بالفعل، ما حققه لاعبو «أحمر ناشئي الطائرة» يعد إنجازاً تاريخياً بالنسبة لهم، لأنهم استطاعوا أن يقدموا بطولة في غاية الروعة، وليس ذلك فقط، بل توجوا تميزا وروعة الأداء بتحقيق اللقب العربي على حساب منتخبات لها وزنها على الخريطة العربية، وفي «أرض الكنانة مصر»، وللعلم أيضاً أن منتخبنا استطاع أن يهزم بطل إفريقيا ووصيفها والمتأهلين إلى كأس العالم للناشئين في الأرجنتين بعد أقل من شهر (تونس ومصر)، لذلك القيمة تكمن باللقب وبالمنتخبات التي اجتازها نجوم «أحمر الناشئين» للوصول إليه، ويكفي أن نقول أنه خسر شوطا واحدا فقط من «محاربي الصحراء» الجزائر.

منتخبنا دخل البطولة وهو غير مرشح إذ أحد كان ينتظر أن يعود بهذا اللقب المستحق، والأسباب كثيرة أبرزها عدم الاستعداد بشكل كاف للبطولة كبقية المنتخبات مثلاً، بالإضافة إلى افتقاده لأكثر من عنصر مهم بسبب الإصابة، وكذلك خوض اللاعبين لأول بطولة خارجية بالنسبة لهم... ولكن قبل عام تقريباً، تطرقت لموضوع مهمة يتعلق بهذا «الجيل»، إذ أوضحت فيه من خلال آراء المدربين المتابعين له ضرورة الاهتمام به، لأنه باختصار شديد اللاعبين الموجودين فيه هم من سيشكلون مستقبل الكرة الطائرة البحرينية، وذلك بعد متابعة قريبة لدوري الناشئين أيضاً.

إذ كان تحليل المتابعين والمدربين ليس فقط مرتبطا بأسماء اللاعبين، بل للأطوال الموجودة فيه بالإضافة إلى تمتعهم بالمهارة، وكذلك رغبتهم الكبيرة في تقديم أفضل ما لديهم وهذا ما أظهره أكثر من لاعب أثناء الموسم الرياضي، إذ منهم من برز في فئتي الناشئين والشباب ومنهم حتى من لعب مع الفريق الأول لناديه وقدم عرضاً رائعاً بالنسبة لعمره، لذلك، بات ضرورياً أن نحتضن أصحاب الانجاز التاريخي، وأن نبدأ الاهتمام بهم، إذ سأكون صريحاً بقضية الاهتمام. سابقاً كنا نسمع من أكثر من مسئول أننا نريد أن نهتم ولكن هناك بعض العوائق المالية مثلاً، أنا أقول لابد على المسئولين أن يبدأوا تحركاتهم منذ الآن لزيادة دعم هذا المنتخب، نعم، بعد شهر ستلعب بطولة الناشئين الخليجية، ولكن بعدها سيعود كل لاعب لناديه، وبكل صراحة، الدوري (الشباب الفئة التي سيلعبون فيها الموسم المقبل) لدينا على رغم تحسنه من الناحية الفنية إلا أنه لا يفي بالغرض، ولهذا عليهم تجهيز خططهم لصيف العام المقبل، إذ لابد أن يخوض هذا المنتخب معسكرات خارجية ودورات دولية ودية حتى يتم صقل موهبتهم أكثر وأكثر، لأن المعروف أن العام المقبل لا توجد فيه استحقاقات إلا بطولة الخليج للشباب، وهذه لن تقدم الكثير لمنتخبنا بكل صراحة، وعلينا أن نعيد ذكريات السنوات الأولى للتسعينات من ناحية الاهتمام بالمنتخبات العمرية، إذ نتمنى أن نعود لبطولات آسيا، إذ قلناها مراراً وتكرارا.

لذلك، على المسئولين في الاتحاد أن يتحركوا لإيجاد دعم للمنتخب، لأن التسيير فقط للمنتخبات والمسابقات مثلاً بإمكان الكثيرين القيام به، ولكن إيجاد الدعم المادي والمعنوي هو المطلوب منكم في المرحلة المقبلة، وهذا ما سيضاف لرصيدكم مستقبلاً من ناحية النجاح في العمل الإداري.

وختاماً، نتمنى التوفيق لمنتخبنا في الاستحقاق المقبل (البطولة الخليجية)... وأن يتم تكريمهم تكريما لائقا من قبل أصحاب الشأن قريباً