العدد 1378 - الأربعاء 14 يونيو 2006م الموافق 17 جمادى الأولى 1427هـ

ازدهار التجارة الإلكترونية الأميركية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كثيرة هي الأسباب التي ماتزال تقف عثرة أمام تطور التجارة الإلكترونية في المنطقة العربية. وتسخن النقاشات العربية محاولة تشخيص تلك الأسباب التي تحول من دون ذلك. وقد أرجع الكثيرون ذلك إلى الكلف الباهظة التي تتطلبها المصروفات التشغيلية الثابتة لممارسة هذا النوع من الأعمال، ويأتي في مقدمة تلك الكلف المتطلبات التكنولوجية.

الأمر يبدو مختلفا تماما في الولايات المتحدة. فمن أهم النتائج التي خرج مسح ميداني قامت به شركة ويب سيرفيور (WebSurveyor Corp.) لصالح شركة إنترنت ريتيلر (Internet Retailer)، ولخصه في تقرير غني بالمعلومات مارك بروهان (Mark Brohan)، هي أن نسبة ضئيلة من تلك الشركات التي تمارس التجارة الإلكترونية، على اختلاف نموذجها التجاري، وطبيعة الخدمات التي توفرها او المنتجات التي تسوقها، هي المستعدة للمساومة على الموازنات المخصصة للصرف على التكنولوجيا، وخصوصاً تلك المتعلقة بالمنصات التي يتم النشاط التجاري، والتحويلات المالية عبرها. على رغم أن نسبة منها بلغت في المئة مستعدة للتقتير في الموازنات المخصصة للتسويق والإعلان.

والمعروف أن كلفة تشغيل منصة إلكترونية تتراوح، في الولايات المتحدة وبحسب تقرير شركة جوبيتر، بين ألف و ملايين دولار سنويا، بناء على حجم الشركة، وحجم عملياتها التي تحتاج إلى معالجة. لكن، وبدلا من أن تتراجع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عن ممارسة التجارة الإلكترونية، وجدناها تلجأ إلى دفع نحو ألف دولار سنويا لقاء استخدامها منصة إلكترونية يديرها أو يملكها طرف ثالث. فتحقيق الاستمرارية، وتلبية طلبات الزبائن، والارتقاء إلى توقعاتهم وإدارة الأعمال بالكفاءة المطلوبة... كلها أمور بحاجة إلى منصة تجارة إلكترونية كفوءة ومتينة وقابلة للتطور. ولذلك لم تتجاوز نسبة الشركات التي قد تعيد النظر في التكنولوجيا ولأسباب مالية في المئة، من بين الـ شركة التي وافقت على المشاركة في ذلك المسح.

ولعل الأمر الذي يفسر حرص تلك الشركات على قبول تلك الكلفة هي الحقائق الأخرى التي جاء بها المسح والتي تقول:

- في المئة من الشركات التي شملها المسح تحقق أرباحا.

- من بين جميع الشركات، كانت هناك ما يقارب من في المئة شركات تخيلية، أي أنها تمارس نشاطها وتدير أعمالها على الويب فقط. هذه الشركات تحقق أرباحاً منذ إلى سنوات.

- نحو في المئة من الشركات التي تدير أعمالها على الويب وعن طريق شبكة من الفروع الإلكترونية كانت مربحة منذ إلى سنوات.

- نحو في المئة من الشركات التي تبيع من خلال الكتلوغات الإلكترونية، هي الأخرى حققت أرباحا خلال الفترة بين إلى سنوات.

وكلها أمور تقود إلى ازدهار التجارة الإلكترونية، التي كم نتمنى أن تنتقل العدوى منها إلى المنطقة العربية

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1378 - الأربعاء 14 يونيو 2006م الموافق 17 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً