العدد 1366 - الجمعة 02 يونيو 2006م الموافق 05 جمادى الأولى 1427هـ

خسائر فودافون الضخمة لن تخرجها من حلبة المنافسة

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أعلنت شركة الاتصالات الدولية العملاقة )فودافون( أن خسائرها للعام قاربت الـ مليار جنيه استرليني ) نحو مليار دولار أميركي(، وهي الخسارة الأكبر من نوعها التي تسجلها شركة بريطانية.

وخسرت فودافون مبلغ , مليار استرليني بعد ان تقلصت قيمة شركة «مانزمان» الألمانية، والتي اشترتها فودافون العام . وعلى رغم الخسارة تصر فودافون أن نتائجها الإجمالية حققت أو فاقت التوقعات بعد ان نجحت في استقطاب مليون مشترك جديد في خدماتها. وحققت الشركة أرباحا تبلغ , مليارات جنيه استرليني في العام نفسه لتهبط بقيمة الخسائر لنحو مليار جنيه. وقالت الشركة هذا العام إنها بصدد إعادة هيكلة عملياتها بهدف دعم نموها، وذلك بعد تحذيرات من انخفاض قيمة أصولها إلى مليار جنيه استرليني.

وجاء ذلك بعد ان اعادت الشركة تقييم قيمة اصولها المتمثلة في شركة مانزمان الالمانية وخفضها , مليار استرليني )نحو مليار دولار( التي اشترتها العام بمبلغ مليار استرليني ) مليار دولار( وقتها.

ونظرا للحيز المالي وحجم التعاملات التي تحتلها فودافون في سوق السهم الأوروبية فقد انعكست خسائر شركة فودافون على بداية التعاملات للاسهم الأوروبية والتي بدأت بانخفاض، الا أن سهم شركة «فودافون» سرعان ما استعاد قوته بعد كشف الشركة عن خطط لإعادة ثلاثة مليارات جنيه استرليني ). مليارات دولار( اضافية للمستثمرين، وعن خطط لإعادة شراء أسهم، وزيادة في الارباح فاقت التوقعات. واعتبرت عملية شطب الاصول لعمليات فودافون في المانيا نبأ ايجابيا للمستثمرين الذين اعتبروا انه بذلك ستضع الشركة المشكلات وراء ظهرها.

وفي سياق سعيها إلى تقليص خسائرها، او ربما الأصح القول الرفع من معدلات فوائدها، نقلت بعض أجهزة الإعلام البريطانية عزم مجموعة فودافون عملاق الاتصالات المحمولة على بيع حصتها البالغة مليار دولار في شركة فيرايزون وايرلس الاميركية.

وتملك فودافون خيارا لبيع حصتها في فيرايزون وايرلس الى اكبر حملة الاسهم وهي شركة فيرايزون كوميونيكشنز. وقدرت الصحيفة قيمة الخيار بعشرين مليار دولار وقالت ان بيع الحصة سيوفر التمويل اللازم لاي عرض تريد الشركة البريطانية تمويله.

وعلى العكس من نصائح المحللين ببيع شركة «فيريزون وايرلس» التابعة لها والعاملة في الولايات المتحدة، جددت فودافون ثقتها في الشركة التي تمكنت حديثاً من زيادة حصتها في السوق الأميركية إلى في المئة بإضافة ملايين مشترك جديد. وارتفعت أرباح فودافون من الشركة بالتالي إلى أكثر من في المئة.

وتملك فودافون ما قيمته ستة مليارات جنيه إسترليني «, مليارات دولار» بوسعها أن تردها للمساهمين إذا ما قررت بيع حصتها في وحدتها اليابانية إلى شركة سوفتبنك.

وتقيم حصة فودافون البالغة , في المئة من أسهم سوفتبنك بنحو , تريليون ين «, مليارات جنيه» منها , مليارات جنيه ستحصل عليها الشركة نقدا عند اكتمال الصفقة. وقالت فودافون انها ستخصم من حساب رأس المال , مليارات جنيه في نتائجها للسنة المالية المنتهية في مارس/ آذار نتيجة لعملية البيع.

وفي طوكيو قالت مجموعة سوفتبنك اليابانية لاتصالات الانترنت انها اتفقت على شراء وحدة فودافون في اليابان مقابل , تريليون ين ما يمنحها موطئ قدم في سوق اتصالات الهاتف المحمول اليابانية التي يبلغ حجمها مليار دولار. وأضافت الشركة أنها ستقترض من , تريليون إلى , تريليون ين «من , مليارات إلى , مليارات دولار» في قرض مرحلي لتمويل الصفقة.

منافسة شرسة

»لقد حققت فودافون التوقعات بل وتفوقت على منافسيها في سوق تزداد المنافسة فيه باستمرار». كان ذلك ما أكده الرئيس التنفيذي لفودافون آرون سارين بعد انتشار خبر خسائر شركة فوادافون.

وأثرت شراسة المنافسة في سوق الاتصالات المتنقلة على مبيعات الشركة خلال العام الماضي ما دفعها لاتخاذ عدة خطوات لتلبية طلبات المستهلكين وتنويع خدماتها.

وأضاف سارين أن الشركة قررت الشركة بيع أعمالها في اليابان، والتي قدرت بمبلغ , مليارات جنيه استرليني، بعد أن عجزت عن تطوير عملياتها هناك.

ولكن عملياتها، من ناحية أخرى، شهدت نموا متواصلا في أسواق رئيسية أخرى مثل المانيا واسبانيا والولايات المتحدة.

وشدد سارين على أن ما حققته «فودافون التوقعات بل وتفوقت على منافسيها في سوق تزداد المنافسة فيه باستمرار».

وتنوي الشركة التركيز على أعمالها في أسواق ناشئة مثل الهند وتقليص إنفاقها في السوق الأوروبية.

ويتوقع أن ينخفض نمو العائدات إلى ما بين في المئة و, في المئة العام المقبل وأن تنخفض أرباح الخدمات الهاتفية بواقع واحد في المئة.

يرى المحللون الاقتصاديون أن هذه الهزة المالية، على رغم شدتها، لكنها لن تطيح بهذه الشركة العملاقة من قمة قائمة شركات الاتصالات، بل إن فودفون قد شرعت في إعادة هيكلة عملياتها، فأعلنت الشركة أنها ستستغني عن وظيفة في مراكزها بمدينة نيوبري بانجلترا. ومن دون احتساب عملية شطب الاصول فان الشركة حققت أرباحا بقيمة , مليارات جنيه إسترليني خلال الأشهر الـ الماضية مقابل , مليارات جنيه في العام السابق.

هذا من جانب، ومن جانب ستعهد الشركة عمليات إدارة تقنية المعلومات وصيانة العمليات وتصميم وبناء البرمجيات التابعة لها إلى شركات أخرى خلال السنوات الثلاث وربما الخمس السنوات المقبلة الأمر الذي يوفر لها ما بين في المئة إلى في المئة من الـ مليون جنيه إسترليني سنويا.

كذلك ستلجأ الشركة إلى إدارة شبكة سلسة التزويد (supply-chain management)، في غضون سنتين من الان ، وهذه الخطوة ستوافر لها ما قيمته في المئة من الـ مليارات جنيه إسترليني التي تنفقها اليوم. وفوق ذلك ستوحد الشركة مراكز البيانات (data centers) التابعة لها وهو ما سيقلص بين في المئة إلى في المئة من فاتورة تتجاوز مليون دولار سنويا.

هذه الإجراءات وأخرى غيرها مثل شراء شركات اتصالات أخرى صغيرة لمنها واعدة في السوق الأميركية، ستعطي الشركة دفعة لابأس بها تمكنها من الصمود في سوق الاتصالات التي باتت تحكمه قوانين منافسة شديدة، وهذه ما يتوقعه المحللون الذي يشكون كثيرا في خروج شركة عملاقة وقوية مثل فودافون من هذه السوق. لكن هذا لا يمنع من أن يقلق بعض حلفاء هذه الشركة أو شركائها، وخصوصاً في مناطق مثل منطقة الشرق الأوسط من سلبيات هذا الهزة العارضة التي لا يصمد أمامها سوى عمالقة من مستوى وحجم فودافون

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1366 - الجمعة 02 يونيو 2006م الموافق 05 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً