العدد 1362 - الإثنين 29 مايو 2006م الموافق 01 جمادى الأولى 1427هـ

الخفاء شعار حرب الإرهاب

هنادي منصور comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تتكشف الحقائق يوما بعد يوم عن حقيقة «الديمقراطية» و«حرب التحرير» التي أشهرتها أميركا في منطقة «الشرق الأوسط الكبير» بدءا من حربها ضد حركة «طالبان» في أفغانستان ثم حرب العراق التي استندت جميعها إلى ذرائع كاذبة.

بالأمس شدد الرئيس الأميركي جورج بوش على شعار الديمقراطية ونضاله في بث هذه القيمة المعنوية في أرجاء دول الشرق الأوسط في حربه ضد الإرهاب وعاهد الجنود المتخرجين من الأكاديمية العسكرية في وست بوينت والموجودين على مقاعد الجامعة على تحقيق النصر في هذه الحرب التي ستلقى على عاتق «الجيل الجديد».

غير أن الوقائع الموجودة على الأرض تبين حقيقة تلك الديمقراطية الزائفة فمن العراق تجد المجزرة التي نفذتها حديثاً قوات المارينز في الحديثة وقتلت نحو 24 مدنياً عراقياً عزل بدم بارد معظمهم من الأطفال والنساء، وذهب ذلك بالسيناتور جون مورثا - ديمقراطي معارض لحرب العراق - إلى القول إن المجزرة ألحقت ضررا بأهداف أميركا في العراق أكثر مما سببته فضيحة إساءة معاملة السجناء في أبوغريب.

ومن جهة أفغانستان اتقد الغضب الشعبي والثورة التي عبر عنها المواطنون الأفغان رداً على اقتحام قافلة عسكرية أميركية رتلاً من السيارات المدنية في كابول أسفر عن سقوط عدد من القتلى الأفغان مما تسبب في إثارة حنق الشارع الأفغاني التي توجه إلى البرلمان والسفارة الأميركية تنديدا بالحادث الذي أودى بحياة نحو 30 مدنيا.

بعد هجمات سبتمبر/ أيلول 2001 والاعتداء على برجي التجارة العالمي مازالت الترنيمة والشعارات التي أطلقها بوش في حربه على الإرهاب بهدف كسب ود الشارع العالمي والأميركي خصوصاً لإقناعه بأهداف قيمه البراقة هي نفسها. لكن الحقيقة - التي ربما تكون عسيرة على الشارع الأميركي للحصول عليها - تبقى هي المعيار والفيصل الذي يحكم الغث من السمين وهي المفتاح الوحيد الذي يحرج إدارة بوش في كشف زور حربه ضد التطرف والتشدد الديني وإحلال محلها الاعتدال والاتزان

العدد 1362 - الإثنين 29 مايو 2006م الموافق 01 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً