العدد 1377 - الثلثاء 13 يونيو 2006م الموافق 16 جمادى الأولى 1427هـ

اتهام السبعينية... في العقلية السينية

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

آخر الأخبار... الواردة من أقصى الديار... تقول إن الرجال الأخيار، الموجودين دائماً للتنصت خلف الدار... ألقوا القبض على امرأة في السبعين من العمر، وهي تشتري حاجياتها في ساعات الضحى، من محل تجاري يقع على شارع عام، مفتوح البابين على آخرهما، وله واجهة زجاجية كبيرة، يمكن من خلالها لأي شخص في الخارج مشاهدة ما يجري في الداخل... ويوجد في داخل المحل التجاري موظف غلبان، لكنه من الرجال الشجعان، الذين لايرضون بالهوان...

الأخبار التي وردت في بداية هذا الاسبوع... وتناقلتها وكالات الأنباء... ونشرتها بعض الصحف المحلية... تقول إن مجموعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الموجودة في الشقيقة الكبرى) ألقت القبض على امرأة في السبعين من العمر وهي موجودة في محل تجاري بتهمة الخلوة مع صاحب المحل... هذه المجموعة (الشرطة الدينية) أسرت السيدة الطاعنة في السن، وأخذتها إلى مركز التحقيق، وحققت معها من الظهر إلى ما بعد المغرب، وبعد نهاية التحقيق حاولت سجنها، ألا أن السلطات الرسمية رفضت ذلك، فما كان منهم إلا الاتصال بأهلها بعد صلاة العشاء لتسلمها، فأتى أولادها وأحفادها إلى المركز وتسلموها وهي في حال سيئة للغاية.

تصوروا هؤلاء القوم «الحمدلله والشكر» والذين كنا قد سبق وتكلمنا عنهم عندما هجموا على بناية وطاردوا غراباً أسود ظناً منهم بأنه ساحرة إفريقية وتطير... تصوروا جبروتهم وهم يهجمون على محل تجاري مفتوح في وضح النهار، وبه سيدة مسكينة وطاعنة في السن «والله العظيم مسكينة» وعمرها سبعون سنة، ولها عدد من الأولاد والبنات الكرماء، ولها عدد من الأحفاد الذين يعملون بكل جد وإخلاص في سبيل رفع شأن بلدهم... تصوروا جبروتهم عندما يمسكون بهذه السيدة ويتهمونها في عرضها وشرفها أمام مرأى وأنظار الكثير من المواطنين... أريدكم أن تتصوروا فقط موقف هذه المرأة المسكينة، وموقف أولادها وأحفادها، وموقف كل أهلها وحتى معارفها.

هل يعقل أن أناساً لديهم قلب يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر، من الممكن أن يهجموا على سيدة كبيرة في السن وهي تتسوق من محل تجاري في وضح النهار، ويتهمونها في عرضها وشرفها، ثم يمسكونها عنوة... وعنوة تعني بكل قوة من أياديهم التي هي في حجم صناديق البيبسي... ثم يقودونها قسراً وأمام الناس إلى مركز التحقيق... والله أن هذه المسكينة كسرت قلبي، يعني هؤلاء القوم ما عندهم رحمة في قلوبهم، ما عندهم ناس توقف في وجوههم وتخبرهم بأن من رمى المحصنات فإن مصيره النار، فما بالك بمن رمى وتعدى وتهجم على امرأة مسكينة في السبعين من عمرها...

هذه المرأة السبعينية... والتي اتهموها بتهمة فاضحة... وأجلسوها وحققوا معها لساعات طوال في وقت هي محتاجة فيه للراحة والقيلولة... وأرهقوها بأسئلتهم «الله العالم ماهي»... ثم أتى أبناؤها وأحفادها لتسلمها من بين أياديهم وهي في حال صحية سيئة ونفسية مزرية... هذه المرأة كيف يكون لها وجه تقابل فيه الناس، وكيف تعيش الباقي من حياتها بعدما لطخوا سمعتها وهي في هذا العمر؟... والله لوجرى عليها مكروه «الله يستر ويعطيها طول العمر» ليكون ذنب المسكينة في رقبتهم...

في المرة السابقة قالوا ساحرة سوداء وعريانة وتحولت إلى طائر وطارت عنهم ولحقوها ومسكوها، وهذه المرة يقولون سيدة في السبعين متهمة بالخلوة... يعني بالله عليكم عاد هذي كلام يمكن لأي عاقل بأن يصدقه، هم ما يعرفون المثل الذي يقول «حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له»؟... طيب وين العقل البشري عنهم، وين الثقافة والمفهومية؟... لكن في الواقع اللوم لا يقع عليهم لوحدهم، ولكن اللوم يقع على المجموعات التي تصدق هذه الخرافات وأرسلت لي الكثير من الرسائل عبر البريد الإلكتروني وهي تتهمني بالكفر والإلحاد، فقط لأني تجرأت في المرة السابقة ولم أصدق موضوع تحول الساحرة الإفريقية إلى غراب...

والشكر... كل الشكر موصول إلى الأعزاء من الشقيقة الكبرى ومن البحرين، والذين أرسلوا لي الكثير من الرسائل الإلكترونية والتي تعبر عن فرحتهم بوجود شخص جريء يتطرق إلى هذه الموضوعات والتي يخشى من التطرق إليها الكثيرون

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1377 - الثلثاء 13 يونيو 2006م الموافق 16 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً