العدد 1346 - السبت 13 مايو 2006م الموافق 14 ربيع الثاني 1427هـ

ألبا تنفذ مشروع تخزين بكلفة 20 مليون دولار لمصنع التكليس

زادت طاقة مصنع التكليس إلى 600 ألف طن

قال الرئيس التنفيذي لشركة ألمنيوم البحرين (ألبا) أحمد النعيمي: إن الشركة تقوم بتنفيذ مشروع تخزين يكلف 20 مليون دولار تابع لمصنع التكليس الذي ارتفعت طاقته الإنتاجية إلى 600 ألف طن سنويا من 450 ألف طن في السابق بهدف حماية البيئة في المصنع الذي يعتبر واحداً من أفضل مصانع التكليس في العالم.

وقال النعيمي: «مصنع التكليس بدأ بطاقة إنتاجية تبلغ 450 ألف طن وإنه أفضل مصنع تكليس في العالم سواء من الناحية التجارية أو التقنية ولا أعتقد أن هناك مصنع تكليس يعمل في نفس بيئة مصنع التكليس التابع لألبا وهو المصنع الوحيد الذي جميع المواد الخام ستكون مغطاة بالكامل لحماية البيئة. جميع مصانع الألمنيوم تخزن المواد الخام في الهواء الطلق». وأضاف يقول على هامش زيارة وفد من «الوسط» إلى شركة ألبا: «لدينا مشروع بناء مخزن بقيمة 20 مليون دولار ليس له مردود مالي ولكن يهدف إلى حماية البيئة. على رغم أن صناعة التكليس كانت صناعة حديثة فقد استطاع العمال زيادة طاقة مصنع التكليس بأفكار بسيطة من 450 ألف طن سنويا إلى 600 ألف طن وهذا الذي جعل المصنع واحداً من أفضل المصانع».

وتقوم شركة إيطالية بتنفيذ المشروع الذي من المتوقع أن يكتمل في الربع الأخير من العام الجاري الذي هدف إلى تقليل الاعتماد على المصادر الخارجية التي قد تعرقل أو تحد من زيادة الإنتاج خصوصاً في أوقات الأزمات.

وذكر النعيمي أن ألبا تستخدم 320 ألف طن سنويا من الفحم المكلس أو 60 في المئة من إنتاج المصنع بينما يتم تصدير الباقي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وجنوب إفريقيا وأوروبا وبقية الأسواق العالمية بأسعار السوق الجارية. وتستورد ألبا نحو 840 ألف طن سنويا من المواد الخام من الصين والكويت وسورية.

وقال إن ألبا بدأت بطاقة إنتاجية بلغت 120 ألف طن سنويا ما لبثت أن زادت سبعة أضعاف إلى نحو 840 آلاف طن سنويا «وهذا كله بجهود سواء من داخل الشركة أو خارجها وأن المصنع بني من أجل الوطن والعمالة الوطنية وهذا الذي نسعى إليه».

وكانت الشركة قد قامت بتوسعة لإضافة خط إنتاج خامس بلغت كلفته 1,7 مليار دولار وأدى إلى إضافة 307 ألف طن سنويا من الألمنيوم لترتفع بذلك الطاقة الإنتاجية للمصهر إلى 840 ألف طن سنويا ليكون بذلك أكبر مصهر في الشرق الأوسط. ويبلغ طول الخط الخامس 1,2 كيلومتر ويعتبر أكبر خط إنتاج ألمنيوم في العالم.

وصعدت مساهمة ألبا في الناتج المحلي الإجمالي في المملكة إلى نحو 12 في المئة من 10 في المئة بسبب الخط الخامس الذي بدأ الإنتاج في شهر مايو / أيار العام الماضي إذ يضخ أكثر من 400 مليون دولار في الاقتصاد المحلي.

وتحدث عن الخط السادس المقترح «لايزال على الأجندة ولكن العامل عامل وقت ومتى ما توافر الغاز سيعاد النظر في الموضوع». وسيرفع الخط عند تنفيذه طاقة المصهر إلى أكثر من مليون طن سنويا وسيتكلف نحو 1,6 مليار دولار. وسيبلغ طوله تقريبا الخط الخامس نفسه.

وأضاف «موضوع توفير الغاز هو موضع بحث بين الحكومة البحرينية ومصدري الغاز». وتتفاوض المملكة مع جارتيها قطر وإيران لتصدير الغاز ولكن لم يتخذ قرار رسمي حتى الآن على رغم أن بعض المصادر ترجح أن يتم استيراد الغاز من قطر بسبب ارتباط البلدين بمجلس التعاون الخليجي.

وقامت ألبا بدراسة جدوى اقتصادية عن مشروع الخط السادس والتي جهزت الشركة مكانا مجاورا للخط الخامس ولديها التكنولوجيا ولكن لاتزال تنتظر الضوء الأخضر من ملاك الشركة. وألبا مملوكة بنسبة 77 في المئة إلى الحكومة البحرينية و20 في المئة إلى المملكة العربية السعودية وثلاثة في المئة إلى المجموعة الألمانية بريتون انفستمنتس.

وقال النعيمي «بعد توفر الغاز سيتم إعادة النظر في دراسة الجدوى لأن عامل الوقت مهم».

ويوجد مصهر ألمنيوم آخر في دبي ينتج أكثر من 700 ألف طن سنويا وتجرى توسعته في الوقت الحاضر. كما أنه تنوي بعض دول المنطقة بناء مصانع ألمنيوم من ضمنها مصنع صحار في سلطنة عمان ولكن النعيمي قال «السوق تحتاج إلى بناء مصهر كل عام». وإذ إن صناعة الألمنيوم تعتمد على الغاز فقد قامت البحرين بمد أنابيب غاز من بئر الخف بالقرب من جبل الدخان ويتم تجميعه في ألبا ومن ثم ضخه إلى أربع محطات كهرباء تمد المصنع بالطاقة.

وينمو الطلب العالمي على الألمنيوم بنحو ثلاثة إلى أربعة في المئة سنويا معظمه من الدول الآسيوية خصوصاً الصين وهو السبب الذي رفع سعر طن الألمنيوم في الوقت الحاضر إلى أكثر من 3000 دولار للطن أو تقريبا ضعف سعره قبل عامين في وقت يتوقع استمرار الطلب على الألمنيوم.

وقال النعيمي إن ارتفاع سعر الألمنيوم قد يكون له انعكاسات سلبية إذ سيبحث المستهلكون عن مادة بديلة إذا استمر الصعود غير المتوقع في أسعار هذه المادة الخفيفة. والالمنيوم ليس المادة الوحيدة التي صعدت أسعارها في الأسواق العالمية ولكن معظم المعادن وقال النعيمي إن ألبا تبيع المادة الخفيفة في السوق المحلية بأسعار السوق الدولية نفسها. ولندن هي مركز بيع معظم المعادن العالمية.

ويقول مسئولون إن المنافسة في المنطقة لإنشاء مصانع ألمنيوم جديدة لن تضر أسعار المعدن بقدر ما تزيد المنافسة على الموظفين المؤهلين لتشغيل هذه المصانع وهو التحدي الرئيسي الذي يواجه ألبا في الوقت الحاضر وكيف تستطيع المحافظة على المؤهلين لديها.

غير أن ألبا لديها ميزة منافسة وهي اعتمادها على الكوادر المحلية في تشغيل المصهر في حين أن المصاهر الحالية الأخرى أو المستقبلية ستعتمد على الخبرات الأجنبية الموجودة في المنطقة.

كما قال النعيمي إن عدد الموظفين في شركة المنيوم البحرين تبلغ نحو ثلاثة آلاف، 89 في المئة منها هم من البحرينيين وأن الطاقم الإداري جميعه من البحرينيين ما عدا نحو أربعة مديرين بعد أن كانوا يعدون بالاصابع في السابق.

وفي مجال البيئة استثمرت ألبا نحو 600 مليون دولار ليكون المصنع واحداً من أفضل (إن لم يكن أفضلها) المصانع من ناحية النظافة. وتشاهد الأجهزة العملاقة التي تقوم بسحب الأبخرة والغازات الضارة بالبيئة ثم تعيد تدويرها داخل خلايا صهر الألمنيوم حتى لا يكون هناك أي ضرر من عمليات الصهر. وبالنسبة إلى الحوادث في المصنع قال النعيمي إن بعض الحوادث الخارجة عن الإرادة حدثت في العام الماضي ولكن العام الجاري وحتى الآن «بلغنا نحو مليون و500 ساعة من دون إصابة على رغم زيادة الإنتاج 60 في المئة». وتطرق إلى التسويق فقال النعيمي إن الشركة بدأت في التسويق المباشر إلى الزبائن بدلا من أن يكون التسويق عن طريق الوسطاء، كما كان في الماضي «وهذا عامل تحدٍ لنا» وأن موظفي التسويق استطاعوا الدخول إلى السوق بسرعة والتعامل مع الزبائن في الشرق الأقصى والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا. وتبيع ألبا الألمنيوم إلى ثماني شركات في المملكة والتي تقوم بدورها ببيع الألمنيوم بعد تحويله إلى مواد بسيطة عن طريق الصهر في درجة حرارة تبلغ نحو 960 درجة إلى المصانع الصغيرة المختلفة إذ يدخل الألمنيوم في صناعة معظم المواد الاستهلاكية من ضمنها الأبواب والنوافذ وحتى عجلات السيارات.

ونالت ألبا شهادة الجودة العالمية بعد ان استحقتها حين أثبتت منتجاتها جودة عالمية تنافس أفضل المنتجات وأعلاها جودة في العالم. وقامت بعملية التدقيق منظمة خض وهي منظمة عالمية مقرها الرئيسي في النرويج تم خلالها فحص انظمة إدارة الجودة في الشركة بالإضافة إلى عمليات التنسيق بين انظمة المسبك وتلك التابعة للمستودع والتسويق والصيانة والمشتريات.

وأظهرت جولة في ألبا مدى السلاسة والبساطة في عمليات معقدة وخطرة في شركة مثل ألبا ومدى التزام السلامة والأمان للموظفين إذ تدخل التكنولوجيا الحديثة في معظم عمليات الصهر وان التدخل البشري هو لإدارة هذه التقنية العالية ومراقبتها وأن الموظفين محكومون بإجراءات عالية للسلامة

العدد 1346 - السبت 13 مايو 2006م الموافق 14 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً