الحمام ولكنه حاول الانتحار في تلك المرة وشاهدنا الموقف بأكمله، وعندما زرناه في المرة المقبلة أعتذر لنا وأكد أنه كان يريد أن ينقل لنا الحال المأسوية التي وصل لها مع زملائه في المعتقل.

وأشار المحامون إلى أنهم عندما رجعوا إلى الولايات المتحدة طالبوا الإدارة الأميركية بإخراج جمعة الدوسري من السجن الانفرادي والسماح له بالتحدث مع أهله عبر الهاتف وإعطائه بعض الكتب لتنشيط ذاكرته وإخراجه من عزلته إلا أنهم رفضوا ذلك، كما أن القضاء الاميركي لم تعد له سلطة على ذلك أيضاً.

وأضاف المحامون أنهم في الزيارة الثالثة إلى غوانتنامو حاولوا إقناع الدوسري بالتخلي عن فكرة الانتحار، إلا أنه لم يتفهم لهم، معبرين عن قلقهم الشديد من نجاح إحدى المحاولات التي قد يقدم عليها خصوصاً وانه بدأ في استخدام موس الحلاقة للانتحار.

ورداً على سؤال من أين للدوسري بموس الحلاقة؟ رد المحامون بأنهم يستغربون أيضا من ذلك، إلا أن حراس غوانتنامو اتهموا المحامين بتهريب الموس لجمعة لمساعدته على الانتحار.

كرسي العقاب والمرباطي

وأكد المحامون صعوبة الحديث عن المرباطي وما يعانية، إذ إن موقفه وحاله النفسية والجسدية لا تختلف كثيراً عن زملائه الباقين، وان عيسى المرباطي كان من ضمن المضربين عن الطعام في غوانتنامو حتى يناير 2006، وهو من ضمن آخر أربعة فكوا إضرابهم نتيجة استخدام كرسي جديد للتعذيب والتغذية الإجبارية للمعتقلين.

وأشار المحامون إلى أن الإضراب عن الطعام بدأ في سبتمبر/ أيلول 2005 بـ 131 مضرباً عن الطعام، ثم تقلص العدد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي إلى 85 مضرباً، حتى وصل في فبراير/ شباط الماضي إلى أربعة فقط.

وأكد المحامون أن السؤال الذي فرض نفسه لماذا تقلص العدد على رغم أنه لم يوعد المضربون بشي ولم تصحح اوضاعهم؟ مشيرين إلى أن أوامر صدرت بالضغط على المضربين بأية وسيلة من أجل أن يفكوا إضرابهم وتمت ممارسة أبشع أنواع التعذيب بحقهم بالإضافة إلى استخدام كرسي جديد للتغذية الإجبارية والتي تسبب للمعتقلين آلاما شديدة في المعدة.

وقال المحامون إن عدداً كبيراً من المضربين تراجعوا عن الاضراب عن الطعام بعد أن استخدمت الإدارة الأميركية في غوانتنامو أسلوباً جديداً لإجبار المضربين على تناول الطعام، وذلك من خلال كرسي خاص استوردته من شركة خاصة لتقييد المعتقلين واجبارهم على تناول الطعام عبر الأنابيب التي توضع في الأنف، والتي تسبب آلاما شديدة للمعتقلين، وتجعلهم كثيري التقيؤ.

وأضافوا: ان «الإدارة الأميركية استوردت نحو 25 مقعداً في الفترة ما بين ديسمبر ويناير الماضيين من الشركة التي أعلنت ذلك على موقعها الالكتروني، إلا أن الإدارة الأميركية أنكرت ذلك». مشيرين إلى أن «المضربين عن الطعام أجبروا على استخدام الكرسي في كل أمورهم بعد ربطهم به، ومن ذلك التنقل من مكان إلى آخر وخصوصاً في حال التوجه إلى قضاء الحاجة».

وأكد المحامون أن القائمين على غوانتنامو هددوا المعتقلين بالاستمرار في استخدام الكرسي الجديد لتعذيب المضربين عن الطعام في حال استمرار الإضراب، ما أدى إلى تراجع عدد كبير من المعتقلين عن الإضراب نتيجة سوء المعاملة. موضحين أن القوات الاميركية لم تقم بمثل هذه التصرفات من اجل المحافظة على أرواح المعتقلين وضمان سلامتهم بل من أجل الضغط عليهم لفك إضرابهم عن الطعام.

البلوشي ليس خطراً

وتطرق المحامون إلى صلاح البلوشي والذين يرون أنه لا يمثل أي خطر على أمن الولايات المتحدة الاميركية، مشيرين إلى أنهم كانوا يعتقدون أن البلوشي سيكون من أوائل من يطلق سراحهم من غوانتنامو لعدم وجود أي دليل يثبت حربه على التحالف كما أنه كان في أفغانستان قبل حوادث سبتمبر.

وأكد المحامون أنه لا يوجد أي سبب يستدعي الاستمرار في اعتقال البلوشي حتى الآن، إذ إنه لا يعرف أي شيء عن الإرهاب، ومشكلته الوحيدة أنه وجد في الموقع الخطأ والوقت الخطأ.


«الخارجية» أكدت لهم استمرار التحرك الرسمي

محامو غوانتنامو يلتقون «الداخلية» غداً

أكد محامو غوانتنامو أنهم سيلتقون مسئولي وزارة الداخلية غداً (الأربعاء) لبحث آخر التطورات بشأن المعتقلين البحرينيين الثلاثة الباقين والسبل الممكنة لإطلاق سراحهم بشكل دبلوماسي. وكشف المحامون عن مراسلات جرت بينهم وبين وزارة الخارجية البحرينية في فبراير/ شباط، طالب فيها المحامون الحكومة بالتحرك السريع لا سترجاع المعتقلين الثلاثة بعد أن نقلت لهم أوضاع المعتقلين وسوء حالهم، مشيرين إلى أن وزارة الخارجية ردت عليهم بأن التحرك الرسمي مستمر لتحسين أوضاع المعتقلين واسترجاعهم. ودعا المحامون الحكومة البحرينية إلى زيارة المعتقلين للوقوف على أوضاعهم بشكل رسمي ومحاولة إيجاد حلول لهم كإعادتهم إلى البحرين ومحاكمتهم في حال إثبات ضلوعهم في أي عمل إرهابي أو إطلاق سراحهم كما حدث للثلاثة الذين من قبلهم

العدد 1313 - الإثنين 10 أبريل 2006م الموافق 11 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً