حظى فيلم «يونايتد 93» بكثير من التغطية الصحافية في بريطانيا أمس الأول على رغم انه حتى الآن لم يعرض في معظم دور السينما في العالم بما فيها البحرين، إلا أنه يتوقع ان يشهد اقبالا كبيرا كونه يعد أول فيلم سينمائي يطرح جزئية من حوادث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001.

الفيلم يستعرض دقيقة بدقيقة ما حدث للطائرة رقم 93 التابعة لشركة «يونايتد أيرلاينز» والتي لم تصل إلى وجهتها المقررة كما لم تضرب أيا من الأهداف الحيوية التي كان يراد لها أن تصطدم بها لكن بدلا من ذلك اتجهت الطائرة المخطوفة إلى الأسفل لتتحطم ويقتل كل من كان عليها.

الصحف البريطانية ومنها «الاندبندنت» اسمت تغطيتها للفيلم بـ «شجاعة في يوم الموت» متسائلة: هل من المبكر للغاية صنع فيلم يستعرض ما جرى للطائرة الرابعة التي اختطفت يوم الحادي عشر من سبتمبر؟ فالفيلم كما قالت الصحيفة المذكورة يدور حول البطولة التي تبدت في يوم مشئوم بالموت والكراهية ولهذا السبب فإن الشعب الأميركي سيحتضن هذا الفيلم.

لقد تسنى عرض الفيلم في دعوة خاصة لعائلات ضحايا الطائرة المنكوبة في نيويورك بحسب مراسل صحيفة «التايمز» البريطانية الذي أشار أيضا الى تصريح الممثل المغربي عمر بردوني الذي قام بدور أحد خاطفي الطائرة في الفيلم، قائلا إن «الجمهور العربي لن يعتبر الفيلم تخليداً للإرهابيين الذين قاموا بهذا العمل. فالجمهور العربي لا يعتبر هؤلاء الناس (الخاطفين) ممثلين عن العرب أو المسلمين».

ونحن بدورنا نسأل إن كان اغلبنا يستنكر ما حدث في سبتمبر 2001 عربا ومسلمين بمن فيهم الحكومات العربية التي على الدوام تكرر ذلك وتشين الأعمال الإرهابية بأشكالها والوانها في أكثر من فعل وقول، الا اننا نستغرب عندما نرى خروج مظاهرات في بعض الدول العربية تحمل صورا ويافطات تدعم رموزا هي واقعا داعمة لعمليات الإرهاب التي تدينها دول العالم أجمع بل وتحاربها تحت بند مكافحة الإرهاب وفي ظل اتفاقات دولية وقعت في هذا الشأن.

الأمر الذي يثير الحيرة عندما نجد صمتا مطبقا عند بعض الأنظمة ازاء ذلك على رغم الاستنكار الدولي لتلك الرموز الداعمة للارهاب. ان فيلم «يونايتد 93» لن يكون أي فيلم سينمائي عادي بل انه يعبر عن حدث مازالت وقع أثاره مستمرة في بقع مختلفة من أرجاء العالم فنحن لا نستطيع ان نتحدث عن نشر سلام حقيقي ونصحح من صورة العرب والإسلام أمام مرأى العالم إن كان البعض في مجتمعاتنا العربية والاسلامية يمجد رموز الإرهاب ويعتبرهم أبطالا