العدد 3290 - الجمعة 09 سبتمبر 2011م الموافق 10 شوال 1432هـ

«معاً» أول برنامج إخباري فلسطيني مستقل

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

قدّم مذيعان تلفزيونيان شابان، من أستوديو متواضع إلى درجة كبيرة ولكنه مجهّز جيداً في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، الحلقة الأولى من برنامج إخباري يومي جديد يمكن أن يثبت أنه مَعلم مهم في العالم العربي. للمرة الأولى، يبادر الفلسطينيون بعملية لتوفير أخبار مستقلة ذات نوعية جيدة للجمهور الفلسطيني.

قبل أقل من شهرين أطلقت «معاً»، المنظمة الإعلامية الفلسطينية المستقلة، برنامجاً إخبارياً مسائياً في الساعة الثامنة على قناة «ميكس معاً» الفضائية. أخذت أهمية البرنامج للمجتمع الفلسطيني تظهر بسرعة.

بشكل عام، كانت الأخبار المحلية تقدَّم من قبل غير فلسطينيين على قنوات مثل «الجزيرة» القطرية المشهورة و «العربية» السعودية وأحياناً الـ «بي بي سي» البريطانية. ويقول منتجو برنامج «أخبار معاً» أن هدفهم هو أن يكونوا «الجزيرة» الفلسطينية. وقد حفّزت تطورات السنة الأخيرة على ما يبدو على تحقيق هذا الهدف. جرى تهميش الأخبار الفلسطينية في السابق إلى حد بعيد، بينما اضطرت قنوات التلفزة العربية والأجنبية إلى إعطاء الأولوية لتغطية الثورات عبر العالم العربي.

إضافة إلى ذلك، تخلق حقيقة أن الفلسطينيين يتحركون قُدُماً في عملية بناء المؤسسات وبتعزيز القانون والنظام، حاجة أكبر للشفافية في الحكومة، وهي حاجة لا يمكن تحقيقها إلا بوجود إعلام حر ومستقل. بالإضافة إلى الانسياب الحر للمعلومات، تُعتبر حرية التعبير عن الرأي والانتقاد أساسية للمشاركة المدنية.

«معاً» هي منظمة إعلامية مستقلة وغير ربحية، الأمر الذي يعطي بثها التلفزيوني صدقية في الشارع الفلسطيني. وتأتي المنافسة من قناتين لهما تبعية سياسية، هما تلفزيون «فلسطين» التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تسيطر عليها منظمة فتح، وتلفزيون الأقصى المرتبط بحماس. وتشكّل حقيقة أن «معاً» غير تابعة لأحد خبراً جيداً لهؤلاء الذين يريدون رؤية تطوير ثقافة مدنية قادرة على البقاء. فالإعلام الذي يكون حراً في امتداح مستوى الخدمات الحكومية من ناحية، وانتقاد السياسيات والإبلاغ عن الفساد وسوء الإدارة من ناحية أخرى سيدعم التحول نحو سياسات ديمقراطية شفافة.

اتخذ وجود برنامج إخباري فلسطيني مكرّس ذي أجندة فلسطينية، يبث من المناطق الفلسطينية، أهمية إضافية في هذه الفترة. يتسلم البث الإخباري ومدته ساعة واحدة تقارير من محطات التلفزة المحلية على رابط مباشر، الأمر الذي يعطي صوتاً لأناس من قطاعات مختلفة وخاصة من المناطق المهمّشة.

ومن المواضيع المهمة التي تطرح في النشرة الإخبارية الانشقاق بين الضفة الغربية وغزة. فمنذ الانفصال الذي حصل العام 2007 بين الحزبين الرئيسيين الغريمين، «فتح» التي تحكم الضفة الغربية و «حماس» التي تحكم غزة، انفصل الإعلام الفلسطيني أيضاً عبر هذه الخطوط. وتضيف «معاً» توازناً مهماً للإعلام لأنها تحتفظ بمكتب ومراسلين لها في غزة، يقدمون أخباراً أولاً بأول من هناك.

يسمح هذا الاستقلال كذلك للقناة بالتعامل مع قضايا واهتمامات تتجاهلها محطات التلفزة الأخرى.على سبيل المثال، بحث تقرير لـ «معاً» قبل بضعة أسابيع إضراباً قام به موظفون حكوميون بسبب رواتب لم تُدفع، بينما قررت قنوات أخرى تجاهله. كذلك غطت معاً امتحانات التوجيهي العام ومشاكله. تثير هذه الحوارات تفكيراً معمّقاً وحواراً في المجتمع المدني الفلسطيني. فعلى سبيل المثال، يقول خليل شاكر وهو محاضر جامعي: «عندما يثير الإعلام قضايا تهمّ الناس فإنه يعطيهم منبراً يتكلمون منه ويتصلون عبره بصانعي القرارات».

يتم إنتاج مضمون هذه القناة بالتشارك بين «معاً» وقناة «ميكس» الفلسطينية الإسرائيلية، الأمر الذي يوجِد «خليطاً» فريداً بين الفلسطينيين المقيمين في «إسرائيل» وهؤلاء الذين يقيمون في الضفة الغربية وقطاع غزة. يفتح التعاون بين «ميكس» و «معاً» فرصاً جديدة للتواصل بين المجتمعين.

لا يعني هذا الطموح النبيل للسعي لتحقيق أفضل الأداء والمعايير المهنية العالية، لا يعني أن عمل «معاً» أصبح كاملاً، فالبدايات بالطبع صعبة. لا تعتبر بعض التغطية الإخبارية، مثل التقارير حول ورشات العمل المختلفة أو الدورات التدريبية في المناطق الفلسطينية أخباراً مثيرة. يمكن تحسين تحرير النشرة الإخبارية، وكذلك تنظيم مضمونها.

إلا أن هذه النواقص تتحسن باستمرار وبسرعة، ويبدو البرنامج في طريقه إلى تحقيق هدف أن يصبح نوعاً مختلفاً من محطات التلفزة في الساحة الفلسطينية، يعطي صوتاً لأناس حقيقيين وقصصهم

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3290 - الجمعة 09 سبتمبر 2011م الموافق 10 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً