العدد 1332 - السبت 29 أبريل 2006م الموافق 30 ربيع الاول 1427هـ

محنة الصحافة في البحرين

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في الوقت الذي احتفلت دبي بتكريم ثلة من أبرز الصحافيين العرب، في تكريس لأعراف جديدة على المنطقة العربية، كان البحرينيون يترقبون ما سيقرره النواب من مصير الصحافيين: الحبس أو الجلد، تخفيف العقوبة أو تغليظها!

ففي يوم الأربعاء الماضي، شهد منتجع جميرا دبي حفل توزيع «جائزة الصحافة العربية»، شارك فيه كبار الإعلاميين والكتاب من جميع أرجاء الوطن العربي. وهي مشاركة تنم عن ما تحظى به الجائزة من مكانة معنوية عالية، وهو ما انعكس على ارتفاع عدد المؤسسات العربية والعالمية الراعية للدورة الرابعة للجائزة، إلى عشر مؤسسات، ولأول مرة منذ تأسيسها.

الجائزة استقطبت هذا العام أكثر من 2400 مشاركة من مختلف وسائل الإعلام المكتوبة في العالم العربي، وتوزع على عدد من الحقول الصحافية: الاقتصادية، السياسية، الثقافية، الرياضية، البيئية، التحقيقات الصحافية، الحوار الصحافي، العمود الصحافي، تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى أفضل كاريكاتير وأفضل صورة.

هذا في دبي، فماذا عن البحرين؟ ألا يسوؤنا كبحرينيين أن يكرس البرلمان جلساته الأخيرة لمناقشة موضوع «حبس الصحافيين»؟ أليس من المخجل أن يتخذ الجماعة من قضية «حبس الصحافي» مادة للمساومة والابتزاز؟ وهل «الكتل» فرغت من إنجاز كل ما وعدت به الناخبين قبل 3 سنوات، لتتفرغ حالياً للعب في الوقت الضائع على قضية: «هل نخفف العقوبات على الصحافيين أم نغلظها»؟ هذا هو إنجازكم؟

هل يصدق الإعلاميون العرب المتجمهرون في جميرا دبي، أن 40 نائباً بحرينياً يناقشون في مطلع القرن الحادي والعشرين قضية «حبس الصحافيين»؟ هل يمكن أن يتخيل الإعلاميون العرب أن نائباً «إسلامياً»، كان مدرساً في الجامعة يدرس للطلاب مادة «الإعلام»، يدعو صحافيي بلاده إلى «عدم النظر إلى مشروعهم من زاوية سوداوية»؟ ولا ندري كيف يغيرون نظرتهم إلى مشروع ينتهي بهم إلى زنازين القلعة؟ هل يريدهم أن يصفقوا لهذا المشروع المتخلف، الذي يعيد للمجتمع الصحافي قيود «أمن الدولة» بعد أن تجاوز تلك المرحلة السوداوية وبدأ يتنفس نسائم حرية التعبير.

هل يمكن أن يستوعبوا المنطق الأعوج الذي ساقه لتبرير المشروع، بنصيحته للمجتمع الصحافي «عدم تغافل ما تم انجازه، فيما يتعلق بتغريم أي شخص يتعدى على الصحافي»، باعتباره «مكرمة» تفضل بها على الصحافيين!

هل يمكن أن يتخيل الإعلاميون العرب في جميرا دبي، أن 3 من أعضاء كتلة «إسلامية» في لجنة الخدمات، يقفون في الليل مع حبس الصحافي، وفي النهار يتبرأون من هذا الموقف الذي يخجلون منه؟

وهل يمكن أن يقبل الإعلاميون العرب «ان هناك شعوراً مترسخاً لدى النواب ان هذا القانون من أهم مرتكزات العملية الديمقراطية الذي يتيح توسيع هامش حرية التعبير»، كما نقل أحد «كبار رجالات المجلس»! وهل يمكن أن يتخيلوا أن غالبية النواب هنا قلبها يهش فرحاً لموضوع حبس الصحافي، وكأن بينها ثارات بدر وخيبر!

الصحافة اليوم مستهدفة في البحرين، في ظل تقصير النواب في القيام بدورهم الرقابي والتشريعي، ولأن الصحافة هي التي كشفت تلك الحقيقة التزاماً بدورها الرقابي، وألقت الضوء على هزال أدائهم، فلابد من يوم اغتنام هذه الفرصة لأخذ بالثأر.

في دبي يوزعون الجوائز تكريما للصحافة العربية، وفي البحرين يهددونها بتغليظ العقوبات والحبس والجلد كما يجلد الزناة

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1332 - السبت 29 أبريل 2006م الموافق 30 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً