قال رئيس جامعة البحرين إبراهيم جناحي: «إن عودة طلبة وموظفي الجامعة إلى مواقعهم بدءاً من يوم الأحد الماضي، كلفت الجامعة ما يقارب المليوني دينار بحريني، وذلك لتهيئة المباني المتضررة وتعزيز الإجراءات الأمنية لضمان عدم تكرار ما حدث وإعادة جدولة الدراسة في الجامعة».

وأوضح جناحي في تصريحات صحافية لوكالة أنباء البحرين أمس الإثنين ( 16 مايو/ أيار 2011) أن الكلفة المباشرة لإصلاح ما تم تخريبه من مبانٍ ومنشآت خلال الأحداث المؤسفة التي مرت بالجامعة في مارس/ آذار الماضي بلغت 350 ألف دينار، إلا أن ما تم اتخاذه من إجراءات أمنية واحترازية لضبط الأمن في الحرم الجامعي خلال اليوم الدراسي قد فاقت هذه الكلفة بمرات». وأشار إلى أن إدارة الجامعة لجأت إلى توظيف 30 عنصر أمن إضافيين ضمن دائرة الأمن والسلامة، كما ارتأت تركيب كاميرات مراقبة أمنية في جميع المباني من الداخل والخارج على خمس مراحل لضمان أعلى مستويات الأمن للطلبة.

وقال: «قامت إدارة الجامعة أيضاً بتشييد أسوار داخلية لتعزيز حماية الجامعة على امتداد أربعة كيلومترات، وحرصت على تعزيز مواقع أمن الجامعة عند البوابات بتزويدها بأجهزة للكشف عن المعادن، وبناء كبائن لموظفي الأمن، فضلاً عن إصدار بطاقات تعريفية لجميع الطلبة والموظفين، إضافة إلى الكثير من الإجراءات والإضافات التي أدخلت على المباني والمنشآت في هذه الفترة التي قضاها الطلبة بعيداً عن جامعتهم لما يقارب الشهرين، وزيادة على ذلك تم تغيير مواعيد الدراسة بما يعني دفع رواتب إضافية لفترة الصيف».

وأضاف: «إن الكلفة المباشرة لترتيب عودة الدراسة في الجامعة حوالي المليوني دينار، وإذا ما أضفنا إليها الكلف غير الملموسة، وهي عكوف العمال والموظفين طيلة هذه الفترة على تنفيذ أعمال إضافية لم تكن ضمن اختصاصاتهم اليومية لزادت هذه الكلفة».

وأكد أن الأمور في الجامعة، وبفضل تعاون الطلبة وتجاوبهم، مرت بسلاسة كبيرة، وعلى الرغم من أن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها إدارة الجامعة، سببت بعض التعطيل للطلبة، إلا أنها تصب في المقام الأول والأخير في خدمة الطالب، كما أن مرور أول يوم لعودة الطلبة إلى مقاعدهم الدراسية، يرسل ببشارات خير لما رأيناه من ردة فعل لدى الطلبة، و أن هذا الأمر لهو انعكاس ومؤشر واضح لمدى انتشار الأمن والسلامة في جميع مؤسسات المملكة.

يذكر أن جامعة البحرين قررت يوم الخميس الماضي في اجتماع مجلس أمنائها عودة الطلبة على شكل دفعات، و كان أولها يوم الأحد ( 15 مايو/ أيار2011) إذ شهد عودة طلبة كلية تقنية المعلومات وكلية الحقوق بالإضافة إلى كلية الهندسة، فيما يشهد اليوم الثلاثاء عودة طلبة كلية إدارة الأعمال والعلوم وأكاديمية التربية الرياضية والعلاج الطبيعي، أما يوم الخميس المقبل فسيشهد عودة طلبة كلية الآداب وكلية التعليم التطبيقي وكلية البحرين المعلمين.

طلبة إدارة الأعمال والعلوم يعودون إلى مقاعدهم الجامعية اليوم

يعود اليوم الثلثاء (17 مايو/ أيار 2011) كل من طلبة كليات إدارة الأعمال والعلوم وأكاديمية التربية الرياضية والعلاج الطبيعي إلى مقاعدهم الجامعية في جامعة البحرين، على أن يعود زملاؤهم من طلبة كليات الآداب والبحرين للمعلمين والتعليم التطبيقي يوم الخميس المقبل.

هذا وعاد يوم أمس الأول الأحد (15مايو 2011) كل من طلبة كليات الهندسة وتقنية المعلومات والحقوق.

إلى ذلك، ذكرت إحدى الطالبات الجامعيات لـ «الوسط» يوم أمس الإثنين (16 مايو 2011) أن كثيراً من الطلبة يفكرون جديّاً في الانسحاب نظراً إلى التشديدات الأمنية في الجامعة، لافتة إلى أن الجامعة مليئة بالكاميرات، منتقدة وضع أسوار حول الكليات الأمر الذي يصعب الوصول إليها. وقالت: «مازلنا في شهر مايو ولم يشتد الحر ومع زيادة درجة الحرارة سيصعب علينا التنقل بين المباني بهذه الطريقة»، مطالبة إدارة الجامعة بإيجاد حل والسماح باستخدام السيارات للوصول للكلية.

وأكدت أن جميع الطلبة مع ضمان سلامة الحرم الجامعي وسلامة الجامعيين وأن التركيز على حمايتهم أمر جيد ولا بد من بعض الإجراءات، مستدركة أن وضع كاميرات في مسجد الصلاة فضلا عن وضع أسوار حول الكليات من شأنه أن يسبب توترا للطلبة.

وفيما يتعلق بالمقررات، ذكر طالب في كلية الحقوق أن هناك تعاوناً بين الأساتذة والجامعيين لمحاولة استغلال الوقت وإنهاء المقررات في الوقت المناسب ولا سيما أنه من المقرر أن تنتهي امتحانات هذا الفصل في موعد أقصاه 28 يوليو/ تموز 2011 على أن تبدأ إجازة الأكاديميين اعتباراً من الاثنين الأول من أغسطس/ آب المقبل.

ورأى ضرورة أن تركز إدارة الجامعة على تدشين ندوات وفعاليات في أوقات الفراغ تتعلق بتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية والبعد عن الاحتقانات والشحن وذلك خدمة لسير العملية التعليمية من جهة وللحفاظ على النسيج الاجتماعي من جهة أخرى على حد قوله.

يذكر أن الدراسة توقفت اعتباراً من 13 مارس/ آذار الماضي على إثر الأحداث التي شهدتها جامعة البحرين، في الوقت الذي قرر مجلس أمناء جامعة البحرين عودة الطلبة بشكل تدريجي اعتباراً من يوم الأحد 15 مايو 2011