العدد 1364 - الأربعاء 31 مايو 2006م الموافق 03 جمادى الأولى 1427هـ

بحر بلادي المنفي

غادر بحر قريتي عن البيوت

فبعضهم قال مضى مهاجراً

وبعضهم قال رأيناه هنا منتحراً

وقال قائل مضى يموت

كان هنا يلاعب الأطفال كل يوم

يداعب البيوت

يمضي بعيداً متعباً

لكنه يعود

مع الهدايا رافعاً أهزوجة الجدود

كان كريماً معنا

ما كان يوماً يعشق السكوت

ننام ليلاً وهو مازال هنا منتظراً

مستلقياً يسامر المحار

يحكي قصة الغواص والبانوش

كان وديعاً رغم ما قالته في قريتنا عجوز

تلقمه الاحجار كل يوم

تصيح يا غدار... يا غدار

تلقمه مستكرَه النعوت

أبي وزوجي وأخي

صلبتهم في وحشة التابوت

الموت يا طاغوت

فلم نصدقها وعدنا نكثر السؤال

أين مضى عنا وقد علَّمنا المحال؟

كان بباب الدار لايزال

مستنداً على الجدار منصتاً

وإن أحس ذات يوم وحشة السنين

يركض في قريتنا يجذبه الحنين

يوزع اللؤلؤ للعرسان

ويفرش الرمال في الساحات

ويلغي الجدران

لكنه اليوم مضى عنا فهل نراه؟!

وهل نرى إغفاءه في الشاطئ السعيد؟

غداً سيأتي (بالزمارير وبالميد وبالربيب)

غداً سيأتينا وفي جعبته المزيد

يحطم الجدران والأسوار

ويفتح الدروب في القرية للصغار

هل زعموه بائساً سجين

وهل نفوه مبعداً حزين

قد وهموا! مازال في الأحداق

مغنياً يصنِّع الآمال

ليبعث القرية كل حين

فما مضى مهاجراً

وما رآه بعضهم منتحراً

وما نفوه مبعداً مندحراً

مازال في قريتنا يقيم

مازال في قلوبنا عظيم

وإن تناسوه غداً يعود

يكسرِّ القيود

يحرر الأوطان

والشطآن... والمرجان... والحدو

العدد 1364 - الأربعاء 31 مايو 2006م الموافق 03 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً