العدد 3254 - الخميس 04 أغسطس 2011م الموافق 04 رمضان 1432هـ

مطلوب خطط وطنية لمواجهة المرض وزيادة الدعم من منظمة الصحة العالمية

«مؤتمر الصحافيين العلميين»: نسب الوفاة من السرطان أكثر من الأمراض المعدية

توافق المشاركون في المؤتمر العالمي للصحافيين العلميين الذي أقيم في الدوحة في (26-29 يونيو/ حزيران 2011)، على دور الإعلام في خلق الوعي بين الجماهير المصابة بمرض السرطان وأكدوا أن السرطان أكثر الأمراض انتشاراً في العالم كله وأن نسبة وفياته تزيد عن الأمراض المعدية، وطالبوا الحكومات بوضع خطط وطنية محددة للمواجهة والوقاية كما طالبوا بزيادة الدعم المقدم من منظمة الصحة العالمية لمكافحة السرطان.

وتطرق المؤتمر إلى بعض مظاهر عدم الوعي بالمرض ومنها المعتقدات التي تجعل الكثيرين يرفضون الحديث عن مرض السرطان أو حتى ذكر اسمه باعتباره مرضاً مخيفاً ميئوساً من شفائه، وهو ما اعتبره المشاركون في المؤتمر أحد أسباب عدم مواجهة المرض وزيادة عدد الوفيات الناجمة عنه، كما اعتبروا أن مرض السرطان من أكثر الأمراض شيوعاً في البلدان المتقدمة.

كما أكد المؤتمر على الحاجة لوضع سياسة لمواجهة المرض وتحميل صناع القرار والصحافيين مسئولية زيادة التوعية المجتمعية بالمرض، وكان من بين الأسئلة التي طُرحت في هذا الإطار: ما هو الدور الذي يمكن للصحافيين القيام به لخلق الوعي لمرضى السرطان وإبعاد الخوف عنهم؟ كيف يمكن مساعدة المريض في كسر حاجز الرعب من المرض والخوف من الاعتراف بالإصابة أمام الآخرين؟ ما الذي يمكن القيام به لتغيير النظرة في أن الاكتشاف المبكر والعلاج الفعال يقتصر على البلدان الغنية فقط أو الأسر الأكثر ثراء؟ وكيف يمكن أن يزداد الدعم المقدم من منظمة الصحة العالمية للسرطان ومرضاه والذي يعد حتى الآن أقل من 1 في المئة من تمويل المنظمة رغم أن هذا المرض يتسبب في نسبة وفيات أكثر من نسبة الوفيات لفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز والملاريا والسل مجتمعة؟

وخلال المؤتمر، قال المتحدث من جامعة أوكسفورد ديفيد كير: «إن السرطان منتشر في جميع أنحاء العالم، وهناك تصور بأن هناك نوع واحد لمرض السرطان، ولكن الواقع أن مرض السرطان يضم أكثر من 100 نوع من الأمراض المختلفة، كما أن هناك أنواع مختلفة من العلاج له».

أما مدير الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان كاري آدمز، فقال: «يوجد مراكز تعنى بمرضى السرطان في 24 بلداً، وهذا المرض يقتل أكثر من الأمراض المعدية مثل: الملاريا والسل والإيدز». «بينما الأمراض غير المعدية هي مثل: السكري والسرطان تركت من غير متابعة في العلاج خصوصاً من منظمة الصحة العالمية».

وأضاف «سيُعقد في الأمم المتحدة بشهر سبتمبر/ أيلول المقبل مؤتمراً يناقش أمراض السرطان بكل أنواعه، وسيتم خلاله تسليط الضوء على موقع هذا المرض من الخريطة العالمية، إذ إن نسبة الإصابة بالمرض في تزايد مستمر بنسبة 60 مليون مصاب سنوياً حسب منظمة الصحة العالمية حتى العام 2015 وسيكون أكثر في الطبقات المتوسطة».

وذكر بأن: «أمراض السرطان تنتشر في الدول الفقيرة أكثر من الدول الغنية لعدة أسباب منها صعوبة توفير وسائل العلاج، فهناك الكثير من المرضى يحتاجون لعلاج ولكن بسبب تواجدهم في الدول الفقيرة وتكلفة العلاج الغالية، فإنه لا يتم معالجتهم».

وتابع «عندما يكون المريض مصاباً من الدرجة الثانية أو الثالثة يمكن علاجه من خلال الجراحة أو المواد الكيميائية، أما بالنسبة للدول التي تفتقر لمراكز للعلاج، فإن مريض السرطان يكتفي بتناول المهدئات وهو ما يطيل فترة بقائه على قيد الحياة ولكن لا يتم معالجته، كما أن أكثر من 90 في المئة من المهدئات تتركز في عدد محدود من الدول، ولكن لربما هناك الكثير من أنواع مرض السرطان سببه البدانة والتدخين».

كما حذر آدمز من اعتبار الكثير من المرضى أن السرطان هو مرض الموت، وهم ما يجعلهم يتغاضون عن العلاج، مشدداً على الحاجة إلى خطة وطنية واستراتيجيات لمراقبة مدى التعرض للمواد المسرطنة في كل دول العالم من قبل منظمة الصحة العالمية، وذلك بغرض علاج مرضى السرطان وتوفير الوقاية اللازمة منه، وخصوصاً أن عدداً من الدول وقعت اتفاقيات معنية بهذا الأمر للسيطرة على السرطان، منوهاً بأهمية تثقيف الأطفال وتحسين نوعية الغذاء وتقليل الملح والسكر في الغذاء، ومعالجة القضايا المتصلة بالتلوث البيئي».

ولم يستبعد آدمز الملوثات البيئية في الهواء والماء والغذاء والمنتجات الاستهلاكية باعتبارها عاملاً مساعداً على الإصابة بالسرطان، معتبراً أنه من المهم وضع الملوثات البيئية في السياق الأوسع للوقاية من السرطان، والذي يتضمن الجهود المبذولة للحد من استخدام التبغ، وتحسين التغذية وزيادة النشاط البدني، والحفاظ على وزن صحي، وتوفير لقاحات ضد الأمراض المعدية التي تسبب السرطان.

وفي رده على سؤال يتعلق بآلية التعامل مع المدخنين في إطار مساعي إقناعهم بالإقلاع عن التدخين وخصوصاً أنهم يتناولون الغذاء السيئ، قال آدمز: «هناك توصيات من قبل منظمة الصحة العالمية للإقلاع عن التدخين باعتباره مسبباً لسرطان الرئة، وهذه التوصيات تشمل كذلك تناول غذاء سليم بعيد عن الزيادة في الأملاح والسكريات المسببة للبدانة، ولكن هذه الأمور لم يتم تناولها بشكل جيد».

أما بشأن دور وسائل الإعلام في خلق الوعي بين الجماهير المصابة بمرض السرطان، قال: «نتمنى من رؤساء الدول أن يشاركوا شخصياً في حضور المؤتمر الذي سيناقش أمراض السرطان بكل أنواعه في سبتمبر المقبل، باعتبارهم أصحاب القرار في إصدار القوانين والتشريعات اللازمة لعلاج مرضى السرطان، وتواجدهم في المؤتمر سيمكنهم من الاطلاع عن كثب على التوصيات المقدمة من قبل الحاضرين في المؤتمر»,

وختم حديثه بالقول: «إن اقتصار تمثيل الدول في هذا المؤتمر على وزراء الصحة لن يكون فعالاً، لأن رؤساء الدول سيقومون بتنفيذ التوصيات والقرارات الصادرة من المؤتمر، ولهذا نعتبر حضور رئيس الدولة ملزماً لكي يقوم هو بإصدار التعليمات لوزراء الصحة والتجارة والتعليم»

العدد 3254 - الخميس 04 أغسطس 2011م الموافق 04 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:59 م

      علاج سرطان البروستا .

      ولم لذلك طور سكوت توملينس وزملاؤه في جامعن ميشيجان الأمريكية اختبارا للبول يبسط التعرف
      وقارن الباحثون نتائج اختبار البول الجديد لدى نحو 1300 رجل عثر لديهم على نسبة مرتفعة من هذا المستضد الذي يكشف الإنزيم الدال على سرطان البروستاتا مع نتائج العينات التي تؤخذ جراحيا من البروستاتا وتبين لهم أن الطريقة الجديدة استطاعت فعلا الكشف بشكل موثوق به عن العديد من الأورام السرطانية.
      .

    • زائر 1 | 4:57 م

      علاج سرطان الثذي .

      اكتشاف الإصابة بسرطان الثدي في مراحله الأولى من خلال تحليل للتنفس.
      وأجرت شركة تكنولوجيا علم الأحياء "أر أن أل ناتشورال" التي تتخذ من سيول مركزاً لها دراسة شملت 35 امرأة شخصت إصابتهن بسرطان الثدي و35 امرأة غير مصابة.
      وأوضحت الدراسة أن أداة تحليل التنفس المستوحاة من قدرة الكلاب على شمّ الروائح بحساسية بالغة قادرة على مساعدة الأطباء في الكشف عن سرطان الثدي في مراحل مبكرة.

اقرأ ايضاً