العدد 3211 - الأربعاء 22 يونيو 2011م الموافق 20 رجب 1432هـ

المرونة «الوفاقية» من الحوار

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ساد ما جاء في المؤتمر الصحافي الذي عقده القيادي الوفاقي خليل المرزوق، الكثير من المرونة والمسئولية. فبعد أن ألقى المرزوق الأضواء على الخلفية التاريخية للتطور السياسي خلال نصف القرن الماضي، عاد كي يعالج الأوضاع الراهنة، مستفيداً من تلك الإطلالة التاريخية في فهم تداخلات الحاضر القائم، دون أية إسقاطات ذاتية، وبعيداً عن أيِّ انحياز سياسي غير مبرر مصدره ردود انفعالية على تداعيات الأحداث على امتداد الأشهر الثلاثة الماضية.

تحاشى المرزوق لغة التصعيد أو الوعيد، واكتفى بتكرار استعداد «الوفاق» للمشاركة في الحوار، لكن بعد توافر بعض الشروط. كما لم ينسَ المرزوق موقف «الوفاق» من المعارضة، واكتفى، منسجماً مع سياق خطابه المرن، بإعطاء الجمعيات المتحالفة مع «الوفاق» الحق في اتخاذ ما تراه مناسباً لها، ويتفق مع ظروفها، لكنه لم يفته الغمز من قناة خطورة أية خطوة غير مدروسة، ربما تحمل في أحشائها بعض العواقب الوخيمة. حتى موقفه من «تجمع الوحدة الوطنية»، شابه بعض التميز الإيجابي المختلف بعض الشيء عن الخطاب الوفاقي الاعتيادي.

مرونة المرزوق، لا تعني أنها حركت «الوفاق» من خانتها التي تصر على التمترس فيها كي تبقي على نفسها، حتى الآن، خارج دائرة الحوار. المواطن العادي يستطيع أن يتفهم الدوافع التي، ربما تجبر، «الوفاق» على التمسك بمثل هذا الموقف، الذي يحاول أن يوازن بين مطالب الشارع السياسي الذي تمثله واحتقاناته، والاستحقاقات الوطنية وضغوطها. بمعنى آخر، يحاول الخطاب السياسي الوفاقي أن لا تدفعه مرونته، قبل أن يضمن بعض المكاسب الملموسة، إلى التخلي عن بعض الأوراق القوية التي لا تزال بين يدي الجمعية، ومن بين أهمها اعتراف الغالبية العظمى، بنفوذها القوي في صفوف شارعها الذي تنتمي إليه سياسياً.

لكن ربما يتطلب الموقف اليوم، بعض المرونة الراديكالية، إن جاز لنا القول، وهي المشوبة بالجرأة غير التقليدية التي غالباً ما يمارسها أحد أطراف القوى المختلفة حول قضايا ذات علاقة برسم مستقبل مجتمع برمته، في سياق بحثه عن أفضل الطرق، وأكثرها سهولة، من أجل إزاحة العقبات من أمام دعوة ذات أبعاد استراتيجية مثل تلك التي تلقتها «الوفاق» للمشاركة في «حوار التوافق الوطني»، الذي، وكما يبدو (الحوار) أنه المخرج الوحيد المتاح، وفي ظل الظروف السائدة، لانتشال البلاد من أزمتها التي تعيشها.

هذه المرونة ربما تقتضي من «الوفاق» أن تبادر إلى أن تخطو خطوة جريئة مدروسة نحو طاولة الحوارات، تكون مرتبطة بتقدم الحكم خطوة أخرى نحو «الوفاق»، كي يلتقي الطرفان في منتصف الطريق، وينزعا سوية فتيل قنبلة العلاقة المتشنجة بينهما.

هذا اللقاء، بقدر ما ينبغي له أن لا يكون على حساب القضايا المبدئية التي تمس جوهر المشروع السياسي الوفاقي، كذلك لا ينبغي لها أن تكون على حساب القوى المعارضة الأخرى، من خلال محاولة «الوفاق» الاستفراد بورقة المعارضة. فتلك القوى لها هي الأخرى حضور سياسي ملموس لا ينبغي الاستهانة به، أو التقليل من الحيز الذي يحتله في خريطة العمل السياسي البحريني. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجمعيات المتحالفة مع «الوفاق»، التي لابد من مراعاة عدم المساس بحضورها السياسي، وفقاً لثقلها الذي تتمتع به في صفوف مواطنيها.

ليس هناك شك من كون المعادلة صعبة، وطرق حلها معقدة. لكن ليس هناك من مفر أمام «الوفاق» كي تقيس مدى قدرتها على حلها من خلال الموقف المرن المطلوب منها، سوى الإقدام عليها

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3211 - الأربعاء 22 يونيو 2011م الموافق 20 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 12:12 م

      التمترس خارج دائرة الحوار يجب أن لا يستمر الى ما لا نهاية ..... ام محمود

      نتطلع أن يكون للوفاق موقف قوي وكلمة مسموعة في الحوار المرتقب فمستقبل الوطن يهم الجميع هناك فرص كثيرة ضاعت من قبل لالتقاء المعارضة مع الحكم ولكن نعتقد ان الوضع قد حان لنخرج بنتيجة ترضي الجميع وتريحهم
      صدقت يا سيد عبيدلي الأوراق التي تمتلكها الوفاق قوية جداً ونفوذها واسع ومؤثر في صفوف الشارع السياسي التي تنتمي اليه

    • زائر 27 | 12:00 م

      الخطاب والموقف والمرونة والمشاركة الوفاقية المعتدلة والواعية متميزة دائما ... ام محمود

      و لا نتصور ان تكون البحرين بدون جمعية الوفاق فوجودها سبب للتوازن في المعادلات الصعبه ولولاها لانفجر الوضع من زمان فهي سبب للتهدئة والتعقل وعدم الانجرار لما لا يحمد عقباه ويعود ذلك لرئيسها الشيخ علي سلمان والكوادر المؤهلين والمثقفين أمثال خليل المرزوق على سبيل المثال
      مسألة مشاركتها في حوار التوافق الوطني ربما توافق وتقدم عليه إذا توفرت الأرضية الصالحة والتي تناسبها فأسباب انسحابها من مجلس النواب هي نفسها التي تمنعها من التحاور
      إذا تحققت بعض التغيرات في موقف السلطة أكيد ستبادر هي للحوار

    • زائر 26 | 9:48 ص

      ديمقراطية و مرونة الوفاق

      العنوان لا ينطلي على معظم شعب البحرين. نسمع كلاما وخطبا وكلمات رنانه ولكن ما نجده من الوفاق وللاسف هو المزيد من التأزيم وتكريس الطائفيه. لماذا تتحدث الوفاق باسم الشعب قاطبة. اين الديمقراطيه التي تتحدث عنها؟ هل يقصد بالديمقراطيه الغاء الاخر وتهميشه. لوكانت الوفاق ديمقراطيه وتعترف بكافة مكونات الشعب لوافقت على الحوار التوافقي بدون اي تردد. اصرارها على اختزال الشعب في فئه واحده هو المشكله الحقيقيه. موافقة الوفاق على حضور الحوار التوافقي لا يعني باي حال تنازلها عن مبادئها ولكنه ممارسه لديمقراطيتها

    • زائر 25 | 9:17 ص

      .....

      كيف للوفاق أن تمثل في طاولة الحوار مع المشاركين 30 في المئة؟ وهي في الأصل ثمثل 70 في المئة، كما أن الحوار مع الدولة وليس مع قوى أخرى في الساحة .........

    • زائر 24 | 8:56 ص

      تغير الزمن ولم يعد مسك العصا من النص سياسه

      استاذنا العزيز ... ان الاختلاف ادى الى شعور غير مريح من العداوة عند الاطرف الاخر الذي فقد الثقه بعد ان حس انه غيب من حساباتهم على الوفاق ان تعمل بجد على بناء هذا الجسر مع الاطياف الاخرى واذا هم صج مؤثرين في الشارع فليثبتو ذلك اتحداهم اذا يقدرون ايوقفون شغب الشارع وما فشلهم في احتواء احداث فبراير الى دليل على ذلك التغير صعب والكرسي حلو ...........

    • زائر 23 | 7:49 ص

      هذا الذي اضاع البوصلة

      اخي المعلق رقم 15 بعد كل هذا الحراك وكل هذا التناحر السياسي مع الحكومة ومن والاها الا وكان الناس تطلب هذا الذي انت قلته فلو ان الحكومة استمعت لصوت العقل الذي هو الاقتراح الذي بينته في تعليقك لما حصل الي حصل .........

    • زائر 22 | 4:44 ص

      لابد من الحوار ولكن

      لابد من الحوار ولكن عن اي حوار نتكلم لكي نتوصل الى حل مرضي للجميع بين جميع الاطراف الحكم والمعارضة والموالاة هناك حل مرضي في بالي ومنصف اعتقد وليكون الجميع فيه باحجامهم الطبيعية وليكون حلا جذريا لايرجعنا الى المربع الاول في كل مرحلة زمنية قادمة ومن اجل بناء دولة قوية تمثل الجميع ويدافع عنها الجميع ان تجرى انتخابات عامة وحره ونزيهه لتشكيل مجلس تاسيسي يكون منه الحوار ويصوغ دستور عصري ويطرح للاستفتاء الشعبي وهاكذا تحل امورنا بالتمثيل الصحيح والتراضي .... حفظالله البحرين

    • زائر 21 | 4:30 ص

      تآلف بين وعد والوفاق

      أولاً:نؤيدك يا أستاذنا في استخدامكم لصفة "المرونة" التي وصفت بها الوفاق، وهكذا نحن الوعديون صفتنا الإنصاف.
      ثانياً: أيها الأخوة المعلقون أعطيتم من اتهمت الوفاق اهتمام أكثر مما تستحقه. لا تبالوا من الذين يحرفون الكلم ولا تهتموا لمن يقول "ضغط" أو "ترهيب" وسيروا يا وفاقيون إلى الأمام والله يرعاكم.

    • زائر 19 | 4:28 ص

      الاخت ام احمد

      كفاكم تصدقيا لل.........الوفاقي فلقد جرتكم الوفاق ......الى حافة الهاوية ومازلتم ورائها. لقد حان الوقت كي تصوغو انتم مستقبلكم لا ان تصوغه لكم الوفاق واتباعها الغير مؤهلين سياسياً للقيادة. ..........

    • زائر 18 | 4:20 ص

      عبيدلى حط بالك ترى كل البحارنة

      يحبونك وهاذى عبء كبير ....... اما سالفة الوفاق فالحقيقة ان الشارع هو من يجبر الوفاق على عدم التنازل ..........ام احمد معلوماتك وايد خطيرة اش دعوة هاذى مو الوفاق هاذيلا ..........

    • بحريني وكلي عز | 4:18 ص

      وما زالت الوفاق تحير أندادها

      الوفاق ومنذ نشأتها أتخذت موقفا متحيزا مع الشعب بدون أن تصل الى الجانب المتطرف منه .......... لازالت الوفاق تلتزم الاعتدال في طرح المطالب دون التنازل عن مبادئها ومرئياتها فهي صوت الشارع العاقل .. ........

    • زائر 15 | 4:08 ص

      للحالمين نقول

      للحالمين الذين ما فتئو من تسقيط الوفاق ليل نهار ولا زالوا نقول لهم من المستحيل تستطيعوا أن تقيموا حوارا ليس الوفاق فيه وهي لليوم والغد الجمعية الأكبر حضورا وتنظيما ..........

    • زائر 14 | 3:09 ص

      الوفاق لم ترهب أحدا

      العالم الخارجي عدا عن الوسط الشعبي يعرف مدى شعبية الوفاق ومكانتها واحترامها لدى الناس
      ولدى جمهورها من ناحية عقلانية الطرح والقراءة
      المستقبلية للأمور وإخلاصها لناسها ووطنها والذي
      لا يشك فيها أحدا حتى السلطة تعترف للوفاق
      بذلك ولو اختلفت معها في بعض الأمور لذلك لا داعي للمزايدة على الوفاق.
      لأن الوفاق تمارس الديمقراطية فيما بين جمهورها لذلك هي تحترم كل الآراء وتتفهم وجهة نظر المخالفين لها ولم تتوقف عن مساعدة حتى غير المحسوبين عليها لم تفرّق في ذلك بين الوفاقي أو غير الوفاقي

    • زائر 13 | 2:56 ص

      لست وفاقياً لكن ...

      على طاري المرونة .. الوفاق حصلت 64% من أصوات البحرينيين المصوتين في 2010 (أكثر من النصف)، وحصلت على 18 مقعداً في المجلس (أقل من النصف) .. فككها ! (مافيها شي عشان ما تنشرها أو تقصص منها)

    • زائر 12 | 2:23 ص

      قلنا لكم

      قلنا لكم من يحرص على الوطن اكثر هي الوفاق .........

    • زائر 10 | 2:05 ص

      عزيزتي أم أحمد

      أختي أم أحمد
      لم و لن تجبر الوفاق احدا على تبني مواقفها و آرائها
      و الدليل على حضورها السياسي الذي لايستهان به هو عدد الجموع الغفيرة في المهرجانين الذين أقامتهم الوفاق
      فهل كان الناس مكرهين على الحضور؟؟!!

    • زائر 8 | 2:00 ص

      الاخ عبيدلي

      انت من الصحفين الذين يخافون على مصلحة البلد انت صحاب قلم شريف وانت من القلة النادرة والذي يمسك العصاء من النصف ...........

    • زائر 7 | 1:51 ص

      صباح الخير

      رداً على الأخت الكريمة أم احمد ، الوفاق لاتجبر احد على الدخول فيها ولاحتى اتباع سياستها ، كل شخص لديه عقل ويعرف اين يوجهه ، اصبح الأن شعب البحرين اوعى من ان تقوده الوفاق أو غيرها ولكن السؤال هنا ان الوفاق هي الأحرص على هذا البلد العزيز ، قالها النائب المستقيل خليل المرزوق خلال كل هذه الفترة حاول البعض التجني على الوفاق وسب قيديها وأمين عامها الشيخ علي سلمان حفظه الله ، ولكن اخلاق الوفاق وسياستها وحرصها على اللحمة الوطنية ابت ان تدخل هذا المعترك أو هذا الهرج ان صح التعبير ، كلام جميل كاتبنا

    • زائر 6 | 1:43 ص

      الاخت أم أحمد

      الاخت اذا كنتي من الاشخاص التي تلقتي ضغط وترهيب من قبل الوفاق اشريح هذا الترهيب والضغط للعالم ودعي الناس تفهم اكثر وفقك الله

    • زائر 3 | 1:12 ص

      حجم الوفاق

      "الأوراق القوية التي لا تزال بين يدي الجمعية، ومن بين أهمها اعتراف الغالبية العظمى، بنفوذها القوي في صفوف شارعها الذي تنتمي إليه سياسياً" أية اوراق قوية تتحدث عنها ياأستاذي أهي الضغط و ترهيب الناس للانقياد الى فكر الوفاق، اعتقد بأنك تعطي الوفاق اكبر من حجمها !! ام احمد - مدينة عيسى

    • زائر 1 | 11:23 م

      يفعل الله مايريد

      لا بد للوفاق من المشاركة ، ولا بد لها أن تدلي بمرئياتها في الحوار الوطني التوافقي ، والجلوس على طاولة الحوار ، و تأخد الجدية والحنكة لكي لا يقال ما تردد سابقا ( قد خدعنا ) فتضيع الفرصة في تحقيق مطالب ملموسة للوطن أولا ، و للمواطنين ثانيا . حفظ الله البحرين و أهلها من كل مكروه

اقرأ ايضاً