العدد 3279 - الإثنين 29 أغسطس 2011م الموافق 30 رمضان 1432هـ

الجماهير الخاسر الأكبر

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

الجماهير هي الجزء الأساسي في الرياضة، باعتبار أن أي نشاط رياضي من دون الجمهور كالبضاعة المنتهية الصلاحية التي لا تجد من يشتريها.

والجماهير لا تحضر إلى الملاعب إلا من أجل المتعة ومشاهدة منافسات رياضية حقيقية تقام على منشآت متقدمة ويشارك فيها نجوم لهم وزنهم ومكانتهم، وباستثناء ذلك فإنها - أي الجماهير - تميل إلى العزوف أكثر منها إلى المشاركة.

في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية تقام المنافسات الرياضية وسط حضور جماهيري غفير، إذ يتمكن منظمو المسابقات من تسويقها تجاريا وإعلانيا على أفضل ما يكون بفضل التفاعل الجماهيري معها، وهو ما يؤمن لها الدورة الاقتصادية الكاملة التي تتيح للأندية الأوروبية التطور وزيادة المداخيل وتحقيق الأرباح.

والجماهير لا تحضر إلا من أجل المتعة، وعندما يغيب النجوم الحقيقيون فإنه لا متعة بالتأكيد في أي مسابقة رياضية.

النجوم هم العلامة التجارية الأهم، ولذلك تبلغ رواتبهم أرقام فلكية لا تضاهيها حتى ما يتقاضاه أهم السياسيين على مستوى العالم فهم يجلبون المتعة والسعادة والسياسيون يجلبون الكثير من المآسي.

وعندما يقصى النجوم ويستبعدون أو يمنعون من المشاركة فلاشك في أن المتضرر الأول هو الجمهور والمسابقة نفسها، لأن الجمهور لا يمكن أن يحضر في غياب هؤلاء النجوم.

أمس الأول استوقفني سباق الـ 100 في بطولة العالم لألعاب القوى إذ كان الجميع يحبس أنفاسه وهو يترقب انطلاق أهم سباق عالمي بمشاركة الأسطورة الجاميكية آسين بولت محطم جميع الأرقام القياسية. عندها ولحظة الانطلاق المرتقبة حدثت المفاجأة الكبرى بخروج بولت من السباق بعد بداية خاطئة له عند خط الانطلاق، فقد خلالها توازنه الذهني وانطلق قبل الصافرة فاستبعد من المضمار وسط ذهول الجميع في الاستاد وحول العالم.

بولت نفسه لم يصدق ما حدث فالقوانين الجديدة لسباقات ألعاب القوى لا تسمح بالخطأ وتعاقب بالاستبعاد فورا على عكس السابق، لتحدث الطامة الكبرى ويخسر الجمهور والاتحاد الدولي لألعاب القوى وأصحاب حقوق النقل أهم حدث رياضي في البطولة.

بولت ليس الخاسر الوحيد وإنما الجميع خسر بخروج بولت وخصوصا الجمهور الذي كان يبحث عن المتعة والإثارة الحقيقية، حتى منافسيه خسروا وهم من كانوا يمنون النفس بالفوز عليه.

هذه الحادثة ذكرتني بما حدث مع الأسطورة البرازيلية بيليه عندما طرده أحد حكام الدوري البرازيلي من الملعب للمرة الأولى في تاريخه، عندها وفي الليلة نفسها عقد الاتحاد البرازيلي لكرة القدم اجتماعا عاجلا وقرر إيقاف الحكم 3 مباريات بدلا من إيقاف بيليه وذلك أن الحكم منع الجماهير من متعة كرة القدم!

تصرف الاتحاد البرازيلي الغريب وضع متعة الجماهير قبل تطبيق القوانين لأنه يعلم أنه لا رياضة من دون جمهور، وألا جمهور من دون نجوم.

محليا فقدت رياضتنا الكثير من النجوم وفي مختلف الألعاب في الفترة الأخيرة ما أدى إلى عزوف جماهيري كبير، وما نتمناه أن نرى الشمل الرياضي وقد اكتمل بالفعل مجددا لتعود المنافسات المحلية إلى سابق عهدها، ميدانا للمتعة والإثارة والندية وصراع النجوم وتحدي الجماهير، ليكون الجميع رابحا عندها، فالنجوم الحقيقيون عملة من الصعب بمكان تعويضها

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 3279 - الإثنين 29 أغسطس 2011م الموافق 30 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً