العدد 3221 - السبت 02 يوليو 2011م الموافق 30 رجب 1432هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

أمهات يستغثن من بقالات تبيع السجائر لأطفالهن بلا حسيب أو رقيب

تشكو مجموعة أمهات من تراخي وضعف الرقابة الصحية على البقالات الموزعة في مناطق القرية التي يقطنّ فيها وخاصة عندما يتملكهم الجشع في بيع الأطفال الذين تترواح أعمارهن بين 13 و14 عاماً السجائر بلا قيد او شرط او ضمير وما يتبعه من آثار ضارة على صحتهم.

ويقول أولياء الأمور إن البقالات تجازف وتتمادى في بيع علب السجائر للأطفال دون قيد، وهذا الامر بحد ذاته يشكل مصدر قلق لدى الأمهات وخاصة في اوقات يكون فيها الأطفال خارج رقابة الاهل وخارج محيط المنزل سواء في الطريق العام أو بصحبة زملائهم.

وأكثر المواقف التي يكون فيها الأطفال ضحية الوقوع في كمين هذه المنتجات الضارة حينما يغدون خارج مواقف الباصات بانتظار باص المدرسة او أي كان فتكون البقالة مصدر الهام اليهم لشراء حاجياتهم بعيدا عن مراقبة وانظار الأهل الذين يحاسبونهم ويراقبون فلذات اكبادهم على هذه المنتجات الضارة لصحتهم.

لذلك كلنا امل نحن كأولياء أمور أن تعمد الجهة الرقابية في وزارة الصحة على تشديد حملات التفتيش والرقابة ومحاسبة كل جهة تقوم ببيع هذه المنتجات الضارة على الأطفال دون حسيب او رقيب، وهذا ما نأمل عمله وتطبيقة في قريتنا وبالذات لدى البقالات التي يبيع داخلها عمال آسيويون هذه السجائر على اطفال مراهقين من دون مراعاة للقوانين المعمول بها في حظر بيعها على اطفال صغار بعمر الورود. ولكم جزيل الشكر والتقدير.

مجموعة من الأمهات


لا ترضى بغير التميُّز

هناك فرق بين أن تكون شخصاً متميّزاً أو تكون شخصاً عادياً، أو أن تنجح في إنجاز أمرٍ ما، وأن تنجح فيه بامتياز، أو أن تكون من بين الأوائل، وأن تكون أنت الأوّل.

من منا لا يريد أن يكون متميّزاً في حياته، عمله، علاقاته، أو حتى في فكره و ثقافته، أعتقد أن أكثرنا سيريد رفع يده ليقول: أنا أريد أن أكون كذلك، إذ ما من عاقل سيحب أن يكون هامشياً، أو عالة على غيره ينجح بهم ويعلو بهم، هكذا فقط من دون أن يكون له دور أساسي بارز.

أحياناً أسأل نفسي، ترى ما الشيء الذي يميزني ويجعلني مختلفة عن الآخرين، و ما الشيء الذي أملكه أنا ولا يملكه الآخرون!

أنا لا أدّعي التميّز ولكنني أعشقه، ولا ادعي التفرّد ولكنني أتمناه، وأحب من الأرقام رقماً واحداً، ومن الرتب الأولى، ومن التقدير الممتاز، وأحب من المفردات «ممتاز» و «رائع» و «مذهل» و لا أطيق «عادي» أو «لا بأس» أو «مقبول»، وحين أقرأ عن سير العظماء وقصص العباقرة وأخبار المتميزين أنبهر وأفكر أنه هكذا يجب أن يكون المرء وإلاّ فلا.

الكل يتمنى أن تكون صفة التميز متواجدة فيه لأن التميز هو مفتاح النجاح في هذه الحياة ومفتاح السعادة للشخص المتميز، فالتميز جدارة، لكنه لا يأتي من فراغ أبداً بل يأتي بجهد صاحبه، بأخلاقه، بعلاقاته، بعطائه وإنجازاته، والطريق للتميّز ليس مستحيلاً، فقط أنت بحاجة إلى أن تعرف كيف تصل وأن تسير في الطريق الصحيح، فمهما كانت المسافات بعيدة عليك بالاستمرار وعدم التشاؤم، اترك الإحباط والكسل جانباً، واسعَ لتكون صاحب همة لا ترضى بغير القمة.

الطريق للتميّز سهل، ما عليك سوى أن تضع نصب عينيك ما يلي: ابدأ بتحديد هدف واقعي إيجابي سامٍ واسعَ لتحقيقه، كن جاداً بذلك ولا ترضَ بنصف جهد، تحدَ نفسك بالتفاؤل وابتسم في وجه المتاعب، والأجدر بك أن تتخلص من عادة التسويف، فالتسويف يقتل الطموح ويكسد الأحلام، وأخيراً عليك أن تكتشف ذاتك، فلكل إنسان قدرات ومهارات وهبه الله إياها وحده من غير البشر، والذكي هو الذي يستثمر طاقاته لينجح.

حنان محمد رجب


هل كنا في نزهة؟

لا أعرف سبب هذا الصمت من قبل المسئولين بوزارة التربية والتعليم وديوان الخدمة المدنية، وهل كنا نحن حملة الشهادات الجامعية في نزهة حتى نلاقي الصمت تجاه تغيير مستقبلنا؟! أم كنا ندفع الأموال لوجود فائض لدينا ويجب أن يهدر هذا الفائض ويوزع على الجامعات الداخلية والخارجية؟! أم أن هذه الورقة لا تساوي شيئاً ويجب علينا أن نضعها في كأس ممتلئ لنشرب ماءها البارد؟!

حقاً إنها قصة غريبة جداً، ويبدو أن وزارة التعليم وديوان الخدمة المدنية لم يسمعوا بأن هناك أشخاصاً واقفين على أبواب المدارس لحراستها ينتظرون الإنصاف والترقية! ويجب أن توضع لهم الحلول الجذرية ويفتح لهم الباب المغلق، فإننا تعبنا ونحن نسمع بسياسة الباب المفتوح على الورق وفي الإذاعة والتلفزيون حتى مللنا وفقدنا حواسنا الخمس! لا نطلب منكم الكثير ولا نقف على أبوابكم نستجدي العطف علينا وإنما نطالب بمساواتنا ببقية الموظفين وأن يتم وضعنا في المكان الصحيح، فإن دراستنا وجهدنا وسهر الليالي وصرف الأموال ليس نزهة كما يعتقد البعض ولا سياحة في دول الشرق والغرب وإنما لتطوير أنفسنا والمساهمة في هذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعاً. فإن كان يرضيكم أن نقف على أبواب المدارس لحراستها فقدموا أبناءكم الحاصلين على الشهادات الجامعية ليكونوا لنا قدوة حسنة ونحن مستعدون للبقاء والعمل بكل جهد وتفاني ونحن نرى القدوة من أبنائكم! وإذا كنتم لا تقبلون بهذا فإنكم مجبرون على تغير واقعنا المرير.

فإن خدمة الوطن واجب علينا ولكننا نسعى دائماً لتطوير أنفسنا وذلك بفضل المسئولين في وزارة التربية والتعليم الذين وافقوا على فتح المجال أمامنا للدراسة وبعد أن حققنا أحلامنا وتطلعاتنا، لم نجدهم أمامنا وتركونا نغرق في بحر الهموم وجراحنا تنزف بحب الوطن. فإن الأمة التي لا تقدر العلم ولا المتعلمين لا يستحق لها أن تعيش أو تبني صرحاً ولا حتى بيتاً! وكما قال الشاعر الحكيم:

العلم يرفع بيتاً لا عماد له

والجهل يهدم بيت العز والشرف.

سامي العنيسي


الحوار والتوافق الوطني (1)

يعد الحوار نوعاً من أنواع الاتصال الإنساني، ويتم عادة بين طرفين أو أكثر لتبادل الآراء والأفكار ووجهات النظر، بهدف الوقوف على هذه الآراء والأفكار وما تمثله من قواسم مشتركة أو مظاهر للاختلاف والتنوع، وإمكانية تحقيق الانسجام والتوافق بينها.

الحوار ليس مجرد حديث أو تواصل بين طرفين أو أكثر وإنما هو عملية تفاعل فكري حول قضية معينة بهدف الإلمام بكافة الرؤى والأفكار الممكنة حول هذه القضية ومحاولة التوافق بشأنها.

وعملية الحوار في الواقع المعاصر تكتسب أهمية خاصة نظرا لظروف هذا العصر، وبالنظر إلى أهداف وغايات التنمية السياسية، كما أن عملية الحوار تتطلب انفتاحا فكرياً وتسامياً على الأمور الذاتية وتخلصاً من أي أحكام مسبقة تجاه موضوع الحوار وأطرافه من التعصب والانفعال مع التسلح بقيم التسامح والتعايش المشترك.

ويعتمد الحوار على التعددية في الرؤى وفي وجهات النظر وعدم التعصب وهو ما يتفق والطابع الإنساني للحوار. فرؤية الإنسان دائماً نسبية وليست مطلقة، حيث الحقائق والواقع دائماً ما تكون متعددة الجوانب والزوايا، من حيث طبيعتها النسبية عادة، لذا فإن الحوار يقوم على أساس هذه النسبية، ونجاحه يتم عندما تتكامل الرؤى ووجهات النظر وتتضامن في اقترابها من الحقيقة.

الحوار والتوافق الوطني

وغايات التنمية السياسية:

إذا كان هدف الحوار ومسماه يرتبط بالتوافق الوطني فإنه يتفق وأهداف التنمية السياسية، والتي تجعل من الغايات والأهداف المركزية لأي نظام سياسي هو السعي إلى تحقيق التكامل والانسجام والتوافق بين الأطراف والقوى المختلفة في المجتمع السياسي، وما تمثله هذه الأطراف من قيم ومصالح ورؤى، وتحقيق التوافق بينها لخلق نوع من الإجماع الوطني الذي يحترم التعددية والتنوع بين مختلف الشرائح والفئات والقوى، وبما يعزز في الوقت ذاته القواسم المشتركة التي تجمع بينها، في إطار الوحدة الوطنية والانتماء للوطن الواحد.

والحقيقة أن الحوار البناء والناجح يعد أداة فعالة لتحقيق أهداف التنمية السياسية في المشاركة والعقلانية وفي تحقيق قيم التسامح والانفتاح، وثقافة السلام ونبذ العنف في المجتمع المعاصر، كما أن للحوار تأثيراته الايجابية في بناء دولة المواطنة والعدالة والإنصاف.

تتضح إذن علاقة الحوار بالتنمية السياسية من خلال ما يؤكده الحوار من اعتبارات أهمها:

1 - التعليم والتنشئة، فالحوار أداة للتعليم والتنشئة والتوعية السياسية، ووسيلة لبناء المعرفة وتطويرها.

2 - المشاركة الواسعة للأفراد والجماعات، والبعد عن الإقصاء أو الاستبعاد.

3 - التسامح والانفتاح والتعددية، والبعد عن الانغلاق والتعصب والتطرف والاستقطاب.

4 - السلام ونبذ العنف، فالحوار أداة للتواصل الإنساني وتقديم البديل عن العنف.

5 - بناء دولة المواطنة استناداً إلى أسس المساواة والعدالة والإنصاف وسيادة القانون، فالجميع له فرص متكافئة في التعبير عن توجهاته وما يمثله من قيم واتجاهات.

6 - بناء وتعزيز الأطر المؤسسية القائمة على أسس من التوافق والرضا العام، فالحوار يعزز الثقة في الأطر القائمة ويمنحها الدعم والتأييد.

فالحوار أداة للتنشئة والتعليم، لمختلف الأطراف المشاركة فيه ومن خلاله يتعلم الجميع الأفكار والرؤى والحجج والمنطق، وأساليب ومناهج اكتساب المعارف والمعلومات وتطويرها. كما يتيح الحوار فرصة المشاركة الحقيقية أمام مختلف القوى والأطراف الفاعلة في الحياة السياسية والاجتماعية، ويمنحها فرصا متكافئة للتعبير عن مطالبها وطموحاتها، وعن رؤيتها للوقائع والتطورات والمستجدات.

الحوار والتوافق الوطني

وتحقيق المصلحة العليا للوطن:

يمكن للحوار والتوافق الوطني تحقيق الصالح العام في هذه المرحلة من مراحل التطور السياسي في مملكة البحرين بالرغم من اختلاف التعريفات التي تفسر معناه خصوصا عندما استند إلى نظام مفتوح يسمح لكل فئات المجتمع وعناصره وتياراته بأن يكون لها صوت ورأي، أي بأن تشارك مشاركة حقيقية، تستند إلى معايير المواطنة وسيادة القانون، والمساواة بين كافة أبناء الوطن الواحد، بصرف النظر عن الاختلافات بينهم في الدين أو المذهب أو في العرق أو الجنس أو اللون، أو الاتجاه السياسي والانتماء الأيديولوجي.

إن الوحدة الوطنية تعني الترابط والانصهار والتكامل بين أجزاء وعناصر المجتمع الواحد، والتماسك بينها، وتبدو أهمية مثل هذه الوحدة خصوصاً في أوقات المحن والخطر. من هنا فإن الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها يعد أحد أبرز عناصر الصالح العام الذي يتجاوز مصلحة فئة أو جماعة أو أفراد. وتعد الوحدة الوطنية من أهم الثوابت الوطنية التي لا يمكن تحقيق الصالح العام أو البناء والتقدم إلا بناء عليها، وهو ما تؤكده تجارب النهضة وبناء الدولة في مختلف النماذج.

من هنا يأتي الحوار والتوافق الوطني في مرحلة مهمة من التحولات التي حققها المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في اتجاه بناء الدولة الحديثة. فعملية بناء الدولة الحديثة تستلزم تضافر كل الجهود الوطنية، ودمج الإرادة الشعبية مع القيادة والنخبة السياسية، وتحقيق الاستقرار والأمن، وترجمة أسس المواطنة في شكل سلوكيات تعبر عن الانتماء الوطني والمساواة بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات، وبناء أسس للمواطنة الاجتماعية، بمعنى الرفاهية للجميع في مجالات كالتعليم والصحة مثلاً. من هنا تتحقق المشاركة على نطاق واسع، فيسهم جميع أبناء الوطن، على اختلاف فئاتهم وتوجهاتهم وجماعاتهم، في البناء الوطني، في جو من التعاون والانسجام. وبإيجاز فإن الدولة الحديثة القوية لا يمكن أن تتحقق دون الوحدة الوطنية.

فمن خلال الحوار والتوافق الوطني يتحقق الصالح العام إذا أمكن من خلال هذا الحوار تعزيز وحماية الوحدة الوطنية والتي تقوم على أساس وجود وطن واحد وشعب واحد. وتجسيد الحياة السياسية في إرادة سياسية واحدة. ويؤكد التاريخ تميز تجربة مملكة البحرين في وحدتها الوطنية، ليس فقط على أساس الوطن الواحد والشعب الواحد، وإنما أيضا وفق ما تثبته شخصيه المواطن البحريني من روح التكافل والتضامن وأيضا التسامح والانفتاح على الآخر. هذه الوحدة والتجانس الفريد لم يمنع من قيام تعددية في إطار إثراء الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية، وهكذا فإن روح التعايش والتسامح تعد سمة جوهرية للنموذج البحريني.

ويحتاج الأمر دائماً إلى العقلانية وتبني شعارات «الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة»، والتأكيد على أصالة التجربة، وخصوصيتها، والتي تدور حول التسامح بيننا كأفراد وجماعات، وغرس حب الوطن ومشاركة المواطن في تطويره والمحافظة على استقراره منذ سنوات الطفولة المبكرة عبر الأسرة وما تقدمه من نماذج للانتماء والولاء، والفكر والممارسة.

ضرورات التوافق الوطني

وكثيرا ما يشدد الباحثون على ضرورة مشاركة جميع الأطراف، فلا يحتكر الحوار فئة أو جماعة أو أطراف بعينها دون غيرها، بينما يتم استبعاد أو إقصاء غيرها، ومن خلال هذه المشاركة الواسعة يصبح الحوار بمثابة القناة المعبرة عن المجتمع بكامل أطيافه واتجاهاته، والممثلة بمختلف الفئات والطبقات والأجيال، وفي مقدمتها جيل الشباب والفئات الأكثر ضعفا في المجتمع والتي في مقدمتها المرأة وصغار الشباب والأقل دخلا.

يفترض الحوار الناجح الاستناد إلى المنطق والعقل، بل والحكمة والنظرة المتأنية. ومن شأن الحوار إبراز دور الأطراف الأكثر منطقية وعقلانية، وتبني البدائل والحلول التي تطرحها. ومن شأن العقلانية حماية المجتمع والنظام السياسي من العناصر والمتغيرات غير الرشيدة التي تهدد أمن الوطن واستقراره، وتعرقل مسيرة التطور السياسي والنهضة والتنمية.

الحوار يقوم على قاعدة حرية الرأي والتعبير عن مختلف وجهات النظر وإتاحة مناخ من التسامح ومن شأن هذا المناخ تخليص المجتمع من حالات الاستقطاب والانغلاق ومن الاحتقان وما يسمى أحيانا «التخندق الفكري أو المذهبي» وعندما يتحقق مثل هذا المناخ يصبح الحوار أداة مثالية لنبذ العنف والتعصب وتقديم البديل السلمي أمام مختلف القوى والأطراف في تفاعلاتها وإدارة العلاقات بينها من خلال طريق «الحكمة والموعظة الحسنة» وليس العنف أو التهديد الذي يفرضه التعصب والتطرف مهما كانت مصادره.

تتحقق الحلول التوفيقية وتتقارب الآراء ووجهات النظر المختلفة من خلال الحوار والذي تتاح فيه الفرص المتكافئة أمام الجميع للتعبير عن الرأي ووجهات النظر وعلى قدم المساواة. ومثل هذه الوظيفة التوفيقية التي يحققها الحوار من شأنها تعزيز روح المواطنة وتأكيد الثقة في مؤسسات الدولة والأطر القانونية القائمة فيها. بعبارة أخرى فان الحوار من شأنه تحقيق أهداف التنمية السياسية وغاياتها الأساسية في المشاركة والعقلانية في التسامح والسلام في التعددية وتكافؤ الفرص وفي بناء روح المواطنة وتقوية المؤسسات وسيادة القانون.

ومن خلال ما تقدم يمكننا القول بأن التفاهم هو نتاج للحوار فمن خلال الحوار يمكن لأطرافه أن يتفهم كل منهم الآخر، فمن خلال الحوار يتعرف كل طرف على رؤى وأفكار وثقافة الأطراف الأخرى بصدد القضية محل الحوار وبالتالي تقوية أواصر المجتمع وتماسكه.

معهد البحرين للتنمية السياسية


رسالة من فدائي

هنا أنا...

وهذه أشلائي..

هنا سالت دمائي..

هنا قاتلت وقتلت..

هنا حاربت...

حتى آخر قطرة من دمائي ..

هنا كان المحتل البغيض..

يسكن في بلادي..

يغتصب أرضي، ومثلها سمائي

يأكل من خيرات بلدي..

تاركاً لنا ما تبقى من فتات

@@@

انتفض الأحرار من أبناء وطني

وحملنا السلاح من أجل الجهاد

لم نخشَ يوماً من موت أو فناء

نحن إما من الأحرار ...أو من الشهداء

فلنحارب من أجل الوطن..

أو كما قيل: من أجل الوفاء

أطلقوا علي كلمة: فدائي

كتبوا على قبري: «من الشهداء»..

بفضل جهادهم حررنا الوطن..

وانتصرنا على الأعداء

أحمد مصطفى الغـر


الصديق عمله نادر

من ضريبة العصر الذي نعيشه اليوم هو حالات الانطواء التي يعيشها الكثيرون في مجتمعاتنا، فتكاد لا ترى الأفراد إلا في مناسبات الأفراح أو الأحزان أو غيرهما وإذا رأيتهم فهم عادة ما يكونون مشغولين بهواتفهم وأجهزتهم الإلكترونية الأخرى التي لا تنفك من أيديهم فهي أصبحت الملاذ والرابط الذي يربطهم مع الناس وأصبحت الوسيلة الأولى لتكوين الصداقة الجديدة لعصر وعالم يختلف عن عالم الآباء والأجداد والذي كان يمتاز بكثرة الروابط الاجتماعية واللقاءات المستمرة بين أفراد المجتمع وبالتالي اليوم غابت لغة الجسد ونظرات العيون والتحسس لمن هو أمامك، فالماضي كانوا يرون على وجوه بعضهم بعضاً المشاكل فيتسارعوا لحلها والكل يهرول ليكون له الفضل بحل مشكلة هذا الصديق من دون أن ينتظر أي معروف وإنما الدافع هو حب الصديق.

أما اليوم فاختلف الوضع، وأصبحت الصداقة عبر الإنترنت مع أفراد لا يعكسون حقيقتهم وهويتهم، فالكثير ينتحل جنساً غير جنسه فالرجل يختار شخصية نسائية لأغراض غير سويه والنساء أيضاً ينتحلن شخصيات لا تعكس طبيعة المرأة وذلك خوفاً من أن يستغل البعض ضعفها. لهؤلاء أحببت أن أنقل هذه القصة القصيرة الرمزية عن الصداقة التي تتحدث عن جندي فقد صديقه في إحدى المعارك حيث طلب الجندي من قائده أن يذهب للبحث عن: صديقه الذي لم يعد من ساحة المعركة حيث قال له سيدي أطلب منكم السماح لي بالذهاب والبحث عنه، قال القائد الإذن مرفوض!، لا أريدك أن تخاطر بحياتك من أجل رجل من المحتمل أنّه قد مات.

ولكن الجندي خالف أوامر قائده وهذا سيعرضه للمحاكمة ولكن هناك شيئاً يدعوه أن يذهب وبالتالي ذهب لساحة المعركة وبعد ساعة عاد وهو مصاب بجرحٍ مميت حاملاً جثة صديقه، نظر له القائد وهو معتز بنفسه فقال لقد قلت لك إنّه مات! قل لي أكان يستحق منك كل هذه المخاطرة للعثور على جثّة!؟! أجاب الجنديّ بكل تأكيد سيدي! عندما وجدته كان لايزال حياً. واستطاع أن يقول لي: كنت واثقاً بأنّك ستأتي! نعم الصديق هو الذي يأتيك دائماً حتى عندما يتخلى الجميع عنك.

مجدي النشيط

العدد 3221 - السبت 02 يوليو 2011م الموافق 30 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً