العدد 3279 - الإثنين 29 أغسطس 2011م الموافق 30 رمضان 1432هـ

العيد بين الأمل والألم

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

يمرّ بنا العيد هذا العام وعالمنا العربي يموج بكثير من المتغيرات التي أحدثت هزة كبرى في حياته وفي طريقة تعاطيه وفهمه للأحداث التي مرّت به أو التي ستمرّ به مستقبلاً.

وفي ظل هذه المتغيرات تأتي أيام العيد وبعد انقضاء شهر رمضان المبارك، ومع أن طبيعة أيامه أن تكون أيام فرح وبهجة إلا أن الأحداث التي تجري في بعض بلادنا قد لا تجعلها كذلك.

تمرّ أيام العيد على إخواننا في سورية وقد فقدوا من أحبتهم أكثر من ألفي شهيد بالإضافة إلى الآلاف الذي يقبعون في السجون، هذا غير الجرحى وغير التدمير الهائل الذي أحدثته آلة الإجرام في ممتلكاتهم.

والواضح أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، فحكومتهم مازالت مصرّة على الاستمرار في نهجها الانتقامي من كل من يطالب بالإصلاح، فكيف يتسنى لهؤلاء أن يفرحوا بالعيد؟ بل هل يستطيعون فعل ذلك لو أرادوا؟

وتتكرر الحالة مع أحبائنا في اليمن وإن كانت بدرجة أقل لكن قتلاهم في ازدياد ووضعهم الاقتصادي يزداد سوءاً، وحكومتهم لاتزال مصرّة على ضلالها القديم، و «صالحهم» لم يتعظ بغيره فعل العقلاء، فهل نتوقع منهم فرحاً وبهجة وهم في هذا الوضع السيئ؟

ومع أن سفاك ليبيا أوشك على الزوال، إلا أن الشعب الليبي لا يمكنه نسيان الآلاف من قتلاه وجرحاه، كما لا يمكنه تجاوز محنته الاقتصادية التي مسّت كل بيت من بيوته... لكن الذي قد يخفف من حدة ذلك فرحة الليبيين وفرحة العرب معهم بالتخلص من ذلك الطاغية وعودة ليبيا إلى الوضع الجيد الذي يجب أن تكون عليه.

وفي البحرين عانى إخواننا كثيراً من الإشكالات التي حدثت بين الحكومة والمعارضة وخلفت كثيراً من الجراح في القلوب إلا أنها وبفعل تدخل العقلاء باتت قريبة من الانفراج، والأمل ألا يأتي العيد إلا وقد انتهى كل شيء كما يحب الجميع بإذن الله.

ومع وجود مآسٍ أخرى في الصومال والسودان وإن كانت من نوع آخر إلا أن الآمال المرتقبة قد تنسينا ذلك كله!

التغيرات التي حدثت والتي لم يكن أحد يتوقعها، ستكون فاتحة خير إن شاء الله، هذا إن لم تحدث مفاجآت سيئة تغيّر مساراتها!

نتألم مما نراه ونسمعه في بعض بلادنا، ولكن الإسلام علمنا أن اليأس مثل الكفر، ولهذا يجب أن نضع الآمال الجيدة نصب أعيننا وفي مسار حياتنا كلها.

العيد فرحة كل مسلم ليصل القريب والبعيد، وليجعل حياته حسب منهج الإسلام لتكون أيامه كلها خيراً وسعادة

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3279 - الإثنين 29 أغسطس 2011م الموافق 30 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 11:56 ص

      بـ أيّ حَآلٍ عُدتَ يَآ عِيدْ .. !

      آعْذُرنِي يَآ عِيد ..
      لَنْ ألْبَسْ فِي يَومِكَ الجَدِيد ..
      وَلَنْ ألقَآكَ بـ الحُبّ وَالتّغْرِيد ..
      :(

    • زائر 3 | 9:16 ص

      لا يأس مع الحياة..

      لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس -كلمة لكل الشرفاء في وطننا الحبيب وتحية لكل المتضررين ونحن ليس ببعيد عن كلمة مولانا أمير الموحدين(ع)"أن كل ما تفقده في الدنيا فهو غنيمة لك في الاخرة"

    • محب البحرين | 5:35 ص

      حسافه يالبحرين

      عيد, بأية حال عدت يا عيد؟!

    • زائر 1 | 11:52 م

      لن أوزع عيدية هذا العام

      لم أشتر لابنائي ثياب العيد ولن أوزع على الاطفال عيدية لان الاشهر الفائتة أكلت الاخضر واليابس... مفصول.

اقرأ ايضاً