العدد 939 - الجمعة 01 أبريل 2005م الموافق 21 صفر 1426هـ

هل للبحريني أن يجلس على جبين الشمس؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

يوما من الأيام سافرت إلى الإمارات - وكعادتي - أحب أن التقي البحرينيين، تفاجأت بالشباب البحريني الذي يعمل في شرطة الإمارات، بعضهم قضى أكثر من 10 سنوات ونيف وسجلهم حافل بحسن السير والسلوك لكني لحظت ان الغربة أكلت شيئا من أفئدتهم. .. كذلك الأمر في الكويت فهناك عدد كبير من البحرينيين يعملون في الشرطة ويشعرون بالفخر والاعتزاز بذلك لأننا في الخليج شعب واحد في ست دول موزعين يجمعنا الهدف والطيبة. في البحرين بدأت الدولة وإن بسلحفائية في إشراك البحرينيين في العمل في الداخلية والقوة ولاشك أننا هنا نقدم وردة شكر إلى المسئولين ولكنا نطمح إلى ان يزداد العدد فهو لا يلبي كل الطموح. أنا مؤمن بأن البحرين ولادة - بتشديد اللام - لكن ذلك لا يستمر إلا إذا زرعنا الأمل في عيون شبابنا وهو يعتمد على عدة أمور، إرادة الحكومة وطموح الشباب وسعي الجميع إلى خلق أجواء التفاؤل بإذابة الجليد المتراكم طيلة هذه السنين. والشباب العربي يجب أن تخلق له أجواء التعليم والتربية والتشجيع أيضا ويجب أن يكون بمستوى التحدي وان يكون طموحه بعيدا في نيل المطالب مهما تأزمت الأوضاع والشهادة الأكاديمية سلاح العصر لو ضاق بك الوطن فلن يضيق بك كل هذا العالم وكما يقول توفيق الحكيم: "لا يوجد إنسان ضعيف ولكن يوجد إنسان يجهل في نفسه موطن القوة المعوضة". والإمام علي "ع" يقول: "أتزعم انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر". كل يوم نكتشف نابغة بحرينيا في حقول شتى: في الفنون، في الإعلام، في الصحافة، هناك في كندا بحرينيون أطباء كبار في أضخم المستشفيات وكذلك في أميركا وبريطانيا... وحتى في الجامعات. علينا دراسة علمية لأسباب "نزيف الأدمغة وهجرة العقول البحرينية للخارج"... بعض هؤلاء ذهب باختياره ولكن منهم من لم يجد تقديرا في الوطن. حتى على مستوى الإنشاد هناك نشيد وطني لفرقة الولاء كلماتها غاية في الوطنية... لماذا لا نأخذها ونعرضها على المسئولين فهي كلها حب وولاء للبحرين... يجب أن نعمل على تشجيع الطاقات وعندنا رسامون كبار والشيخ راشد آل خليفة مافتئ يشجع مثل هذه الطاقات وهو أعلم بالعدد المتزايد للفنانين البحرينيين، فلماذا الصحافة لا تسلط الضوء على الطاقات البحرينية... بعض المشروعات في حقول مختلفة في الفن والإعلام مشتركة وتصور الطيف البحريني هذه إضاءات يجب ان نسلط الضوء عليها أيضا. السؤال: كيف استطاع الرسام العالمي الاسباني بيكاسو ان يرسم 13500 لوحة وكيف استطاع شكسبير كتابة 37 مسرحية وكيف استطاع بيتهوفن أن يؤلف سمفونياته التسع؟ انها الإرادة والطموح. كيف استطاع الفارابي اختراع آلة القانون وان يؤسس ابن خلدون علم الاجتماع وان يخترع أبويونس المصري رقاصة الساعة وأبوحيان الكيمياء... انها العزيمة. وقديما قال المتنبي: إذاغامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم والشابي قال: ومن تهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر حتى الأسرة لها دور في خلق الطموح ووجود الإحباطات السياسية والاقتصادية لا يمنع من ان نتسلق سلم الطموح للجلوس على جبين الشمس. هل سمعتم عن أحمد زويل الحاصل علي جائزة نوبل في الكيمياء العام .,,1999 كان يكتب في دفاتره وعلى باب غرفته "الدكتور" أحمد وهو لم يزل طالبا في المراحل الدراسية وكان والداه يناديانه بـ "الدكتور أحمد". آباء وامهات يلقون بأبنائهم في الشارع ولا يعلمون عنهم شيئا لا في تعليم ولا غيره "ان اليتيم من له أم تخلت أو أبا مشغولا". وعلى ذكر الطموح، فعلى رغم خسارة منتخب البحرين من اليابان فإن شبابنا البحريني علمنا في الرياضة ما عجزنا عن ان نفهمه في السياسة وهذه الطاقات البحرينية من سالمين إلى طلال إلى حبيل إلى بيليه تعكس حقيقة وقدرات الشباب البحريني عندما يتعاون المسئول والمؤسسة والمواطن في خلق الابداع ويجب على نقاد الرياضة ألا يقسو على سالمين للهدف الخطأ فسالمين "الجوهرة السمراء" كان جزءا من اكتمال العقد الرياضي البحريني ولولا الرجل - بكسر الراء - ذاتها لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه وبين يديك عشرات النجوم من اللاعبين من بيليه إلى رونالدينيو إلى بيكهام إلى زيدان ألم تكن لهم أخطاء في مشاويرهم الرياضية... الذي يعمل لابد أن يخطئ إذا علينا ان نزرع الأمل في عيون ابنائنا. وعلى ذكر الطموح في العام 1970 قرر التلفزيون الأرجنتيني مقابلة فتى لم يتجاوز عمره 9 سنوات لأنهم سمعوا ان هذا الفتى يملك مهارات عالية وغير عادية في كرة القدم وكان الفتى هو دييغو ماردونا في الحي والحارة التي يلعب فيهما... سألوه عن امنياته، فقال: أريد أن ألعب في منتخب الأرجنتين... أريد ان أحقق معهم كأس العالم... أريد ان اكون أحسن لاعب. وبعد 16 عاما وفي العام 1986 تحديدا فاز المنتخب الأرجنتيني بكأس العالم بقيادة الأسطورة ماردونا. هل تعلمون ان رئيس أميركا السابق كلنتون ابن لأرملة فقيرة وابن قرية متواضعة وضحك عليه تلاميذ صفه واستاذه عندما قال ذات يوم: طموحي ان أعمل رئيسا لأعظم قوة على الأرض! وهتلر كان يتجول بعربته وهو طفل في الشوارع الفقيرة في ألمانيا. فعلا: الأمل خبز الفقير. والرسول "ص" يقول: "لو تعلقت همة أحدكم في الثريا لنالها". لن نعبأ بالعاصفة إذا بنينا بيوتنا على الصخور... ومن فتح مدرسة أقفل سجنا. وقديما قيل: إذا أردت ان تزرع لسنة فازرع قمحا وإذا أردت ان تزرع لعشر سنوات فازرع شجرة وإذا أردت ان تزرع لمئة سنة فازرع إنسانا. دعونا نتكاتف سلطة ومجتمعا لبناء الإنسان البحريني والأجيال المقبلة والله جعل في رأس المسئول والمواطن الياباني عقلا وكذلك في عقل المسئول والمواطن البحريني عقلا إذا التقيا فسنصنع المعجزة

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 939 - الجمعة 01 أبريل 2005م الموافق 21 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً