العدد 3174 - الإثنين 16 مايو 2011م الموافق 13 جمادى الآخرة 1432هـ

الحلم والذاكرة والغياب في الرواية المغربية

في إطار أنشطته الثقافية المتواصلة نظم «مختبر السرديات» بتنسيق مع ماستر الدراسات الأدبية والثقافية بالمغرب لقاءً ثقافياً، دارت فصوله حول موضوع: «تخييل التاريخ في الخطاب السردي الروائي المغربي»، يوم الجمعة (13 مايو/أيار 2011)، بقاعة المحاضرات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء؛ وقد أدارت الباحثة مستحية القاسمي أشغال الندوة التي عرفت مشاركة أربع باحثات حاولن إلقاء الضوء على أدب يرتبط بالتاريخ، يغوص بنا بعيداً في الذاكرة والغياب.

الورقة الأولى في اللقاء قدمتها الباحثة نادية شفيق، حول رواية «حب على رصيف القرويين» للكاتبة زبيدة هرماس، عنونتها بـ «تاريخية البطل وإشكالية البطل التاريخي»؛ إذ ترى الباحثة أننا إزاء مغامرة فنية جديدة هاجسها الانتقال من الرواية بوصفها سرداً لما حدث، إلى الرواية بوصفها بحثا في ما حدث وتأويلاً له، عبر تقنيات تستثمر إمكانات الرواية التقليدية وتتحرر منها في آن واحد. فقد أفصحت الروائية زبيدة هرماس عن رؤيتها التي تتشابك فيها التجارب وتتجاذب فيها الأحداث، متخذة من التاريخ مادتها الأساسية لصوغ خيوط عملها الفني، فهي لم تنقل التاريخ بقدر ما ساوقته مع شخوصها مُعرجة عبر الذاكرة والتداعيات مستحضرة مناخات تلك المرحلة المشكلة لبنية روايتها وشبكة علاقاتها بقصد رصد وفهم التبدل المتسارع، محاولة اقتحام عوالم مغايرة على مستوى الفكرة والحدث وآليات السرد، فتوسلت عبر كل ذلك تصوير الأمكنة كمسجد القرويين، وبناء المشاهد وتركيب الحوارات، ساعية خلف الرغبة في الإمساك بزمام دلالة الألفاظ، في قالب محبوك وهو ما طال الرواية؛ إذ تعمقت في الأمزجة وصاغت ردود أفعال شخصياتها ونزلت إلى تمفصلات المجتمع المغربي لتخلق نصاً إبداعياً ثمرته وحدة التجربة الإنسانية.

وقد اختارت الباحثة كريمة رضواني، «شمس الذكرى لا تغيب» عنواناً لمداخلتها التي تمحورت حول رواية «مسك الليل» لسعيد العلوي، معتبرة رواية مسك الليل مخزونا لذاكرة الكاتب الذي عاش على أمل توليدها في قالب روائي، مخزون مفعم بحمولات سياسية تاريخية، يحملها الكاتب في مخيلته ليصور انطلاقا منها واقعه التاريخي، واقع عاشه مجتمعه في فترة معينة، كما رسم فيها جغرافية وعلائق بلده الذي شكل قيمة وأصبح ذو وزن عند غيره من الفرنسيين الذين استفادوا من خيراته و طبيعته ورجالاته، كل ذلك انطلاقاً من تطرقه لمجموعة نقط أبرز من خلالها الوضع السائد آنذاك.

وترى الباحثة أن الكاتب لم يعين بطلاً لروايته، فكل شخوص الرواية أبطال رجالاً ونساء وأطفالاً؛ وما هذا في نظرها إلا دليل على الدور البطولي الذي لعبه معظم المغاربة في مرحلة الاستعمار.

تلت، بعد ذلك، الباحثة حسنى كرون مداخلتها تحت عنوان: «نفحات الذاكرة في رائحة المكان» لعبدالإله بلقزيز، وهي ترى أن الرواية سيرة أدبية تعريفية لأهم الأجناس الكلامية ولأهم المفاهيم البلاغية مثل البيان النظم والسجع والنثر والشعر والكتابة والقراءة وأيضاً للمفاهيم الفلسفية مثل الوجود الحياة والحرية فرائحة المكان هي فعل للتذكر، واسترجاع لزمن ولى من ومضات حياة مليئة بالأحداث وصلتنا عبر الكلام الجميل الذي يرصع اللغة ويهتم بجماليتها وأسلوبها؛ ما يتعذر معه التمييز في الرواية بين النثر والنظم.

الورقة النقدية الأخيرة بشأن رواية: «ذاكرة الغياب» لعبدالعزيز كوكاس، قدمتها الباحثة سميرة مترجي، بعنوان: «ذاكرة الغياب:سمفونية الذات والعشق والرحيل»، معتبرة الرواية تجربة إبداعية تثير الجدل والتساؤل بشأن البوح والعشق والرحيل.

وقد خرجت ذاكرة الغياب، بحسب الباحثة، من أسرار السائد والكائن واتجهت إلى آفاق مغايرة لتعلن العصيان والتمرد على القيم؛ فالرواية تمتلك قدراً هائلاً من الوهج والمشاغبة، والحركة والحزن والجمال، والعذاب والغياب

العدد 3174 - الإثنين 16 مايو 2011م الموافق 13 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً