دعتني إحدى الأخوات إلى أحد الأمكنة الجميلة في البحرين، وما إن جلسنا حتى خرجت تلك الفتاة الأسترالية «ليزا مورغن»، تغنّي لنا بصوتها العذب، صوتٌ يدخل القلب ولا يخرج منه.

أغنية لها جعلتني أستعيد الذكريات الجميلة التي كانت في الماضي، وأغنية أخرى جعلتني أبكي، وكانت آخر أغانيها تناشد التفاؤل، فرسمنا جميعاً بسمة في قلوبنا ووجوهنا، هذه المغنّية استطاعت الوصول إلى العالم الآخر في أذهاننا، ولم نستطع الخروج منه إلا مع بداية اليوم الثاني.

المعروف عن «ليزا» أنّها مثّلت بلدها في أكثر من محفل، وأوصلت رسائل جمّة عبر صوتها الشجي، بل ولم تتوقّف عند ذلك، إذ غنّت في محافل خيرية لجمع التبرّعات من أجل قضايا مهمّة تخدم المجتمع.

للأسف الشديد، ليزا سترحل من البحرين، وسيرحل صوتها بعد مضي فترة طويلة تطل بها علينا بصوت عذب، يخترق القلوب قبل الآذان، وسيرحل من بحريننا بعض الجمال الذي لا نريد منه الرحيل.

لا أدري لماذا يحرم البعض نفسه من هذه الأصوات الجميلة؟! ولا يحاول الاستمتاع بالموسيقى والغناء الراقي، اللذين يجلبان طاقة إيجابية غريبة، تجعلك ترى العالم بمنظور آخر غير ذلك المنظور السوداوي.

في بعض الأحيان وخاصة في هذه الأيام السوداوية التي نعيشها في وطننا، نحتاج إلى الأغاني وإلى الموسيقى وإلى الأصوات الجميلة، حتى نجعل حياتنا تخلو من اللون الرمادي، ولنزهّيها بالألوان الأخرى الجميلة التي كادت تذهب عنّا.

نعتقد أنّ رجوع الموسيقى إلى المدارس أمرٌ ضروري، ورجوع الدراما إلى خشبة المدارس يُعَدُّ أمراً أهم كذلك، فلا حياة يدخلها الحب دون دخول الموسيقى، إنّها نبض للحياة الجديدة المتجدّد، فهل نشهد ذلك بمدارسنا الحكومية في المستقبل القريب؟ بعد أن غابت عن مدارسنا الآلات الموسيقية والحب والعطاء.

عندما يدخل الصوت الجميل في القلب، فإنّ كثيراً من الأمور قد تتغيّر... حياتك، نمط تفكيرك، وفي أحيان أخرى يتعدّل سلوكك، فلا تبخل على نفسك من صوت جميل يغيّر معالم البؤس والحزن لديك، فيبدلها بحبّ وحنان ورؤى أخرى للحياة. وجمعة مباركة