أطلق ضابط سابق في البحرية الفرنسية شركة فريدة من نوعها لبناء غواصات مخصصة للسياحة وللقوى الامنية مستلهما ابطاله المفضلين في عالمي السينما وروايات الخيال العلمي ومعتمدا على تمويل بعض الخليجيين الاغنياء.
وفي ورشة قرب مرفأ جبل علي عند حدود امارة دبي مع امارة أبوظبي، يقوم عامل هندي بتنظيف سطح يخت ابيض يبلغ طوله 20 مترا بينما يقوم زملاء له بتركيب مراحيض في غرفة صغيرة على السطح الزجاجي.
الا ان «بروتيوس» وهو اسم هذا اليخت الذي طلب احد الاغنياء بناءه لحسابه بستة ملايين دولار، ليس عاديا لانه يمكن استعماله كغواصة تجوب البحار على عمق عشرين مترا.
ويقول الفرنسي هيرفيه جوبير الذي يدير شركة «اكزوموس» ان مشروعه ليس عاديا لان «فيه شيئا من اجواء جيمس بوند»، العميل البريطاني السري نجم سلسلة من الافلام الأكثر شهرة في تاريخ السينما والذي استخدم غواصات في افلامه.
ووصل جوبير (50 عاما) في نوفمبر/ تشرين الثاني إلى دبي لينشئ ويدير «اكزوموس» التي تبني الغواصات والسفن غير العادية التي يمكنها ان تغوص تحت الماء وبالتالي يمكن استعمالها من قبل القوى الامنية او لتنظيم الرحلات البحرية الفاخرة.
وانطلقت هذه الشركة في مارس/ اذار 2005 برأس مال قدره 15 مليون دولار ساهمت به مؤسسة تابعة لحكومة دبي تدير مرافئ الامارة ومن بينها مرفأ جبل علي.
ويرد باستياء شديد على سؤال عما اذا كان المشروع يهدف الى جذب الانتباه ومخصص للشيوخ الاغنياء. ويقول هذا الفرنسي من ضاحية نويي سور سين الباريسية الراقية، «انها ليست ألعابا يشتريها الشيوخ الاغنياء، بل ان شيوخا استثمروا أموالهم في مشروع سيدر الكثير من الارباح».
ويؤكد جوبير ان هناك طلبا كبيرا على غواصاته خصوصاً من قبل القوى الامنية والمنتجعات البحرية، مشيرا الى انه يتطلع الى ان تصل ارباحه الى ملياري دولار بعد عشر سنوات.
ويضيف «انت بحاجة الى سيارة والى غسالة صحون لكن ربما تكون بحاجة ايضا الى غواصة من دون ان تدري. واول من سيكتشف هذه الحاجة هي الشرطة والفنادق».
ويؤكد جوبير ان مهاراته التقنية قد اختبرت بكل نجاح.
وبدأت شراكته مع دبي اثر لقاء تم قبل سنوات بينه وبين سلطان بن سليم الذي يرأس الادارة الحكومية التي تمول المشروع ويرأس ايضا مجموعة نخيل العقارية الحكومية التي اطلقت عددا كبيرا من المشروعات العملاقة في دبي، ومنها جزر النخيل الشهيرة.
وكان جوبير حينها في فلوريدا بالولايات المتحدة إذ اقام ابتداء من 1992 اثر مغادرته البحرية الفرنسية ليكرس وقته كليا لصناعة الغواصات. ويؤكد في هذا السياق ان «الجهاز الفرنسي العسكري محافظ جدا ولا يتقبل الاشخاص الخلاقين».
ويشير جوبير الحائز على شهادة في الهندسة الميكانيكية من الاكاديمية البحرية الفرنسية والذي بلغ رتبة نقيب، الى انه بدأ بصناعة غواصات من الخشب عندما كان عمره اربعة عشر عاما.
كما يشير الى انه تأثر كثيرا بكتب الروائي الفرنسي جول فيرن الذي وضع الكثير من كتب الخيال العلمي، وخصوصاً بالكابتن نيمو بطل رواية «ألف مكان تحت البحار» الذي كان يعيش في غواصته «نوتيليس».
و«نيمو» هو اسم احدى الغواصات التي تبنيها «اكزوموس» حاليا وهي ستخصص لرحلات بحرية سياحية مخصصة لملايين السياح الذين يتوافدن سنويا الى دبي. وينوي جوبير بناء نحو خمسين غواصة من طراز «نيمو» يفترض ان تستخدم في الخليج، وفي البحرين الأحمر والمتوسط ايضا
العدد 1351 - الخميس 18 مايو 2006م الموافق 19 ربيع الثاني 1427هـ