العدد 1378 - الأربعاء 14 يونيو 2006م الموافق 17 جمادى الأولى 1427هـ

الوطن العربي ذو «خلية بدائية»؟!

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

الوضع في وطننا العربي لم يتضح بعد، والأسئلة المثارة لا تجد من الإجابات ما يشير إلى أين تتجه بوصلتنا السياسية، وخصوصاً بعد الفوضى التي عمت الكثير من بلداننا منذ عقد ونصف العقد من الزمن.

وضعنا مأسوي، فحال بلادنا وأوطاننا تتراوح ما بين منصوب ومجرور ومرفوع، ما يجعلنا بحاجة لأكثر من ابن خلدون لشرحه بعد أن أصابه كل هذا الغموض وصار عرضة لكل الشكوك.

بعد أن فقدنا أمل دولة فلسطينية حرة غير مقسمة، جاء العراق المقسم، والسودان الذي بات قاب قوسين أو أدنى من التقسيم، فجنوبه وشرقه يريد الاستقلال بمعنى آخر الانقسام عن الوطن الأم. أما الصومال فيبدو أنه هو الآخر لحق بركب التقسيم، إذ شهدت ساحته تطورا غريبا، فقد سيطرت ميليشيات «المحاكم الشرعية» على مقديشو منهية بذلك سيطرة أمراء الحرب المتحالفين مع الولايات المتحدة تحت شعار «تحالف إرساء السلام ومكافحة الإرهاب».

من هنا بدأ العالم، وخصوصاً أميركا حراكاً جديداً ونشطاً نحو الصومال باستثناء العالم العربي الذي يعيش الصومال ضمن منظومته. واليوم (الخميس) يجتمع «المهمومون» بالشأن الصومالي من دوننا نحن العرب، ليضعوا حدا للفوضى. ولعل أرجح الاحتمالات حتى الآن هو أن الاجتماع سيؤدي إلى إصدار قرار يقضي بإرسال قوات دولية تحت الفصل السابع من قانون الأمم المتحدة لفرض السلام ومساعدة الصومال في الحفاظ على «استقراره».

الاستقرار والأمن في المفهوم الغربي معناه بحسب تجاربنا في فلسطين والعراق والسودان «الانقسام». فالغرب يحصرنا في طريقة واحدة للحفاظ على سلالتنا العريقة، وهذه الطريقة ليست إلا إحدى الصفات العلمية للكائنات وحيدة الخلية مع وطننا أو بحيوان «بدائي الخلية» أو «وحيد الخلية»، بمعنى أن فرصتنا لنتكاثر ونبقي على سلالتنا هي «الانشطار» وبالمفهوم السياسي التقسيم الحدودي.

كل تلك التحركات الدولية لن تفيدنا لنعيش بسلام وأمان واستقرار، بل ستؤدي إلى شطب دولنا الواحدة تلو الأخرى من خريطة العالم، وساعتها لن ينفع الندم على الزوال

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1378 - الأربعاء 14 يونيو 2006م الموافق 17 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً