العدد 1381 - السبت 17 يونيو 2006م الموافق 20 جمادى الأولى 1427هـ

رجلاً يجرون وراء كرة

ندى الوادي nada.alwadi [at] alwasatnews.com

.

لطالما اعتبرت بعض النسوة موسم كأس العالم هو أطول الفترات التي تمر بها حياتهن الأسرية، وتمنين أن تمضي هذه الفترة سريعاً حتى يعدن إلى ممارسة حياتهن الطبيعية، التي لا يتخللها حديث المباريات والأهداف التي سجلت بالأمس، وأين ستصل البرازيل أو الأرجنتين أو إيطاليا في المونديال.

وتحمد النسوة الله تعالى لأن المونديال يتكرر مرة كل أربع سنوات، وربما سنت «الفيفا» هذه القاعدة رأفة بحال أولئك النسوة، لأنه لو كان يتكرر مرة كل عام لربما حصلت من المشكلات الكثير.

النصيحة الذهبية التي يقدمها الاختصاصيون الاجتماعيون، هي استغلال هذه الفترة، التي تدوم قصيراً وتتكرر قليلاً، من قبل الزوجات لكي يضغطن على أنفسهن ويتابعن المباريات مع أزواجهن، علهن يجدن موضوعاً مشتركاً يتحدثن فيه معهم، من باب مشاركة الاهتمامات وتقبل الآخر.

وعلى رغم كون موسم المباريات مزعجاً لكثير من النسوة، فإن من الإنصاف القول بإنه موسم قصير مهما طال، يمكن للزوجات أن يتغاضين فيه ولو قليلاً عن غياب أزواجهن، وانشغالهم الدائم بالمباريات، متفهمات للشغف الكبير الذي يصاحب هذا الحدث العالمي، الذي يشاركهم فيه جميع مشجعي الكرة حول العالم.

غير أن المفارقة الحقيقية، هي اعتبار هذا الحدث «ذكورياً» بامتياز، لا شأن للنساء به، لا مشجعات ولا متابعات. وهو الأمر الذي يبتعد كثيراً عن الواقع، وخصوصاً لكون الكثير من متابعي ومشجعي الفرق المختلفة هن من النساء، ليس فقط في الخارج، وإنما في البحرين أيضاَ. ولا يخفى أن عدداً من المقاهي خصصت أقساماً للعائلات أثناء عرضها لمباريات كأس العالم، وبدا على كثير من الفتيات شغف حقيقي باللعبة واهتمام بلاعبيها وآخر نتائجها.

غير أن فئة المشجعات المهتمات تلك، لا تعدو كونها جزءاً يسيراً من عدد النسوة اللاتي «يحقدن» على موسم المونديال - إن جاز التعبير- ويتمنين الخلاص منه بأسرع وقت ممكن.

ومن الأخبار الطريفة التي صاحبت موسم المونديال، تأسيس جماعة نسائية من السيدات الهولنديات حملت اسم «نساء من أجل هولندا خالية من كرة القدم»، وجماعة أخرى من السيدات البريطانيات اللاتي أسسن نادياً خاصاً بهن أسمينه «نادي أرامل كاس العالم»، متوقعات إهمالاً شديداً من قبل أزواجهن في فترة مباريات كأس العالم.

هذه التحركات، على طرافتها، تحمل مؤشراً واضحاً على وجود مشكلة عندما يزداد هوس الأزواج بمباريات كأس العالم، بشكل يفوق حده، ويدفع بالزوجات لعمل لوبي ضاغط ومنظم اخترعن فيه أساليباً مبتكرة لمواجهة موسم كأس العالم.

واخترعت النساء عدداً كبيراً من الأساليب، كان أطرفها رسالة انتشرت عبر البريد الالكتروني، طالبن بإرسالها باسم نساء العالم، إلى جميع الأزواج الذين يتابعون مباريات كأس العالم، طلبن فيها منهم محاولة تحرير «جهاز التحكم عن بعد» من أيديهم ولو لنصف ساعة، وأن يعلموا أن جهاز التلفاز ليس ملكهم وحدهم وأن من حق الغير مشاهدة البرامج التي يتابعها عادة.

وإذا ما كان الأولاد يقعون عن السرير أو يتقاتلون، فليضحّوا قليلاً ويتدخّلوا قبل فوات الأوان وإن كانوا سيفوّتون عليهم الهدف الحاسم. ودعتهم الرسالة أيضاً أن يتذكروا أن الزوجات لم يدعمن أو يمولن الفريق المنافس ولم يقدمن الرشوة للحكم وأنهن لسن مسئولات لا من بعيد ولا من قريب ولا حتى مشاركات في التآمر على فريقهم لكي يخسر... وبالتالي طلبن ألا يرمقوهن بتلك النظرات الشزراء بعد انتهاء المباراة. وطالبن الأزواج أيضاً بأن يكتفوا بمشاهدة إعادة المباريات، وإعادة لحظاتها الحاسمة، وإعادة أبرز مشاهدها، وإعادة أهم مقتطفاتها، وإعادة الإعادة، فقط.

وأخيراً طالبن الأزواج أيضاً ألا يغضبوا إذا ما سألتهم زوجاتهم خلال مباراة ما أي فريق يلبس أي لون، وألا يعتبروا ذلك جهلا ونقصاً في ثقافتهن بل يجب أن يقدروا جهودهن لمجاراتهم، وألا يقولوا لزوجاتهن «سأشرح لك لاحقا» عندما تسألنهم ما الذي يحصل وما معنى صفارة الحكم لأنهن يعرفن جيداً أن هذا لن يحصل.

في النهاية ربما يجب على بعض الأزواج أن يقدروا أن كأس العالم الذي يعني لهم في هذه الأوقات كل شيء، لا يعني لبعض زوجاتهم أكثر من رجلاً يركضون وراء كرة من غير سبب

إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"

العدد 1381 - السبت 17 يونيو 2006م الموافق 20 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً